مَيْسَانُ مِيمٌ مَفْتُوحَةٌ وَمُثَنَّاةٌ فَوْقُ سَاكِنَةٌ وَبَعْدَ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ أَلِفٌ فَنُونٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ مَعَ عَدِيٍّ ابْنُهُ النُّعْمَانُ ابْنُ عَدِيٍّ، فَقَدِمَ النُّعْمَانُ مَعَ مَنْ قَدِمَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَبَقِيَ حَتَّى كَانَتْ خِلَافَةُ عُمَرَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَيْسَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ.
قُلْت: مَيْسَانُ مَدِينَةٌ عِرَاقِيَّةٌ عَلَى نَهْرِ دِجْلَةَ، شَمَالَ شَرْقِيِّ الْبَصْرَةِ، عُرِفَتْ بِاسْمِ «الْكُوتِ» وَمَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ الْحِصْنُ. وَلَكِنَّ الْحُكُومَةَ الْعِرَاقِيَّةَ أَعَادَتْ إلَيْهَا وَإِلَى أَمْثَالِهَا أَسْمَاءَهَا الْأَصْلِيَّةَ. وَهِيَ مَدِينَةٌ عَامِرَةٌ ذَاتُ أَسْوَاقٍ وَأَحْيَاءٍ كَبِيرَةٍ، وَتُحِيطُ بِهَا الْمَزَارِعُ. وَقَدْ مَرَرْت فِيهَا عَامَ «1399» هـ فِي رِحْلَةٍ بَرِّيَّةٍ بَدَأَتْ مِنْ الرَّطْبَةِ وَانْتَهَتْ فِي سَفْوَانَ عَلَى حُدُودِ الْكُوَيْتِ. وَفِي مَادَّةِ الْقَادِسِيَّةِ مُخَطَّطٌ يُبَيِّنُ مَوْقِعَ مَيْسَانَ.