[b]تضاريس الجزيرة العربية
أولاً: الموقع
يطلق اسم شبه الجزيرة العربية Arabian Peninsula على شبه الجزيرة، الواقعة في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا؛ ويطلق عليها، أحياناً، اسم الجزيرة العربية. وهي تمتد من دائرة العرض 32 درجة و15 دقيقة شمالاً، إلى دائرة العرض 32 درجة و12 دقيقة شمالاً؛ ومن خط الطول 34 درجة و36 دقيقة شرقاً، إلى خط الطول 59 درجة و52 دقيقة شرقاً.(انظر خريطة الموقع الجغرافي) ويحدها من الغرب البحر الأحمر، بطول ألفَي كيلومتر، ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي، ومن الشرق خليج عمان والخليج العربي. أما حدودها الشمالية، فهي متصلة مع الصحراء السورية، من دون حدود قاطعة؛ ولكن تعتبر الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية، ولدولة الكويت، هي الحدود الشمالية المتعارف عليها، حالياً، لشبه الجزيرة العربية. وتقدَّر المساحة الكلية لشبه الجزيرة العربية بنحو 3.1 ملايين كيلومتر مربع. ويعد موقعها موقعاً إستراتيجياً بالغ الأهمية، لوقوعها بين العالم الشرقي والعالم الغربي، ولإشرافها على مضيق هرمز، بين الخليج العربي وخليج عمان، والذي يمر به الجزء الأكبر من النفط العالمي المنقول بحراً. وتشرف، كذلك، على مضيق باب المندب، الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن، والذي اكتسب أهمية كبيرة، بعد شق قناة السويس، الواصلة بين خليج السويس والبحر الأبيض المتوسط؛ ما يجعل الحركة التجارية، بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، تمر بهذا المضيق.
ثانياً: الجيولوجيا
كانت شبه الجزيرة العربية، في العصر ما قبل الكامبري، قبل أن يتكون البحر الأحمر، متصلة بإفريقيا، كجزء من الدرع الإفريقي النوبي. وفي هذا العصر، تحول السطح إلى سهول مستوية، شبه خالية من المناطق الجبلية؛ وذلك نتيجة لعوامل التعرية، التي عملت لمدة زمنية طويلة، من دون أن يعتريها عمليات رفع بانية للجبال. ثم بدأ تكون حوض رسوبي كبير، منذ بداية العصر الكامبري، يسمى تيثس Tethys؛ وذلك إلى الشمال والشرق من شبه الجزيرة العربية، في المناطق المعروفة، حالياً، بتركيا وشمالي العراق وجنوب غربي إيران؛ وقد ترسب فيه آلاف الأمتار من الرواسب. في المنطقة الواقعة بين بحر تيثس وشبه الجزيرة العربية، كان هناك عدة بحار ضحلة epicontenatal، تمتد فوق الأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وتترك فيها رواسب متعاقبة، مكونة طبقات أفقية.
وفي أواخر العصر الطباشيري، بدأت حركات تكوين الجبال تزيل بحر تيش، وتشكل سلسلة جبال الهملايا ـ الألب مكانه. كذلك نشطت حركات تكوين الجبال، في أواخر العصر الثلاثي، مرة ثانية، وأسفرت عن تكوين جبال طوروس، وجبال زاغروس، في ايران؛ وجبال عمان، في جنوب شرقي شبه الجزيرة العربية. إضافة إلى انفصال الصفيحة، المكونة لشبه الجزيرة العربية، عن الدرع الإفريقي، في أواسط العصر الثلاثي، وذلك على طول ما يعرف، الآن، بالبحر الأحمر؛ والناجم عن عملية تقبب الدرع العربي ـ الإفريقي، وتكوّن شقوق على طول قمة القبة الطولانية، الممتدة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.
تلا ذلك عمليات شد، في العصر الفجري ـ الضحوي Eocone-oligan، أسفرت عن تصدع متدرج. ثم انخفض الوسط المتصدع، واستمر في تعميق الانخفاض. ومع استمرار هبوط منطقة الانهدام بين الجانبين الصاعدين، انخفض سطح منطقة الانهدام إلى ما دون مستوى سطح البحر، فدخلت المياه إليه، مكونة البحر الأحمر. وزحفت صفيحة شبه الجزيرة العربية، ببطء، نحو الشمال الشرقي، حيث اصطدمت بالصفيحة الآسيوية، وربما انزلقت أسفل منها. ولا شك أن انفصال صفيحة شبه الجزيرة العربية عن الصفيحة الإفريقية، كان مصحوباً بنشاط بركاني، أدى إلى تكوين العديد من الحرات، في غربي شبه الجزيرة العربية.
وتتركب شبه الجزيرة العربية، جيولوجياً، من كتلتيَن عظيمتَين، هما:
1. الدرع العربي
يقع الدرع العربي في غربي شبه الجزيرة العربية، ويغطي ثلث مساحتها، (انظر خريطة الدرع العربي) يتكون من:
أ. صخور متحولة metamorphic rocks كانت في الأصل صخوراً، رسوبية وبركانية، قديمة؛ ثم جعلها الضغط والحرارة العاليَين صخوراً متحولة، تشمل صخور النيس والشست والسلات.
ب. صخور جوفية اندساسية plutonic، أي صخور، تجمدت من الصهير، داخل القشرة الأرضية، من دون أن تصل إلى السطح، ولذا، تكون البلورات المكونة لها كبيرة الحجم، نسبياً، لأنها بردت ببطء. وقد كان تكوّن هذه الصخور الاندساسية مصاحباً لعمليات تكوين الجبال، في الغالب؛ لكن بعضها كان سابقاً، والبعض الآخر كان لاحقاً لعمليات تكوين الجبال. ومع استمرار التعرية، عبر العصور الجيولوجية، أزيلت الصخور، التي كانت تعلوها، وأصبحت هذه الصخور الجوفية ظاهرة على السطح. ويشمل هذا النوع من الصخور الجرانيت والدايورايت والجابرو.
جـ. صخور بركانية، تكونت، في العصرَين: الثلاثي والرباعي، من اللافا، التي سالت على سطح الأرض، خارجة من البراكين؛ ولذا، كان تجمدها سريعاً وحجم بلوراتها صغيراً، مثل صخور البازلت (دكناء اللون، لاحتوائها على معادن قاعدية، أي تحتوي على نسبة كبيرة من عنصرَي الحديد والمغنيسيوم)، والرايولايت (فاتحة اللون، لأنها حمضية، أي أن المعادن المكونة لها غنية بعنصر السليكون، وقليلة الاحتواء على عنصرَي الحديد والمغنيسيوم). وهي تكون مناطق ما يعرف، محلياً، بالحرّات.
