الْمَدِينَةُ الْمُنَوَّرَةُ هِيَ: مَدِينَةُ الرَّسُولِ الْأَعْظَمِ عَلَيْهِ أَفَضْلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ، وَهِيَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُعْرَفَ هُنَا، وَلَهَا مِنْ التَّارِيخِ مَا مَلَأَ عَشْرَاتِ الْكُتُبِ الضِّخَامِ،كَانَتْ تُسَمَّى يَثْرِبَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَدِينَةَ، وَكَرِهَ أَنْ تُسَمَّى يَثْرِبَ.
كَانَتْ الْمَدِينَةُ عَاصِمَةَ الْإِسْلَامِ وَمِنْهَا انْطَلَقَتْ أَعْظَمُ فُتُوحَاتِهِ، وَبِهَا مَرْقَدُ خَيْرِ الْبَشَرِ، وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ الْإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلَى جُحْرِهَا.
وَرَأَيْت أَنْ أُرْفِقَ مُخَطَّطًا لَهَا يُبَيِّنُ مَعَالِمَهَا، بَدَلَ الْحَدِيثِ عَنْهَا لِأَنَّهُ لَنْ يَفِيَهَا حَقَّهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَحْدُودِ.