الموهبة والإعلام مسئولية مشتركة
لبَّيت في مطلع الأسبوع دعوة كريمة من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع سعدت فيه بحضور الملتقى والتعرف إلى إستراتيجية خطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي تقوم على خمس مبادرات رئيسة تركز على العلوم والتقنية والقيادة والمبادرة والإدارة بشكل رئيس بغرض إيجاد مجتمع مبدع، وشدني ما سمعت عنه من برامج ومشروعات مميزة ، هذا عدا الخدمات المهمة التي تقدمها وتنفذها المؤسسة بجانب ماحققته من أهداف خلال فترة قصيرة من الزمن.
فمع إشراقه كل يومٍ جديد تلوح في الأفق نجوم ترفض إلا أن تتلألأ لتنشر الأضواء في فضاء الإبداع والتميز في شتى مجالاته وقد تم رعاية حوالي 37 ألف موهوب وموهوبة واستفاد أكثر من 80 ألف طالبة وطالبة ،أي ما يقارب 3 % من المجتمع السعودي وذلك لدعم التحول إلى مجتمع المعرفة ،ودعم النظام الوطني للابتكار،وتعزيز نجاح الخطط والمشروعات الوطنية المختلفة التي بينت مدى اهتمام القائمين في تشييد صرح المؤسسة بالإبداع والابتكار.
إنه واقع جسد أمامنا برامج عملاقة تعلن الإرادة القوية لهذه المؤسسة وقدرتها على تقبل التحدي والنجاح. فقناعتها بالقليل من الإنجاز أوالتنازل عن مفهوم الجودة أمور غير واردة فالبناء من أجل تكوين الإنسان الصالح يجب أن يكون الرهان الذي لا بديل عنه مهما كانت الظروف، وبالتأكيد هي قادرة على ذلك إيماناً منها باستثمار الطاقات المختزنة لتطوير المجتمع، وإذ كانت المؤسسة قد حرصت على أن يكون الإعلام شريكاً فاعلاً في منظومتها فإن ذلك يدل على أهمية الارتقاء بدور الإعلام داخل المؤسسات وخارجها بوصفه مكملاً لدور أي مؤسسة تعليمية تربوية ثقافية وذلك من خلال التواصل والمشاركة الفعالة.
ونحن لن نتمكن من إبراز الجهود و المنجزات ما لم تنتظم في إطار واضح يظهر معالمها و يحقق تواصلها و يوضح رؤيتها كشركاء في التربية والموهبة معاً على أن يُفعَّل بالصورة التي تحقق لأفراد المجتمع الفهم الواعي لنصل بهم إلى أعلى مستويات الرقي الفكري بكافة أنواعه والقيام بنشر التوعية بكافة جوانبها لإثراء الساحة التربويَّة والتعليميَّة وإنمائها.
وكل ذلك الرقي نابع من حرص رئيس المؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أوضح حفظه الله في كلمات تدل على مدى حكمته ومعلماً من معالم شفافيته المتميزة فقد قال \" إن مهمتنا جميعاً .. في عصر الإبداع ، صقل الموهبة وتجسيدها على الواقع لخدمة الدين والوطن \" تلك الكلمات التي أحدثت نطاقا من التلاحم الفريد الذي لم يطبع إلا الصلة الوطيدة بين ولي أمر و بين إخوانه و أبنائه و بناته وهذا ما يدفع الجميع نحو مصاعد الشروق, ومن خلال معرفتي بهذا الصرح الرائع تأخذني نفسي لطابع مميز يملؤه الإعجاب وشعور يغمره السعادة ؟ فكيف لا فأي مواطن مع اختلاف موقعه ودوره يشعر بالفخر والاعتزاز بأي عطاء يساهم في صنع الحضارة الإنسانية..فلنا الحقُّ جميعًا أن نزهوَ ونفخرَ بعطاءٍ مشبع بالإخلاصِ والتعاون...فالمسئوليةُ والأمانة مشتركة ،وأرجو من المولى الحكيم أن تكون هذه المؤسسة نقطة ضوء في طريق طويل نشعله سويا للارتقاء بمجتمعنا لينمو ويورق لينبت أطيب الثمار وأزكى النتاج ويحقق أهدافنا .نحو غاياتٍ منشودة نطمحُ إليها جميعنا..
مديرة وحدة الإعلام التربوي بمحافظة جدة
0
0
1.7K
2010-05-02 03:43 صباحًا