مَشَارِفُ جَاءَتْ فِي النَّصِّ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَمَضَى النَّاسُ، - يَقْصِدُ يَوْمَ مُؤْتَةَ - حَتَّى إذَا كَانُوا بِتُخُومِ الْبَلْقَاءِ لَقِيَتْهُمْ جُمُوعُ هِرَقْلَ، مِنْ الرُّوم ِ وَالْعَرَبِ، بِقَرْيَةِ مِنْ قُرَى الْبَلْقَاءِ يُقَالُ لَهَا: مَشَارِفُ، ثُمَّ دَنَا الْعَدُوُّ، وَانْحَازَ الْمُسْلِمُونَ إلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: مُؤْتَةُ، فَالْتَقَى النَّاسُ عِنْدَهَا.
قُلْت: لَمْ أَجِدْ مَنْ حَدَّدَ مَشَارِفَ هَذِهِ، غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ يَجْعَلُهَا قُرْبَ مُؤْتَةَ، وَمُؤْتَةُ - كَمَا سَتَأْتِي - مِنْ قُرَى مَدِينَةِ الْكَرْكِ فِي جَنُوبِ الْبَلْقَاءِ، تَبْعُدُ الْكَرْكُ قُرَابَةَ (115) كَيْلًا جَنُوبَ عَمَّان مَعَ مَيْلٍ إلَى الْغَرْبِ، يَمُرُّ بِهَا طَرِيقٌ يَصِلُ الْعَقَبَةَ بِعَمَّانَ، وَلَا يَمُرُّ بِمَعَانٍ.
وَلَعَلَّ «مَشَارِفَ» هُنَاكَ كَالشَّفَا فِي الْحِجَازِ، أَيْ الْأَرْضِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى الْغَوْرِ، وَلَيْسَ هُوَ عَلَمًا مُعَيَّنًا.