2. الرف العربي
يقع الرف العربي إلى الشرق من الدرع العربي. ويشكل نحو ثلثَي مساحة شبه الجزيرة العربية. وقاعدته هي صفيحة الدرع العربي نفسها، التي ترجع إلى زمن ما قبل الكامبري. والرف العربي هو تتابع من الصخور الرسوبية، التي ترسبت على اليابسة والمياه الضحلة، وتراوح أعمارها بين الزمن الكامبري والبلايوسين. وبصفة عامة، يكون ميل هذه الطبقات الصخرية في اتجاه الشرق، بعيداً عن الدرع العربي، ويكون ميلاً خفيفاً، ويراوح سمكها بين الصفر في الطرف عند الدرع العربي، و6 آلاف متر في حوض الخليج العربي والربع الخالي. وتتكون الصخور الأقدم، التي ترسبت خلال حقب الحياة القديمة، أي بين عصرَي الكامبري والبرمي ـ من الحجر الرملي والطفل. أما الصخور، التي ترسبت في الحقب المتوسطة والحديثة، فتتألف، إجمالاً، من الحجر الجيري. وقد تكون النفط في الطبقات الرسوبية العميقة، بفعل الحرارة والضغط الواقعَين على الرواسب المطمورة، الغنية بالمواد العضوية. ثم انتقل إلى طبقات أخرى، من خلال الصخور المسامية، حيث انحبس في مكامن، مثل الطبقات المحدبة، التي تعلوها صخور غير مسامية، مثل الطفل. وإضافة إلى النفط، فإن طبقات الصخور المسامية، في الرف العربي، تحتوي على مكامن مهمة للمياه الجوفية، أهمها مكمن الوسيع، في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية؛ ومكمن أم رضمة، في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية؛ ومكمن ساق، في وسط شبه الجزيرة العربية وشماليها.
ثالثاً: الوحدات السياسية
تتكون شبه الجزيرة العربية من سبع دول مستقلة، هي: المملكة العربية السعودية، والجمهورية العربية اليمنية، وسلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطَر، ودولة الكويت، ودولة البحرين. (انظر خريطة الوحدات السياسية)، (وانظر شكل التوزيع النسبي لمساحات الدول) و(شكل التوزيع النسبي للسكان).
1. المملكة العربية السعودية
تشكل المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من مساحة شبه الجزيرة العربية؛ إذ تقدَّر مساحتها بنحو مليونَين و150 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقارب 80% من المساحة الكلية لشبه الجزيرة العربية. ويقدَّر عدد سكانها بنحو 16.9 مليون نسمة، حسب التعداد السكاني الشامل، عام 1413هـ؛ أما تقديرات عام 1998م، فتشير إلى أنه يناهز 18 مليون نسمة.
وتحتل المملكة العربية السعودية مركزاً قيادياً، في العالم الإسلامي؛ إذ شرفها الله باحتضان الأماكن المقدسة (المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة المنورة)، التي انطلق منها نور الإسلام، والتي يحج إليها مئات الألوف من المسلمين، سنوياً، من جميع أنحاء العالم. كما تتمتع المملكة العربية السعودية بمركز قيادي، على مستوى العالم، بالنسبة إلى الطاقة؛ إذ تحتل المركز الأول، في العالم، بالنسبة إلى احتياطي النفط، بامتلاكها نحو ربع الاحتياطي العالمي.
2. الجمهورية العربية اليمنية
الجمهورية العربية اليمنية، هي ثانية دول شبه الجزيرة العربية، مساحة وسكاناً؛ إذ تناهز مساحتها 527 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 16.3 مليون نسمة، حسب تقديرات عام 1998. وقد تأسست الجمهورية العربية اليمنية، في 22 مايو 1990، بعد توحد شطرَي اليمن السابقَين، وهما:
أ. الجمهورية العربية اليمنية، المعروفة باسم اليمن الشمالي، والتي استقلت عن الدولة العثمانية، في نوفمبر 1918.
ب. جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، المعروفة باسم اليمن الجنوبي، والتي نالت استقلالها عن الاستعمار البريطاني، في 3 نوفمبر 1967.
وتقع الجمهورية العربية اليمنية، في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، ويحدها من الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي، بطول 1900 كيلومتر. أما من الشرق، فتحدها سلطنة عُمان، بطول 288 كيلومتراً. ومن الشمال، والشمال الشرقي، تحدها المملكة العربية السعودية، بحدود يقدَّر طولها بنحو 1458 كيلومتر. وتتخذ الجمهورية العربية اليمنية صنعاء عاصمة لها. ويعتمد اقتصادها اعتماداً رئيسياً على الزراعة.
3. سلطنة عُمان
تقع سلطنة عُمان في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وتناهز مساحتها 212460 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 6.9% من المساحة الكلية لشبه الجزيرة العربية. ويحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، بطول 676 كيلومتراً؛ والإمارات العربية المتحدة، بطول 410 كيلومترات. ويحدها من الشرق خليج عُمان، ومن الجنوب البحر العربي، بساحل يبلغ طوله ألفَي كيلومتر. أما من الغرب، فتحدها الجمهورية العربية اليمنية، بطول 288 كيلومتراً.
ويقدَّر عدد سكان سلطنة عُمان بنحو مليونين و360 ألف نسمة، حسب تقديرات عام 1998. وقد استقلت عام 1650، واتخذت مسقط عاصمة لها. ويعتمد اقتصاد السلطنة اعتماداً رئيسياً على صادرات النفط.
4. الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة دولة فيدرالية، تتألف من سبع إمارات، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة وعجمان،وأم القوين، ورأس الخيمة، والفجيرة. وقد نالت استقلالها عن الاستعمار البريطاني، في 2 ديسمبر 1971. واتخذت أبو ظبي عاصمة لها.
وتقع الإمارات العربية المتحدة، في شرقي شبه الجزيرة العربية، بين خطَّي العرض 22 و26.5 درجة شمالاً، وبين خطَّي الطول 51 و56,5 درجة شرقاً. ويحدها من الشمال والشرق الخليج العربي وخليج عُمان، بطول 700 كيلومتر؛ ومن الجنوب والغرب سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية. وتقدَّر مساحتها بنحو 600 83 كيلومتر مربع. ويناهز عدد سكانها مليونَين و300 ألف نسمة. ويعتمد اقتصادها اعتماداً رئيسياً على صادرات النفط.
5. دولة قطر
تقع دولة قطَر في شرقي شبه الجزيرة العربية، على شكل رأس من اليابس، يمتد في الخليج العربي، حيث تحدها مياهه من الشرق والشمال والغرب، بساحل طوله 563 كيلومتراً. أما من الجنوب، فتحدها المملكة العربية السعودية، بحدود طولها 60 كيلومتراً. وتقدَّر مساحتها بنحو 11400 كيلومتر مربع. ويقطن فيها نحو 697 ألف نسمة، حسب تقديرات عام 1998. وتتخذ الدوحة عاصمة لها، بعد أن استقلت عن الاستعمار البريطاني، في 3 سبتمبر 1971. ويعتمد اقتصادها اعتماداً رئيسياً على النفط والغاز الطبيعي.
