يَنْبُعُ مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ وَنُونٌ وَمُوَحَّدَةٌ، وَآخِرُهُ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ فِي غَزَاةِ ذِي الْعُشَيْرَةِ.
قُلْت: إذَا ذُكِرَ هَذَا الِاسْمُ فِي السِّيرَةِ أَوْ أَيِّ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ الْمُتَقَدِّمِينَ فَلَا يَنْصَرِفُ إلَّا عَلَى وَادِي يَنْبُعَ النَّخْلِ، وَهُوَ وَادٍ فَحْلٌ كَثِيرُ الْعُيُونِ وَالْقُرَى وَالنَّخِيلِ، الَّتِي أُخِذَ اسْمُهُ مِنْهَا، يَتَعَلَّقُ رَأْسُهُ عِنْدَ بُوَاطَ عَلَى قُرَابَةِ (70) كَيْلًا مِنْ الْمَدِينَةِ غَرْبًا، ثُمَّ يَنْحَدِرُ بَيْنَ سِلْسِلَتَيْنِ مِنْ الْجِبَالِ عَظِيمَتَيْنِ، فَتَكْثُرُ رَوَافِدُهُ مِنْهُمَا، وَهَذَا هُوَ سِرُّ وَفْرَةِ مِيَاهِهِ وَتَفَجُّرِ عُيُونِهِ، وَالسِّلْسِلَتَانِ هُمَا: جَبَلُ الْأَشْعَرِ فِي الْجَنُوبِ، وَيُسَمَّى الْيَوْمَ «الْفِقْرَةَ» تَسِيلُ مِنْهُ أَوْدِيَةٌ عِظَامٌ فِي يَنْبُعَ، مِنْ أَهَمِّهَا «نَخَلَى» وَعَبَاثِرُ، وَجِبَالُ رَضْوَى مِنْ الشَّمَالِ، وَمِنْهَا أَوْدِيَةٌ أَيْضًا مِنْ أَهَمِّهَا: ضَأْسٌ وَغَيْرُهُ.