الْمُحَصَّبُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ أَيْضًا، وَآخِرُهُ مُوَحَّدَةٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ نُفَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ شَيْخِ خَثْعَمٍ فِي حَادِثَةِ الْفِيلِ:
أَلَا حُيِّيت عَنَّا يَا رُدَيْنَا
نَعِمْنَاكُمْ مَعَ الْأَصْبَاحِ عَيْنَا
أَتَانَا قَابِسٌ مِنْكُمْ عِشَاءً
فَلَمْ يَقْدِرْ لِقَابِسِكُمْ لَدَيْنَا
رُدَيْنَةُ لَوْ رَأَيْت وَلَنْ تَرَيْهِ
لَدَى جَنْبِ الْمُحَصَّبِ مَا رَأَيْنَا
إذًا لَعَذَرْتنِي وَحَمِدْت أَمْرِي
وَلَمْ تَأْسَيْ عَلَى مَا فَاتَ بَيْنَا
حَمِدْت اللَّهَ أَنْ أَبْصَرْت طَيْرًا
وَخِفْت حِجَارَةً تُلْقَى عَلَيْنَا
وَكُلُّ الْقَوْمِ يَسْأَلُ عَنْ نُفَيْلٍ
كَأَنَّ عَلَيَّ لِلْحُبْشَانِ دَيْنَا
قُلْت: الْمُحَصَّبُ مَا بَيْنَ مِنًى إلَى الْمُنْحَنَى، وَالْمُنْحَنَى: حَدُّ الْمُحَصَّبِ مِنْ الْأَبْطَحِ، فَمُنْذُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِنًى فَأَنْت فِي الْمُحَصَّبِ حَتَّى يَضِيقَ الْوَادِي بَيْنَ الْعَيْرَتَيْنِ فَذَاكَ الْمُنْحَنَى.
وَالْقَصِيدَةُ الْآنِفَةُ الذِّكْرِ كَثِيرَةُ الِاخْتِلَافِ، وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا أَحْسَنَ الْوُجُوهِ، وَفِي بَعْضِ النُّصُوصِ: لَدَى جَنْبِ الْمُغَمَّسِ بَدَلَ الْمُحَصَّبِ، وَأَرَاهُ أَصْوَبَ، لِأَنَّ نُفَيْلًا فَرَّ مِنْ الْمُغَمَّسِ، وَأَنَّ الْفِيلَ وَأَصْحَابَهُ لَمْ يَصِلُوا إلَى الْمُحَصَّبِ.