المنظمة العامة للأرصاد الجوية
المناخ من الموارد الطبيعية الحيوية لرفاه الإنسان وصحته ورخائه. والمعلومات التي تقوم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) بجمعها وإدارتها وتحليلها بتنسيق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وبالتعاون مع منظمات وبرامج إقليمية ودولية أخرى، تساعد صانعي القرارات ومستخدمي هذه المعلومات على تخطيط أنشطتهم ومشاريعهم وتكييفها مع الأحوال المتوقعة. وبذلك، يمكن اتخاذ ما يلزم من قرارات عند التخطيط للحد من المخاطر وتحقيق أفضل الفوائد الاجتماعية الاقتصادية الممكنة.
ويؤثر المناخ على حياة الناس وسبل العيش في كل مكان. والاحترار العالمي يهدد المجتمع بطرق شتى، فزيادة الجفاف وطول أمده يمثل خطراً مباشراً على ملايين البشر. ويؤثر انخفاض المحاصيل الزراعية والأسماك على ملايين أخرى من البشر. وتسببت موجات الحرارة التي شوهدت مؤخراً، لاسيما في المناطق الحضرية، في وفاة الآلاف من الناس، وبوجه خاص المسنين والمصابين بالعجز. ويعتمد اقتصاد كثير من البلدان، لاسيما البلدان الجزرية الصغيرة، على السياحة. وهذه البلدان تتأثر بشدة بارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل السواحل، وتسرب المياه المالحة، ونقص المياه الصالحة للشرب، وتدمير البيئة الطبيعية، وجميع الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ. وفي شتاء 2007-2006 ، تكبدت منتجعات رئيسية كثيرة في جبال الألب الأوروبية خسائر مالية بسبب نقص الثلوج الناجم عن دفء الطقس.
ويوفر المناخ أيضاً مصادر للطاقة المتجددة وغير الملوثة: الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. ويمكن أن يساعد فهم المزارعين والصيادين وسكان الغابات للنظام المناخي في زيادة محاصيلهم ومخزوناتهم. وتدعم المنظمة (WMO) المنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية التي يلتقي فيها أخصائيو علم المناخ من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التنبؤات المناخية الفصلية، ثم تجمع المنظمة مجموعات مختلفة من المستخدمين في مجالات الوقاية من الكوارث، والصحة، والزراعة، والحراجة، ومصائد الأسماك، والسياحة، والطاقة من أجل مناقشة التأثيرات المحتملة. وثمة عدد كبير من الجهات العالمية المنتجة للتنبؤات المناخية ، وأكثر هذه التنبؤات دقة تلك التي تستند إلى التنبؤات بظاهرة النينيو.
وتنسق المنظمة (WMO) الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات من المعلومات المناخية، مثلاً لمراقبة المناخ، وإدارة البيانات المناخية ، والكشف عن تغير المناخ، والتنبؤات المناخية التي يتراوح مداها بين النطاق الفصلي ونطاق ما بين السنوات، وتقييم آثار تغير المناخ.
ويعزز البرنامج العالمي للتطبيقات والخدمات المناخية (WCASP) ، في إطار برنامج المناخ العالمي (WCP) ، التطبيق الفعال للمعارف والمعلومات المناخية لصالح المجتمع، وتقديم الخدمات المناخية، بما في ذلك التنبؤ بالتقلبات المناخية الهامة الطبيعية منها والناجمة عن الأنشطة البشرية على السواء. ويتناول مشروع خدمات المعلومات والتنبؤات المناخية (CLIPS) تطبيق الخدمات المناخية على نطاق العالم. والغرض من المشروع (CLIPS) هو الاستفادة من قواعد البيانات الحالية ومن المعارف المناخية المتزايدة ومن تحسين قدرات التنبؤ من أجل الحد من التأثيرات السلبية لتقلبية المناخ، كما أن الغرض منه هو تعزيز أنشطة التخطيط استناداً إلى تطور قدرات العلوم المناخية.
وعملية مراقبة المناخ حاسمة الأهمية لمواصلة تعميق فهمنا لتعقد النظام المناخي وإمكانية التنبؤ به. والاطلاع على البيانات والمعلومات المناخية المرتبطة بها، والتي يتم جمعها ونشرها على المستخدمين يبقي أصحاب المصلحة على علم بحالة المناخ والبيئة الطبيعية. وتؤدي برامج الرصد مثل النظام العالمي لرصد المناخ (GCOS) والنظام العالمي لرصد المحيطات (GOOS) دوراً رئيسياً في تحسين جمع البيانات اللازمة من أجل تطوير التنبؤات المناخية والكشف عن تغير المناخ.
وتعزز المنظمة (WMO) وشركاؤها، من خلال البرنامج العالمي للبحوث المناخية ، الفهم العلمي الأساسي للنظام والعمليات الفيزيائية اللازمة لتحديد إلى أي مدى يمكن التنبؤ بالمناخ وإلى مدى تأثير الإنسان على المناخ. وتقوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التي أُنشئت في عام 1988 والتي تشارك المنظمة في رعايتها بتقييم المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية الاقتصادية المتصلة بفهم مخاطر تغير المناخ الناجم عن فعل الإنسان، وتأثيراته المحتملة، وخيارات التكيف معه والتخفيف من آثاره. وتعد المنظمة أيضاً بياناً سنوياً عن حالة المناخ.
وتساعد أنشطة إنقاذ البيانات المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) ، وبوجه خاص المرافق الوطنية في البلدان النامية، على النفاذ إلى البيانات التاريخية لأغراض مختلفة.