المنظمة العامة للأرصاد الجوية كل واحد منا يهتم بالطقس. ففي كثير من البلدان، تمثل النشرة الجوية أوسع البرامج التليفزيونية مشاهدة. ويحتاج الناس في مختلف أنحاء العالم إلى معرفة حالة الطقس اليوم أو غد بغية معرفة مدى إمكانية قيامهم بعمليات البذر أو الزراعة أو الحصاد أو الإبحار أو القيام بغير ذلك من الرحلات، أو التأهب للمخاطر الطبيعية المحدقة مثل الأعاصير. فهم يريدون معرفة الأحوال الجوية للمناسبات الرياضية الخارجية أو الأنشطة الترفيهية، أو ببساطة لمعرفة ماذا يرتدون وهل يأخذون معهم مظلات أم لا.
وتقوم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية، في إطار المراقبة العالمية للطقس التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ، برصد الطقس والمناخ على مدار الساعة وفي جميع أنحاء العالم لكفالة استمرار تدفق البيانات التي تُنقل بعد ذلك إلى شتى أنحاء المعمورة لأغراض التنبؤ والتخطيط. إنه نظام فريد، ذلك النظام الذي يتألف من شبكة تضم محطات للرصد تابعة لمراكز وطنية وإقليمية وعالمية وتعمل على مدار الساعة في الوقت الحقيقي، وتقدم للمستخدمين النهائيين والجمهور بيانات واردة من سطح الأرض ومن الفضاء لأغراض التنبؤات والإنذارات.
إن الطقس لا يعرف حدوداً وطنية. فالعمل الذي يضطلع به أخصائيو الأرصاد الجوية، والذي كثيراً ما يكون بعيداً عن الأنظار من أجل مصلحتنا وسلامتنا، هو إلى حد كبير جهد جماعي. ومن هنا جاء شعار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "العمل سوياً في مجالات الطقس والمناخ والماء".
ويشغل أعضاء المنظمة (WMO) شبكات الرصد الخاصة بهم وينسقونها في إطار النظام العالمي للرصد (GOS) الذي يوفر بيانات ومعلومات رصد أساسية وفريدة عن حالة الأرض وغلافها الجوي. والنظام (GOS) هو أهم نظام عالمي تشغيلي لرصد الأرض يتمتع بقدرة شاملة. اضغط هنا للاطلاع على النشرات العملية عن نظام الرصد المذكور.
وتقوم نظم الرصد في إطار هذه الشبكات بجمع بيانات الأرصاد الجوية والبيانات المناخية والهيدرولوجية والبحرية والأقيانوغرافية من أكثر من 15 ساتلاً و 100 محطة عائمة رأسية و 600 محطة عائمة منساقة و 3000 طائرة و 7300 سفينة ونحو 10000 محطة أرضية القاعدة. وتستخدم الحواسيب العملاقة نماذج رياضية تستند إلى قوانين فيزيائية لإنتاج الخرائط، والنواتج الرقمية، والتنبؤات بالطقس وبجودة الهواء، والتوقعات المناخية، وتقييمات الأخطار، وخدمات الإنذار المبكر. وتبث سواتل الأرصاد الجوية معلومات الطقس في الوقت الحقيقي عدة مرات يومياً إلى أكثر من 1 000 موقع.
وتساعد الرصدات والبيانات على وضع نواتج وتنبؤات، يجري نشرها بعد ذلك على النطاق العالمي من خلال النظام العالمي للاتصالات (GTS) التابع للمنظمة (WMO) . وبذلك، يتمكن الأعضاء من تقديم خدمات موثوقة وفعالة في مجال الطقس لدعم سلامة الأرواح والممتلكات، فضلاً عن الصالح العام والرفاه العام للسكان. ومن الأمثلة على ذلك، سلامة عمليات الطيران وانتظامها وكفاءتها، والزراعة ومصائد الأسماك والأمن الغذائي، والنقل البحري والسلامة في البحار (weather.gmdss.org) ، ومراقبة موارد المياه والإنذار المبكر بالمخاطر الطبيعية والتأهب المجتمعي.
وفي المتوسط، فإن موثوقية التنبؤ بالطقس لمدة خمسة أيام في الوقت الراهن يعادل موثوقية التنبؤ لمدة يومين منذ 20 عاماً. اضغط هنا للاطلاع على التنبؤات الحالية بالطقس في مختلف مدن العالم والإنذارات بالطقس القاسي. وبالرغم من التقدم الكبير في المجالين العلمي والفني، لاتزال ثمة تحديات، كما أن دقة التنبؤات الفردية بالطقس تتباين تبايناً كبيراً. وتتضمن تلك التحديات تحديد سمات أوجه عدم التيقن في التنبؤات الفردية والإبلاغ عنها، والنهوض بمهارات التنبؤ في مناطق يتعذر فيها إحراز تقدم (مثل هطول الأمطار الغزيرة، ونشوء الأعاصير المدارية وكثافتها وهيكلها).
ويؤدي البرنامج العالمي لبحوث الطقس (WWRP) التابع للمنظمة (WMO) دوراً رائداً في التصدي لتلك التحديات، مع التركيز على الظواهر الجوية التي لها تأثيرات كبيرة على المجتمع والاقتصاد والبيئة. وتغطي الجهود التي يبذلها البرنامج (WWRP) نطاقات زمنية تتراوح ما بين الساعات والأسابيع وحتى الشهور في بعض الحالات. ويتمثل أكبر نشاط للبرنامج (WWRP) في تجربة البحوث الخاصة بنظم الرصد وبإمكانية التنبؤ (THORPEX) التي تهدف إلى التعجيل بتحسين دقة التنبؤات بالطقس الشديد التأثير من مدة يوم واحد إلى أسبوعين وتحسين استخدام تلك التنبؤات.