6. دولة الكويت
تقع دولة الكويت في الجزء الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وتشغل مساحة، تقدر بنحو 17820 كيلومتراً مربعاً. ويحدها من الشرق الخليج العربي، بطول 499 كيلومتراً؛ ومن الشمال والغرب العراق، بحدود طولها 242 كيلومتراً ومن الجنوب تحدها المملكة العربية السعودية، بطول 222 كيلومتراً. وقد نالت الكويت استقلالها عن الاستعمار البريطاني، في 19 يونيه 1961. وعاصمتها مدينة الكويت. ويناهز إجمالي عدد سكان دولة الكويت مليوناً و900 ألف نسمة، حسب تقديرات عام 1999؛ منهم مليوناً ومائتا ألف فرد غير كويتي. ويعتمد اقتصادها اعتماداً رئيسياً على النفط، الذي يشكل 90%من عائدات التصدير، كما تمتلك الكويت نحو 10% من احتياطي النفط العالمي.
7. دولة البحرين
تتكون دولة البحرين من أرخبيل من الجزر الصغيرة، يبلغ عددها ثلاثاً وثلاثين جزيرة، تقع في الخليج العربي، بالقرب من الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية (24 كيلومتراً)، ودولة قطَر (28كيلومتراً). وتقدَّر المساحة الإجمالية للجزر البحرينية، بنحو 691 كيلومتراً مربعاً. وتعد جزيرة البحرين أكبرها؛ إذ تناهز مساحتها 562 كيلومتر مربع، أي نحو 83% من المساحة الكلية للدولة. ويقارب طول هذه الجزيرة، من الشمال إلى الجنوب، 48 كيلومتراً؛ بينما يدنو أكبر اتساع لها، في جزئها الشمالي، من 16 كيلومتراً. ويحيط بالبحرين مياه ضحلة، من الخليج العربـي، تعـرف بخليج البحرين. أما سطح جزيرة البحرين، فهو صحراء منخفضة، ومنبسطة؛ لا يزيد أعلى ارتفاع فيها على 134 متراً فوق مستوى سطح البحر؛ وهي مكونة، بصفة رئيسية، من الصخور الجيرية، المغطاة بالرمال الملحية. أما الجزيرة الثانية، من حيث الحجم والأهمية، فهي جزيرة المحرق. وتقع مدينة المنامة، عاصمة البلاد، في الطرف الشمالي الشرقي من جزيرة البحرين. ويربط البحرين، براً، بالمملكة العربية السعودية، جسر الملك فهد. وقد نالت دولة البحرين استقلالها عن الاستعمار البريطاني، في 15 أغسطس 1971. ويقدَّر عدد سكانها، عام 1999، بنحو 265 ألف نسمة. ويعتمد اقتصاد دولة البحرين، إلى حدٍّ كبير، على النفط، وصناعة الألمنيوم، والبتروكيماويات.
رابعاً: المناخ
1. المناخ الحالي
المناخ الحالي لشبه الجزيرة العربية شديد الجفاف بصفة عامة، عدا المناطق الجبلية، في جنوب غربي شبه الجزيرة العربية، وجبال عُمان، حيث يكون شبه جاف، بسبب انخفاض الحرارة، الناجم عن الارتفاع عن مستوى سطح البحر، وازدياد الأمطار، بسبب تأثير الرياح الموسمية. إن معظم شبه الجزيرة العربية يسوده صيف حار، جاف؛ وشتاء معتدل، يسقط فيه القليل من الأمطار، التي لا يتعدى معدلها السنوي 100 مم (انظر خريطة الأمطار السنوية). أما الرطوبة النسبية، فهي منخفضة جداً، على طول السنة، عدا، المناطق الساحلية والجبلية العالية الارتفاع. والحرارة العالية، وانخفاض الرطوبة النسبية، في معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، يجعلان معدل التبخر والنتح عالياً جداً؛ إذ يصل، في بعض مناطق شبه الجزيرة العربية، إلى 30 ضعف كمية الأمطار السنوية؛ ما يجعل الحياة النباتية الدائمة متعذرة، إلا في بطون الأودية، التي تتجمع فيها مياه السيول المؤقتة.
2. المناخ الماضي
لم يتسم مناخ شبه الجزيرة العربية بالجفاف، على مدى التاريخ، بل تخللته، عبر العصور، فترات مطيرة. ويمكن تلخيص تاريخه من عصر المايوسين حتى الزمن الحديث، كما يلي:
أ. الفترة المطيرة، خلال المايوسين، الأوسط والأسفل
بقايا الحيوانات الحفرية، من أسماك، وتماسيح، وطيور، ووحيد القرن، وزَرَافَي، وبقر وحشي، وأنواع أخرى من الحيوانات الكبيرة، التي اكتشفت في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويرجع تاريخها إلى عصر المايوسين، الأوسط والأسفل ـ تدل على أن المناخ كان مطيراً، في تلك الفترة، ما أوجد حياة نباتية، وفرت الغذاء لتلك الحيوانات الضخمة. ويرى بعض الباحثين، أن أودية شبه الجزيرة العربية الرئيسية، مثل وادي الرمة؛ ووادي الدواسر، ورافدَيه السابقَين، المعروفَين، الآن، بوادي بيشة ووادي تثليث ـ قد بدأت تكوين مجاريها خلال هذه الفترة المطيرة.
ب. الفترة الجافة، خلال المايوسين الأعلى
كان المناخ جافاً، في شبه الجزيرة العربية، خلال عصر المايوسين الأعلى؛ إذ إن رمال النفود الكبير، قد تكونت فوق سطح، يرجع تاريخه إلى عصر المايوسين الأوسط؛ ما يدل على أن بداية تكوُّنها وتراكمها، في شمالي شبه الجزيرة العربية، في حوض النفود الكبير ـ ترجع إلى عصر المايوسين الأعلى؛ وأن هذه الفترة كانت جافة، متسمة بتحرك الرمال.
ج. الفترة المطيرة، خلال البلايوسين الأعلى، والبلايستوسين الأسفل
شهدت شبه الجزيرة العربية، خلال البلايوسين الأعلى، والبلايستوسين الأسفل؛ فترة مطيرة. ويرجح كثير من العلماء، أن الشبكة الكبرى من الأودية، الموجودة، الآن، في شبه الجزيرة العربية، قد اتخذت شكلها النهائي، خلال تلك الفترة.
د. الفترة الجافة، خلال البلايستوسين الأوسط
ساد، خلال البلايستوسين الأوسط، فترة جافة، في شبه الجزيرة العربية؛ يدُل عليها انتشار الحرات في منطقة الدرع العربي، حيث تبيَّن أن مناطق البازلت الحديثة، لم تتأثر بالتعرية المائية، أي أنها خالية من آثار المجاري المائية.
هـ. الفترة المطيرة، خلال البلايستوسين الأعلى (36000 ـ 17000 سنة ق.م)
نعمت شبه الجزيرة العربية بفترة مطيرة، خلال عصر البلايستوسين الأعلى؛ أدت إلى انتشار الأعشاب والحشائش الطويلة، وبعض الغابات القزمية، في منطقة الربع الخالي، حيث وجدت آثار للجاموس، وفرس النهر، والبقر الوحشي.
و. الفترة الجافة، خلال البلايستوسين الأعلى، والهولوسين الأسفل
في فترة البلايستوسين الأعلى، والهولوسين، أي فيما بين 17000 و9000 سنة، قبل التاريخ الحالي، ساد الجفاف شبه الجزيرة العربية، وازدادت التعرية الريحية؛ ما ساعد على تراكم الرمال في أحواض الربع الخالي، والنفود الكبير، والدهناء، والجافورة.
