تضطلع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بتنظيم ودعم البحوث الدولية من أجل تعزيز قدرة أعضائها على تحسين عمليات رصد الطقس والمناخ والماء والبيئة، وتحسين التنبؤ بها، وتقديم الخدمات المتعلقة بها وإجراء التقييمات العلمية للأحوال البيئية الإقليمية والعالمية. وكانت هذه البحوث حتى الآن عنصراً رئيسياً في تحقيق تحسن غير مسبوق في جودة ودقة التنبؤات والتكهنات بالطقس والمناخ والبيئة، وكذلك في المعارف العلمية التي يستخدمها واضعو السياسات العامة من أجل الوقاية من المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية و/ أو الحد منها. وستكون هذه البحوث الدولية بالغة الأهمية في المستقبل من أجل تحقيق قدرة المجتمع العالمي على التصدي لآثار ظواهر الطقس القاسية (مثل الأعاصير المدارية (الهاريكين)، والفيضانات، والأعاصير القُمعية (الترونادو)، وما إلى ذلك)، والظواهر المناخية المتطرفة (مثل نوبات الجفاف، وما إلى ذلك)، والظواهر المتعلقة بجودة الهواء (مثل الضباب الدخاني الحضري/ الإقليمي، وحرائق الغابات، والعواصف الرملية والترابية، وما إلى ذلك)، ومن أجل وضع إستراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ وتقلبيته.
كما تدعم برامج بحوث المنظمة (WMO) الاتفاقيات البيئية الدولية ذات الصلة، وما يتصل بها من بروتوكولات بشأن جملة أمور من بينها المواد المستنفدة للأوزون، وتغير المناخ، والتصحر، ومكافحة الجفاف. وتضمن البحوث وعمليات التقييم العلمية الداعمة لهذه الاتفاقيات والتي ترعاها المنظمة (WMO) وضع أفضل السياسات من أجل حماية طبقة الأوزون (اتفاقية فيينا لعام 1985 ؛ وبروتوكول مونتريال لعام 1987 )، والحد من آثار الانتقال البعيد المدى لتلوث الهواء (الاتفاقية المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية لأوروبا والمعنية بالتلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (UN-ECE LRTAP) لعام 1979 ) والتصدي لتغير المناخ وتقلبيته (اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) ، 1994 ). وعلى سبيل المثال، فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) منظمة علمية دولية تشارك في رعايتها المنظمة (WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتستضيف المنظمة (WMO) أمانة الهيئة (IPCC) . وتوفر عمليات التقييم المنتظمة التي تضطلع بها الهيئة (IPCC) أفضل المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية الاقتصادية المتاحة والملائمة لفهم أساس المخاطر التي تهدد البشر والمِلكية والبنى الأساسية من جراء تغير المناخ وتقلبيته. وتسهم المعارف العلمية التي تولدها برامج البحوث التي ترعاها المنظمة (WMO) أيضاً في وضع خيارات من أجل التكيف مع التأثيرات الضارة لتغير المناخ وتقلبيته والتخفيف من هذه الآثار، كما تفيد كأساس لوضع السياسات والإجراءات التي يتعين اتخاذها من جانب الدول في كافة أنحاء العالم من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) .
وتتسم السنة القطبية الدولية (2008-2007) بأهمية خاصة فيما يتعلق بالدور الرائد للمنظمة (WMO) وشراكاتها في مجال البحوث. وتتركز هذه الحملة المكثفة للبحوث العلمية والرصدات المنسقة دولياً على المنطقتين القطبيتين للأرض من أجل التوصل إلى فهم أفضل لهاتين المنطقتين، ودورهما في النظام المناخي للأرض، والتأثير الذي يمكن أن يحدثه تغير المناخ وتقلبيته عليهما في المستقبل.
وتساعد لجنة علوم الغلاف الجوي، واللجنة العلمية المشتركة للبرنامج العالمي لبحوث الطقس، وإدارة البحوث أعضاء المنظمة (WMO) من خلال ما يلي:
- البرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP) ، والمشاريع الرئيسية التابعة له (التجربة العالمية لدورتي الطاقة والماء (GEWEX) ، وتقلبية المناخ وإمكانية التنبؤ به (CLIVAR) ، وبرنامج المناخ والغلاف الجليدي (CliC) ، والعمليات الإستراتوسفيرية ودورها في المناخ (SPARC) )؛
- البرنامج العالمي لبحوث الطقس (WWRP) ، بما في ذلك تجربة البحث الخاصة بنظم الرصد وبإمكانية التنبؤ (THORPEX) ؛
- برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي المعني بكيمياء الهواء (GAW) .
