النَّقِيعُ فَعِيلٌ مِنْ النَّقْعِ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ، يَذْكُرُ عَوْدَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ: وَسَلَكَ الْحِجَازَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَاءٍ بِالْحِجَازِ فُوَيْقَ النَّقِيعِ، يُقَالُ لَهُ: بَقْعَاءُ.
قُلْت: النَّقِيعُ: وَادٍ فَحْلٌ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ، يَقَعُ جَنُوبَ الْمَدِينَةِ، يَسِيلُ مِنْ الْحِرَارِ الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا وَادِي الْفَرْعِ، ثُمَّ يَتَّجِهُ شَمَالًا جَاعِلًا جِبَالَ قُدْسٍ عَلَى يَسَارِهِ، وَيَأْخُذُ كُلَّ مِيَاهِهَا الشَّرْقِيَّةِ، وَهُوَ الَّذِي حَمَاهُ رَسُولُ اللَّهِ لِلْخَيْلِ. يُسَمَّى الْوَادِيَ النَّقِيعَ إلَى أَنْ يُقْبِلَ عَلَى بِئْرِ الْمَاشِي - 38 كَيْلًا جَنُوبَ الْمَدِينَةِ - ثُمَّ يُسَمَّى عَقِيقَ الْحَسَا، إلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ عَقِيقِ الْمَدِينَةِ حَتَّى يَدْفَعَ فِي إضَمٍ فِي مَجْمَعِ الْأَسْيَالِ. فَأَوَّلُ النَّقِيعِ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ يَبْعُدُ عَنْهَا قَرَابَةَ (40) كَيْلًا، جَنُوبًا عَلَى طَرِيقِ الْفَرْعِ، وَأَقْصَاهُ عَلَى قَرَابَةِ (120) كَيْلًا قُرْبَ الْفَرْعِ.