الْمُرَيْسِيعُ كَأَنَّهُ تَصْغِيرُ مَرْسُوعٍ، وَآخِرُهُ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ ذِكْرُهُ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَجْمَعُونَ لَهُ، وَقَائِدُهُمْ الْحَارِثُ بْنُ ضِرَارٍ، فَخَرَجَ إلَيْهِمْ حَتَّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاءٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْمُرَيْسِيعُ، مِنْ نَاحِيَةِ قُدَيْدٍ إلَى السَّاحِلِ.
قُلْت: الْمُرَيْسِيعُ، جِزْعٌ مِنْ وَادِي «حَوْرَةَ» أَحَدِ رَوَافِدِ سِتَارَةَ، فِيهِ آبَارٌ زِرَاعِيَّةٌ، وَنُزُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَمَاؤُهُ غَيْلٌ يَسِيحُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَأَهْلُهُ يَقُولُونَ: «الْمُرَيْصِعُ» وَهِيَ عَادَةُ الْبَادِيَةِ فِي قَلْبِ أَمْثَالِهِ لِتَقَارُبِ مَخَارِجِ الْحُرُوفِ.
وَسِتَارَةُ وَقُدَيْدٌ وَادٍ وَاحِدٌ، إنَّمَا الَّذِي أَوْهَمَ فِي تَحْدِيدِهِ حَتَّى ظَنَّهُ كَثِيرٌ مِنْ الْبَاحِثِينَ مِنْ
السَّاحِلِ، هُوَ قَوْلُ ابْنِ إسْحَاقَ «إلَى السَّاحِلِ» وَالْوَاقِعُ أَنَّهُ دَاخِلٌ عَنْ السَّاحِلِ، فَبَيْنَهُ وَبَيْنَ سَيْفِ الْبَحْرِ قَرَابَةَ (80) كَيْلًا، بَيْنَ جِبَالِ تِهَامَةَ، وَأَهْلُهُ الْيَوْمَ سُلَيْمٌ، وَلَا ذِكْرَ لِخُزَاعَةَ فِي هَذِهِ النَّوَاحِي فِي يَوْمِنَا هَذَا.