ز. الفترة المطيرة، خلال الهولوسين الأسفل
شهدت شبه الجزيرة العربية فترة مطيرة، خلال الهولوسين الأسفل، أي بين 8500 و5200 سنة قبل التاريخ الحالي؛ أسهمت في ارتفاع منسوب البحيرات، وعاودت الأودية الجريان مرة أخرى، حيث تكونت مصاطب جديدة.
ح. الفترة الجافة الحالية
بدأت فترة الجفاف الحالية، في شبه الجزيرة العربية، من قبل 5200 سنة، واستمرت حتى الوقت الحاضر. وخلال هذه الفترة، جفت البحيرات، ومات معظم الأشجار والحشائش، وهلكت الحيوانات الكبيرة، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الحشائش والمياه، والتي لم تستطع التكيف مع الظروف المناخية القاسية.كما عاودت التعرية الريحية نشاطها، مرة أخرى، لتستمر عملية تكوين الكثبان الرملية، في أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية.
امساً: الأودية الكبرى
1. وادي الرمة ـ الباطن
يعد وادي الرمة، الذي كان وادي الباطن امتداداً له، في العصور المطيرة ـ من أهم وديان شبه الجزيرة العربية. يبدأ من مشارف المدينة المنورة، من السفوح الشرقية لجبال منطقتها، وسفوح الحرات المجاورة، عند خط العرض 25 درجة و43 دقيقة شمالاً، وخط الطول 40 درجة شرقاً؛ ويتجه نحو الشرق، حيث يرفده أكثر من 300 رافد، من الشمال والجنوب (انظر خريطة وادي الرمة).
أ. أهم الروافد الجنوبية
(1) وادي الرقب
يسيل وادي الرقب من حدود حرة هتيم، من جبال الشقماء (1162 م فوق مستوى سطح البحر)، نحو الشرق، ثم الشمال الشرقي، حتى يلتقي وادي الرمة، عند قرية الثمامية، عند خط الطول 41 درجة و15 دقيقة شرقاً.
(2) وادي الجفن
يبدأ وادي الجفن مجراه من جبال أفيعيه وجبال الشمط، على ارتفاع 1082 متراً فوق سطح البحر، منحدراً نحو الشمال الشرقي، مستقبلاً العديد من الروافد، إلى أن يلتقي وادي الرمة، جنوب شرق عقلة الصقور.
(3) شعيب الهميلية
ينحدر شعيب الهميلية من سمر الشفيعاء، متجهاً نحو الشمال الشرقي، إلى أن يلتقي وادي الرمة.
(4) وادي الجرير وروافده
ينحدر وادي الجرير من جبال المشف، على ارتفاع 1010 أمتار فوق سطح البحر، ومن هضاب الدريعوات، وجبال الذنايب، عند خط العرض 23 درجة و37 دقيقة شمالاً، تقريباً، متجهاً نحو الشمال، بمحاذاة نفود العريق، إلى أن يلتقي وادي الرمة، عند خط العرض 25 درجة و42 دقيقة شمالاً، بعد أن يتصل به العديد من الروافد، مثل وادي ساحوق الذي ينحدر من جبال البويبات؛ ووادي طلال، المنحدر من جبال توبان؛ ووادي البحرة، الآتي من جبال المشف والمناطق المجاورة لها؛ ووادي المياه، المنحدر من جبال النير، شمالي عفيف.
(5) وادي الداث
ينحدر وادي الداث من جبال كيشات، وجبال عمى، متجهاً إلى الشمال، ليلتقي وادي الرمة، عند قرية القيصومة، على خط الطول 43 درجة و10 دقائق شرقاً.
(6) وادي النساء
يسيل وادي النساء من جبل غراب، وجبل خزاز، وجبل درعان، من غرب قرية دخنة، متجهاً نحو الشمال، حتى يتصل بوادي الرمة، عند مزارع البدائع.
(7) وادي الرشا
على الرغم منأن وادي الرشا، ينتهي، حالياً، في نفود الشقيقة، قبل أن يتصل بوادي الرمة؛ إلا أن المؤكد، أنه كان أحد روافده، في الفترات المطيرة، قبل أن تفصل بينهما رمال النفود.
ب. أهم الروافد الشمالية
(1) وادي القهد
ينحدر وادي القهد من جنوب جبال أجا. ويلتقي العديد من الروافد، في رحلته نحو الجنوب الشرقي، حيث يتصل بوادي الرمة، عند خط الطول 41 درجة و6 دقائق شرقاً.
(2) وادي الشعبة
وادي الشعبة وادٍ عظيم، ينحدر من جبال أجا، وجبال رمان، وجبال سلمى. ويلتقي العديد من الروافد، في اتجاهه نحو الجنوب الشرقي، ثم نحو الجنوب. ويلتقي وادي الرمة، إلى الشرق من سمراء الحاجز، عند خط الطول 41 درجة و55 دقيقة شرقاً.
(3) وادي المحلاني
يصب وادي المحلاني، المنحدر من جبال حبشي، وجبال الخدار، في وادي الرمة، بالقرب من عقلة الصقور، بعد أن يلتقي بالعديد من الروافد.
(4) وادي أبو نخلة
يلتقي وادي أبو نخلة، المنحدر من جبل الرحي، وجبل الإصيعة، وادي الرمة، غرب مدينة الرس.
وبعد أن تلتقي هذه الروافد وادي الرمة، تمّحى معالم هذا الوادي العظيم، تحت رمال نفود الثورات، إلى الشرق من بلدة البندرية، في شرقي القصيم. وبعد نحو80 كيلومتراً، وفي نهاية هضبة التيسية من الشرق، يظهر وادي الأجردي، الذي يشكل جزءاً من وادي الرمة لم ينطمر بالرمال، بعد، ويتجه نحو الشمال الشرقي، حيث يضمحل في الدهناء، بعد أن يقطع زهاء 40 كيلومتراً. وبعد رمال الدهناء مباشرةً، وفي الاتجاه نفسه، يظهر وادي الباطن، متجهاً نحو الشمال الشرقي، ماراً بمدينة حفر الباطن، ثم مدينة الرقعي، على الحدود بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والعراق، ويستمر محاذياً حدود الكويت مع العراق، إلى أن يصب في شط العرب، في منطقة الزبير.
2. وادي الدواسر وروافده القديمة
يُعَدّ وادي الدواسر من أهم وديان شبه الجزيرة العربية؛ إذا أخذ في الحسبان روافده الرئيسية، التي تفصلها عنه، في الوقت الحاضر، الرواسب الرملية. ويكوّن كلٌّ منها شبكة مهمة، تبدأ من جبال عسير، في جنوب غربي المملكة العربية السعودية، التي تتمتع بمناخ، تكثر فيه الأمطار، بالنسبة إلى المناطق الأخرى في شبه الجزيرة العربية (انظر خريطة مظاهر السطح).
