الْقُلَّيْسُ بِضَمِّ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مَعَ الْفَتْحِ:
جَاءَ فِي النَّصِّ: ثُمَّ إنَّ أَبْرَهَةَ بَنَى «الْقُلَّيْسَ» بِصَنْعَاءَ فَبَنَى كَنِيسَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي زَمَانِهَا بِشَيْءِ مِنْ الْأَرْضِ.
وَأَرَادَ أَبْرَهَةُ أَنْ يَصْرِفَ الْعَرَبَ إلَى حَجِّ قُلَّيْسَة َ بَدَلَ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ، فَغَضِبَتْ الْعَرَبُ لِذَلِكَ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حَتَّى أَتَى الْقُلَّيْسَ فَأَحْدَثَ فِيهَا.
فَعَزَمَ أَبْرَهَةُ الْأَشْرَمُ عَلَى هَدْمِ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا هُوَ مَعْلُومٌ. وَيَقُولُ الرَّدَاعِي فِي قَصِيدَتِهِ الْحُجِّيَّةِ:
بِلَادُ مَلِكٍ ضَلَّ مِنْ يَقِيسَ
أَرْضٌ بِصَنْعَاءَ لَهَا تَأْسِيسُ
مَا لَمْ يُعَدَّ الْحَرَمُ الْأَنِيسُ
أَرْضٌ بِهَا غُمْدَانُ وَالْقُلِّيسُ
بَنَاهُمَا ذُو النَّجْدَةِ الرَّئِيسُ
تُبَّعٌ مَلِكٌ وَبِنْتُ بَلْقِيسُ
وَتَرَاهُ هُنَا يَنْسِبُ بِنَاءَ الْقُلَّيْسِ إلَى تُبَّعٍ، وَالتَّبَابِعَةُ مُلُوكُ الْيَمَنِ قَبْلَ أَبْرَهَةَ، وَمَذْهَبُ الْهَمْدَانِيّ أَنَّ أَحَدَ مُلُوكِ حِمْيَرَ هُوَ الَّذِي بَنَى الْقُلَّيْسَ، وَأَنَّ أَبْرَهَةَ اتَّخَذَهُ كَنِيسَةً، وَمِنْ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ: أَنَّ أَبْرَهَةَ سَخَّرَ أَهْلَ الْيَمَنِ فِي بِنَاءِ الْقُلَّيْسِ وَأَنَّهُ كَتَبَ إلَى مَلِكِ الْحَبَشَةِ إنِّي بَنَيْت لَك كَنِيسَةً لَمْ يُبْنَ مِثْلُهَا لِمَلِكِ. فَلَعَلَّهَا كَانَتْ مَبْنِيَّةً وَأَنَّ الْأَشْرَمَ رَمَّمَهَا وَزَادَ فِيهَا وَحَسَّنَهَا.