مَدْيَنُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتُ، وَآخِرُهُ نُونٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ هِشَامٍ: وَسَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى (مَدَيْنَ).
قُلْت: مَدْيَنُ أَوْ أَرْضُ مَدَيْنَ: تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ (الْبِدْعِ) وَهِيَ بَلْدَةٌ بَيْنَ تَبُوكَ وَالسَّاحِلِ عَلَى (132) كَيْلًا غَرْبَ تَبُوكَ، وَشَرْقَ رَأْسِ الشَّيْخِ حُمَيْدٍ - عَلَى الْبَحْرِ - بِمَسَافَةِ سَبْعِينَ كَيْلًا، وَهِيَ فِي وَادٍ بَيْنَ الْجِبَالِ، وَوَادِيهَا يُسَمَّى عُفَالٌ، وَأَهْلُهَا الْمَسَاعِيدُ مِنْ الْحُوَيْطَاتِ، وَهُمْ يَنْفُونَ انْتِسَابَهُمْ إلَى الْحُوَيْطَاتِ وَيَنْتَسِبُونَ إلَى عُتَيْبَةَ، وَفِي الْبِدَعِ زُرُوعٌ وَنَخِيلٌ عَلَى الْآبَارِ، وَتُشْرِفُ عَلَيْهَا مِنْ الْغَرْبِ (صَفْرَاءُ شُعَيْبٍ) وَهِيَ هَضْبَةٌ طِينِيَّةٌ بِهَا مَغَائِرُ تُسَمَّى مَغَائِرَ شُعَيْبٍ، وَفِي هَذِهِ الْمَغَائِرِ مَدَافِنُ فِي سَرَادِيبَ اُكْتُشِفَتْ حَدِيثًا، وَيُقَالُ: إنَّ بِئْرَ شُعَيْبٍ الَّتِي اسْتَقَى مِنْهَا مُوسَى كَانَتْ بِهَذَا الْمَوْضِعِ.