يطلق اسم وادي الدواسر، في الوقت الحاضر، على المجرى المائي، الممتد بين نقطة التقاء تثليث مع وادي الفرشة غرباً، والربع الخالي شرقاً، والذي يخترق حافة طويق الجيرية، عند خط العرض 20 درجة و28 دقيقة شمالاً، وخط الطول 45 درجة و25 دقيقة شرقاً. أما روافده القديمة الرئيسية، التي تصرف مياه منطقة كبيرة من شبه الجزيرة العربية، فهي: (انظر خريطة وادي الدواسر).
أ. وادي تربة
يبدأ وادي تربة من بلاد زهران، في مرتفعات عسير، عند قرية وادي صدر، على خط العرض 20 درجة و7 دقائق شمالاً، وخط الطول 41 درجة و21 دقيقة شرقاً، وعلى ارتفاع، يقدَّر بنحو 2041 متراً، فوق سطح البحر. ثم يتجه نحو الشمال الغربي، حتى يصل بلاد بني مالك، ثم يحوّل اتجاهه إلى الشمال الشرقي، ماراً بمدينة الخرمة، حيث يتحول اسم الوادي إلى وادي الخرمة. ويتابع سيره نحو الشمال الشرقي، بين حرة حضن، في الغرب، وحرة النواصف والبقوم، في الشرق. ثم يتجه إلى الشرق، ليتلاشى عند عروق سبيع، التي ردمت مجراه القديم، المتجه نحو الجنوب الشرقي، ليتصل بوادي الدواسر.
ب. وادي رنية
يبدأ وادي رنية من بلاد غامد، في جبال عسير، عند خط العرض 19درجة و50 دقيقة شمالاً. ويتلقى العديد من الروافد، مثل: وادي شواص، ووادي جرشه، ووادي ثراد، ووادي بوله، ووادي شرس. ويواصل سيره في اتجاه الشمال الشرقي، بمحاذاة الحد الجنوبي الشرقي لحرة النواصف والبقوم، ماراً بمدينة رنية، لينتهي إلى سهل تحاتي منبسط.
ج. وادي بيشة
يبدأ وادي بيشة من جبال عسير، في المنطقة الواقعة بين سراة عبيدة وأحد رفيدة وجبل الصحن وأبها وخميس مشيط. يلتقي وادي أبها ووادي الجوف، إلى الشمال من خميس مشيط، ليكوّنا وادي بيشة، المتجه نحو الشمال، حيث يرفده وادي ترج، المنحدر من بلاد بللسمر؛ ووادي هرجاب، ثم وادي تبالة، المنحدر من منطقة سبت العلايا. وبعد أن يجتاز وادي بيشة، مدينة بيشة يتحول اتجاهه من الشمال إلى الشمال الشرقي، شاقاً طريقه بين مناطق رملية، هي: عرق حنجران في الغرب، وعدامة المسيف في الشرق، ليمّحي في سهل تحاتي منبسط؛ إلا أنه كان يواصل مسيره، في السابق، عبر صدع المدينة ـ المويه، في الاتجاه الجنوبي الغربي، ليتصل بوادي الدواسر.
د. وادي تثليث
يبدأ وادي تثليث من شمال مدينة ظهران الجنوب، في جبال عسير. ويتجه نحو الشمال، حيث يلتقي العديد من الروافد، مثل: وادي ثجر، ووادي الجله، ووادي الرصين، ووادي جاش. وبعد أن يتخطى الوادي مدينة تثليث، يتغير اتجاهه، تدريجاً، نحو الشمال الشرقي، ليسير بمحاذاة عرق الوادي، حيث تختفي معالمه، قبل أن يتصل بوادي الدواسر.
سادساً: التضاريس
تنقسم مظاهر السطح، في شبه الجزيرة العربية، إلى الأقسام الرئيسية التالية:
1. البحر الأحمر
هو مسطح مائي ضيق، يفصل بين شمال شرقي إفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ويصله بالمحيط الهندي، في الجنوب، خليج عدن. ويكاد يتصل بالبحر الأبيض المتوسط، عند خليج السويس؛ أن اتصالهما تحقق، عام 1869، بعد حفر قناة السويس. وقد منح البحر الأحمر موقعه الإستراتيجي أهمية كبيرة، في التجارة العالمية؛ إذ هو يختصر المسافة بين أوروبا والمحيط الهندي. وتقدَّر مساحته بزهاء 450 ألف كيلومتر مربع؛ ومتوسط عمقه 491 متراً؛ وأقصى عمق له، أمكن تسجيله، هو2850 متراً. والبحر الأحمر أخدود محيطي ضيق، يبلغ طوله ألفَي كيلومتر. ويبدأ عند مضيق باب المندب، الذي يصله بالمحيط الهندي، عبر خليج عدن، عند خط العرض 13 درجة و55 دقيقة شمالاً، ويمتد إلى خط العرض 28 درجة شمالاً؛ ومن ثَم يتفرع منه ذراعان، هما: خليج العقبة وخليج السويس. أما عرضه، فيقدَّر بنحو 180 كيلومتراً؛ في الشمال. ثم يتدرج اتساعه، نحو الجنوب، إلى أن يبلغ أقصى مداه، عند مدينة جازان، حيث يقارب 350 كيلومتراً. ثم يضيق، مرة أخرى، حتى لا يتعدى 30 كيلومتراً، عند مضيق باب المندب.
وتكثر الشعاب المرجانية، بشتى أنواعها، على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، حيث يتفاوت تزايدها وتناقصها بتفاوت الظروف البيئية الطبيعية، الملائمة لنموها. ويختلف توزيع الجزر، على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر، باختلاف عوامل نشأتها. ومعظمها تتكون من شعاب مرجانية منخفضة، ولا سيما العائمة منها. ويندر وجود الجزر البركانية، على الرغم من أن كثيراً من الجزر الشعابية، قد نمت فوق صخور بركانية. وفي الإمكان تمييز نمطَين متباينَين من هذه الجزر، حسب عوامل النشأة والمنسوب وأشكال السطح؛ على الرغم من عدم الاختلاف التام بين مكوناتها الصخرية.
أ. الجزر الشعابية الطينية المنخفضة (غالبية الجزر ).
ب. الجزر الشعابية الطافية، مثل: جزائر فرسان وصنافير وتيران.
2. السهل الساحلي للبحر الأحمر
يطلق اسم تهامة، محلياً، على السهل الساحلي، الممتد على طول البحر الأحمر، والتلال السفحية المجاورة له. وهو يكوّن منطقة انتقالية ضيقة، بين ساحل البحر الأحمر وحافة مرتفعات غربي شبه الجزيرة العربية. ويشتد ضيق السهل الساحلي، في الشمال، بل يختفي، عند خط العرض 27 درجة شمالاً؛ حيث تطل جبال الحجاز على الساحل مباشرةً. ولكنه يتسع، على نحو غير منتظم، في الجنوب، حيث يبلغ أقصى اتساع له 40 كيلومتراً، بالقرب من جازان.
ويتكون السهل الساحلي للبحر الأحمر من سطح ترسبي، مرجاني، منخفض؛ ولكنه يصير، كلما تدرج في الارتفاع ناحية الشرق، سطحاً تحاتياً، منحوتاً في الصخور الأساسية للدرع العربي. وتغطي جزءاً كبيرا من سهل تهامة، رمال ريحية، وجراول، خرقتها الوديان من الجبال الساحلية؛ فضلاً عن الكثير من السباخ والشروم:
أ. السباخ
تساعد الظروف المناخية والتضاريس، في السهل الساحلي للبحر الأحمر، على تكوّن السباخ، في عدة أنماط، منها:
(1) سباخ تتصل ببحيرات، تقع خلف أطر مرجانية؛ كما هو الحال في سباخ الليث، والشعبية، والبحر، ورابغ.
(2) سباخ تتصل بمسطحات مدية، مثل: سباخ الطرفاء، وجازان.
(3) سباخ تتصل بمصبات الأودية.
ب. الشروم
يوجد على طول شاطئ البحر الأحمر، منافذ صغيرة، تسمى شروماً؛ وقد يطلق عليها، أحياناً، أخواراً، أو مراسي. وتكثر هذه الشروم، بدءاً من شمال مدينة جدة، في المملكة العربية السعودية، إلى خليج العقبة.
3. جبال غرب شبه الجزيرة العربية
تمتد سلسلة جبال غربي شبه الجزيرة العربية، على طول ساحل البحر الأحمر، من خليج العقبة شمالاً، إلى باب المندب جنوباً. ويراوح عرضها بين 40 و140 كيلومتراً. ويكون انحدار تلك الجبال كبيراً، في اتجاه ساحل البحر الأحمر، على شكل انكسارات، بينما تنحدر، بالتدرج، نحو الشرق، لتنتهي حيث تبدأ هضبة غربي شبه الجزيرة العربية. ويبلغ أعلى ارتفاع لتلك السلسلة، عند قمة جبل النبي شعيب، في الجمهورية العربية اليمنية ـ 3760 متراً فوق مستوى سطح البحر؛ ويقلّ ارتفاعها، تدريجاً، كلما اتجهت شمالاً. وهي تتكون من الأجزاء التالية:
أ. جبال مدين
تمثل جبال مدين الجزء الشمالي، من جبال غربي شبه الجزيرة العربية. وتبدأ من خط العرض 28 درجة شمالاً، بالقرب من جبل حَرَب، وتمتد شمالاً إلى الحدود السعودية ـ الأردنية؛ وتتخذ شكل مثلث، رأسه في الشمال، وقاعدته في الجنوب. ويزيد ارتفاع بعض قممها على ألفَي متر فوق مستوى سطح البحر، مثل: جبل اللوز (2580م)، وجبل دباغ (2350م)، وجبل دفدف (2098م)، وجبل الشاطئ (2100م).
ب. جبال الحجاز
تبدأ جبال الحجاز من شمال منخفض مكة المكرمة، حيث تكون قليلة الارتفاع (980م فوق مستوى سطح البحر)؛ وتمتد شمالاً، إلى الجنوب من جبال مدين، حيث يبلغ أعلى ارتفاع لها 1297 متراً. وقد سميت بجبال الحجاز، لأنها تحجز بين تهامة ونجد.
ج. جبال السروات
تبدأ جبال السروات (جمع سَرَاة)، من جنوب منخفض مكة المكرمة، وتمتد جنوباً، حتى تقترب من مضيق باب المندب، في جنوب غربي الجمهورية العربية اليمنية. وتتكون من سراة كلٍّ من ثقيف، وبني مالك، وبالحارث، وبني سعد، وبالقرن، وشمران، وغامد، وزهران، وعسير، وعبيدة، ورفيدة، وقحطان، في المملكة العربية السعودية؛ والسراة اليمنية، في الجمهورية العربية اليمنية.
4. جبال جنوب شبه الجزيرة العربية
تمتد سلسلة جبال جنوبي شبه الجزيرة العربية، بمحاذاة الساحل الجنوبي، من مضيق باب المندب، على طول خليج عدن، لمسافة تصل إلى 450 كيلومتراً، كجزء من مرتفعات اليمن؛ ثم تواصل امتدادها، شرقاً، بين هضبة حضرموت إلى الشمال، والبحر العربي إلى الجنوب. وتبلغ أعلى ارتفاعاتها، قرب مدينة المكلا، حيث تعلو 3300 متر فوق مستوى سطح البحر.
5. جبال عُمان
تلتف جبال عمان، على شكل قوس، على طول الحدود الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، بمحاذاة خليج عُمان. ويقدَّر أعلى ارتفاع لها بنحو 3 آلاف متر فوق سطح البحر، في منتصف سلسلة الجبال. وكلما اتجهت نحو الشمال، تدرج عرضها وارتفاعها في الانخفاض، إلى أن تنطوي تحت مضيق هرمز. أما إلى الشرق من الجزء الأوسط لهذه السلسلة من الجبال، فإن العرض يزداد، ويقلّ الارتفاع، تدريجاً، ثم تنتهي، بشكل مفاجئ، إلى خليج عُمان.
6. بحار الرمال
زهاء ثلث مساحة شبه الجزيرة العربية، تكسوه الرمال المتحركة. ويطلق اسم نفود على الكثبان الرملية الكثيفة، في الجزء الشمالي منها، مثل: النفود الكبير، ونفود الدهناء، ونفود الجافورة. أما في جزئها الجنوبي، فيوجد بحر من الرمال، يطلق عليه الربع الخالي.
أ. النفود الكبير
يقع النفود الكبير في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية، بين مدينة حائل ومدينة الجوف، في المملكة العربية السعودية. وهو على شكل يد ضخمة، لها أصابع طويلة، تؤشر إلى الغرب. ويحتل النفود الكبير حوضاً واسعاً منخفضاً، يدعى حوض الجوف ـ سكاكا، وهو عبارة عن مساحات شاسعة من الكثبان الرملية الحمراء غالبيتها من نوع الكثبان الطولية والعروق. وتقدَّر مساحته بنحو 57 ألف كيلومتر مربع. ويحده من الشرق والشمال الهضبة السورية؛ ومن الغرب والجنوب هضبة الحسمى وجبل شمر. وهو خالٍ من الأودية والواحات.
ب. الدهناء
تُعَدّ الدهناء من أهم معالم السطح، المميزة لشبه الجزيرة العربية. وهي حزام ضيق من الرمال المتحركة والكثبان، يمتد زهاء 1300 كيلومتر، على شكل قوس، من النفود الكبير، في الشمال، إلى الربع الخالي، في الجنوب. ويحد الدهناء من الشرق هضبة الصمان، ومن الغرب، إقليم الحافات. وتكثر في رمال الدهناء أنواع من الكثبان الرملية، تدعى العروق، يميل لونها إلى الأحمرار ـ البرتقالي الفاتح. ومع أن الدهناء، يندر فيها الماء، إلا أنها مكان مفضل لرعي الإبل، في فصلَي الشتاء والربيع.
ج. نفود الجافورة
يقع نفود الجافورة إلى الشرق من هضبة الصمان، وإلى الجنوب من واحة الهفوف؛ ويمتد شمالاً إلى المنطقة الساحلية للخليج العربي؛ كما يمتد جنوباً إلى أن يلتقي الربع الخالي. وتأخذ غالبية الكثبان في نفود الجافورة الشكل المستعرض المكون من الكثبان الهلالية المندمجة مع بعضها البعض، وتعد رمال وكثبان نفود الجافورة من النوع الزاحف، التي طالما طمرت العديد من القرى الزراعية، بالقرب من واحة الهفوف، مهددة الزراعة في تلك الواحة الخصبة، التي تتوافر فيها مياه جوفية غزيرة، كانت، قبلُ، تنبجس عيوناً جارية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، للحدّ من زحف رمال نفود الجافورة إلى المناطق الزراعية، إلا أن خطره، لا يزال يتهددها.
د. الربع الخالي
تشغل رمال الربع الخالي حوضاً عظيماً، في جنوب شبه الجزيرة العربية، تحده جبال عُمان من الشرق، وهضبة حضرموت من الجنوب، وهضبة الحجاز من الغرب، وهضبة نجد من الشمال. ويقدَّر طوله بنحو 1200 كيلومتر، وعرضه بنحو 650 كيلومتراً، وتبلغ مساحته 640 ألف كيلومتر مربع، ما يجعله أكبر بحر رمال في العالم. وقد أطلق العرب عليه، في السابق، أسماء عدة، فأسموا أجزاءه الشمالية رملة صيهد، ورملة يبرين. وأطلقوا اسم رملة السبعتين، على جزئه الجنوبي. أما الجزء الغربي، فعرفوه باسم صحراء الأحقاف، التي يعرف جزؤها الشمالي، في الوقت الحاضر، باسم رملة يام.
ويسود، في الجزء الشمالي من الربع الخالي، الكثبان، المستعرضة والطولية؛ أما في وسطه وغربه، فتسود العروق؛ بينما تسود جبال الرمال في جزئه الشرقي. ويفوق ارتفاع الربع الخالي ألف متر فوق مستوى سطح البحر، في رملة يام، ويتدرج في الانخفاض نحو الشرق، ليقلّ ارتفاعه عن 70 متراً، في رملة السميم؛ ثم يعاود ارتفاعه، اتجاه جبال عُمان. كما أن ارتفاع الربع الخالي، في الجنوب، عند حدوده مع هضبة حضرموت، هو أكثر ارتفعاً منه في الشمال، حيث ينخفض مستواه إلى أقل من 50 متراً فوق مستوى سطح البحر، إلى الجنوب الشرقي من دولة قطَر.
لذا، تكثُر السباخ في أجزائه المنخفضة، عند حدوده، الشمالية والشرقية. ومن أكبرها سبخة مطي، المكونة من سبخات صغيرة متجاورة، عند حدود المملكة العربية السعودية مع دولة قطَر؛ وسبخة أبا الروس، عند خط الطول 54 درجة شرقاً، وخط العرض 20 درجة شمالاً؛ وسبخة أم السميم، في الجزء الشرقي من الربع الخالي، عند تقاطع خط الطول 56 درجة شرقاً وخط العرض 22 درجة شمالاً، وهي سبخة مترامية الأطراف، يزيد طولها على مائة كيلومتر، وعرضها على 45 كيلومتراً.
7. الهضاب الغربية والجنوبية
إلى الشرق من سلسلة جبال غربي شبه الجزيرة العربية، وإلى الشمال من سلسلة المرتفعات الجنوبية تقع منطقة شاسعة من الهضاب، ممتدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، هي: هضبة حضرموت، والهضبة اليمنية، وهضبة عسير ونجران، وهضبة عالية نجد، وهضبة الحجاز، وهضبة حسمى.
أ. هضبة حضرموت
هي كتلة ضخمة، ترجع إلى عصر الباليوسين والأيوسين. يتدرج انحدارها من المنطقة الجبلية في الجنوب، والجنوب الغربي، إلى الربع الخالي في الشمال؛ ويخترقها وادي حضرموت.
ب. الهضبة اليمنية
تقع إلى الشمال من الجبال الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، وإلى الشرق من جبالها الغربية. وهي هضبة ترجع إلى عصر ما قبل الكامبري؛ وتغطي أجزاءً منها الصخور البركانية، التي ترجع إلى عصر الكريتاسي الأعلى، والعصر الثلاثي.
ج. هضبة عسير ونجران
تقع إلى الشرق من جبال السروات. وهي تمثل منطقة انتقالية، بين الجبال المرتفعة إلى الغرب، وهضبة نجد إلى الشمال والشرق. وتعد هضبة عسير ونجران، جزءاً من السهل التحاتي القديم للدرع العربي. ويراوح متوسط ارتفاعها بين 900 و1700 متر فوق مستوى سطح البحر.
د. هضبة عالية نجد
تقع في الدرع العربي. وتتكون من مجموعة من السهول التحاتية (البدمنتات) المندمجة، والسهول الصحراوية. ويتخللها بعض الجبال، مثل: جبال النير، وجبال الإبانات، وجبال أجى وسلمى. ويحد هضبة عالية نجد جبال الحجاز، وجبال عسير، من الغرب؛ وهضبة نجد الرسوبية؛ من الشرق.
هـ. هضبة الحجاز
تقع بين جبال الحجاز غرباً، والنفود الكبير شرقاً. وتتكون من الأحجار الرملية الباليوزوية. ويراوح ارتفاعها بين 900 و1400 متر فوق سطح البحر.
و. هضبة حِسْمَى
هي كتلة متوسطة الارتفاع، تتكون من الحجر الرملي، الكامبري والاردوفيشي. تقع في شمال غربي شبه الجزيرة العربية، إلى الشرق من جبال مدين؛ وتمتد من الأطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية، عند حدود المملكة العربية السعودية مع الأردن، على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر ـ إلى خط العرض 28 درجة شمالاً، حيث يبلغ ارتفاعها 1100 متر. ويميل سطح الهضبة إلى الشرق، في اتجاه النفود الكبير، حيث ينخفض ارتفاعها إلى نحو 800 متر فوق مستوى سطح البحر.
8. هضبة نجد الرسوبية
تمتد هضبة نجد الرسوبية، التي يطلق عليها، أحياناً، اسم "سافلة نجد"، من جبل ساق ومن صفراء السر وجبال خف، إلى الشرق مباشرة من هضبة عالية نجد، إلى الدهناء شرقاً. وتمثّل جزءاً من الرف العربي، مكوناً من الصخور الرسوبية، الجيرية والرملية والطفلية. وتكثر في هذه الهضبة الحافات الجبلية، أو الجالات المواجهة للغرب؛ نظراً إلى تفاوت صلابة صخورها؛ إذ تكون الصخور الأكثر صلابة، أي الصخور المقاومة للتجوية والتفتت، في ظل الظروف، الصحراوية وشبه الصحراوية، مثل الصخور الجيرية limestone؛ والصخور الدولوماتية dolomite ـ حافات، على شكل أقواس ممتدة من الشمال إلى الجنوب، يتجه تقوسها إلى الغرب. بينما كونت الصخور، الأقل صلابة، سهولاً منخفضة، بين هذه الحافات، نظراً إلى سهولة تجويتها، ومن ثَم تعريتها، ونقلها بواسطة الرياح والمياه الجارية.
ففي الغرب، تمتد الحافة، المكونة من صفراء السر في الشمال، وجبال غراب وجبل حميان وجبال خف في الجنوب. يليها سهل منخفض، تغطي أجزاء منه الرمال، مثل: نفود السر في الشمال، ونفود الدحي في الجنوب. إلى الشرق من هذا السهل، يأتي الخط الثاني من الحافات، المكونة من جبال مدرج وصفراء الأسياح في الشمال، وصفراء الروكية وجبال الجله إلى الجنوب. يليها، من ناحية الشرق، سهل منخفض، تراكم فيه كثير من المناطق الرملية، مكونة نفود المظهور والثويرات في الشمال، ونفود قنيفذة في الوسط والجنوب. الخط الثالث من الحافات، يأتي إلى الشرق مباشرة من السهل السابق؛ ويتمثل في جبال طويق، المكونة بصفة رئيسية من الصخور الجيرية الجوراسية، التي تعتبر أهم الظاهرات الجغرافية بروزاً في وسط شبه الجزيرة العربية. ويربو امتدادها، من الشمال إلى الجنوب، على 800 كيلومتر، ويزيد عرضها على 25 كيلومتراً، ويراوح ارتفاعها بين 800 متر و1096 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويراوح ارتفاع الجالة عن السهل الواقع إلى غربها؛ ما بين 100 متر و150 متراً. يأتي إلى الشرق من جبال طويق، خط رابع من الحافات، مشكل في حافات هضبة العرمة، المكونة من الصخور الكريتاسية، والتي تتخذ أسماء عدة، هي، مرتبة من الشمال إلى الجنوب: هضبة التيسية، وجبل مجزل، وجالة الهيت، وهضبة البياض، وهضبة الهريسان. ويراوح ارتفاع هذه الحافات، في المتوسط، 600 و700 متر فوق مستوى سطح البحر.
9. الهضاب الشمالية
يقع في شمال شبه الجزيرة العربية، هضبتان رئيسيتان، هما:
أ. هضبة الحماد
وهي هضبة مستوية السطح، يراوح ارتفاعها بين 800 متر و850 متراً فوق مستوى سطح البحر. وأوديتها تصريفها داخلي، أي تنتهي إلى محابس محلية؛ لذا، تكثر في هذه الهضبة القيعان والفياض والخباري.
ب. هضبة الحَجَرَة
تمتد هضبة الحجرة إلى الشرق من هضبة الحماد، أي من خط الطول 45 درجة شرقاً؛ وتنحدر نحو الشمال الشرقي؛ ما يجعل أوديتها تصرف مياهها نحو بادية العراق.
10. هضبة الصُّمَّان
تقع هضبة الصمّان إلى الشرق من الدهناء. وهي هضبة كارستية، مستطيلة، ذات سطح مستوٍ، يتجه من الشمال إلى الجنوب، بطول يناهز 960 كيلومتراً، وبعرض يراوح بين 80 و250 كيلومتراً. وهي تضم أكبر السهول الحصوية، في شبه الجزيرة العربية (الدبدبة)، والتي تكونت من بقايا إرسابات الأودية، التي كانت تجري أنهاراً، أثناء الفترات المطيرة، خلال العصور السابقة؛ ومع تذرية الرياح للمواد الناعمة، بقيت المواد الأكبر حجماً، مثل الجرول والحصى. وتشتهر هضبة الصمان بكثرة المنخفضات المحلية، مثل: القيعان، والخباري، والفياض، والدحول، وتكون الفياض، عادةً، غنية بأشجار متنوعة، من أهمها السدر؛ كما تزخر بأنواع أخرى من الحشائش، حيث تتكون مراعٍ جيدة، بعد هَطْل الأمطار.
11. السهل الساحلي للخليج العربي
السهل الساحلي للخليج العربي، سهل منبسط، تغطيه الرمال في أجزاء، والسباخ في أجزاء أخرى. وتنتشر السباخ على طول الساحل، من الكويت إلى الطرف الجنوبي للخليج العربي. وتعد سبخة مطي، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من دولة قطَر، أكبر سبخة في شبه الجزيرة العربية؛ إذ تبلغ مساحتها 6 آلاف كيلومتر مربع. وهذه السباخ، المتناهية الاستواء، مكونة من طبقات خليط من الرمل والسلت والطين والملح، إلى عمق عدة أمتار. وعلى امتداد الساحل الشمالي الغربي، للخليج العربي من مدينة الجبيل إلى خليج الكويت، تنتشر سهول منخفضة، تغطيها طبقة رقيقة من الرمال، تسمى الدكاك. أما إلى الجنوب من مدينة الجبيل، فيوجد حزام من الرمال الزاحفة، وكثبان رملية كبيرة، يزداد عرضها كلما اتجهت نحو الجنوب، إلى أن تندمج في نفود الجافورة، إلى الجنوب من واحة الهفوف الشهيرة.
12. الخليج العربي
يتصف الخليج العربي بأنه ضحل، وشبه مغلق، وتحده بيئة جافة من جميع جوانبه. وهو يمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، بين خطَّي العرض 24 درجة و30 درجة و30 دقيقة شمالاً، وخطَّي الطول 48 و56 درجة شرقاً. وتناهز مساحته 226 ألف كيلومتر مربع؛ إذ يقدَّر طوله بنحو ألف كيلومتر، من مصب شط العرب في الشمال، إلى مضيق هرمز في الجنوب؛ ويراوح عرضه بين 200 و300 كيلومتر. أما متوسط عمقه، فيبلغ 35 متراً؛ وقد يفوق عمقه، في بعض الأحواض الواقعة بالقرب من مضيق هرمز، مائة متر. وتمثل المناطق الضحلة جداً، التي يقلّ عمقها عن 5 أمتار، نحو 18% من المساحة الكلية للخليج العربي.
المصادر والمراجع
أولاً: المراجع العربية:
1. عبدالله بن ناصر الوليعي، "تغيرات المناخ في المناطق الجافة"، دراسة حالة المملكة العربية السعودية، في دراسات في جغرافية المملكة العربية السعودية، ج1، الدراسات الطبيعية، الجمعية الجغرافية السعودية، 2000، ص 137 ـ 188.
2. عبدالله بن ناصر الوليعي، "بحار الرمال في المملكة العربية السعودية"، 1997.
3. عبدالله بن ناصر الوليعي، "جيولوجية وجيومورفولوجية المملكة العربية السعودية"، 1996.
4. عبدالرحمن صادق الشريف، "جغرافية المملكة العربية السعودية"، دار المريخ للنشر، الرياض 1995.
5. وزارة التعليم العالي، "أطلس المملكة العربية السعودية"، ط 1. الرياض 1999.
ثانياً: المراجع الأجنبية:
1. Regional Surveys of the World. 1999. The Middle East and North Africa. Europa Publications Limited , London ..
2. Al Sayari , S.and J. Zotl , 1978 . Quaternary Period in Saudi Arabia .Springer Verlag , Wien , Austria ..
3. Batanouny , K-H-1987. Current Knowledge of Plant Ecology in the Arab Gulf Countries . Catena ,