الْقَادِسِيَّةُ كَمُؤَنَّثِ الْقَادِسِ: جَاءَتْ فِي تَرَاجِمِ مَنْ قُتِلَ فِي مَوْقِعَةِ الْقَادِسِيَّةِ. وَكَانَتْ مَوْقِعَةُ الْقَادِسِيَّةِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَقَائِعِ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْفُرْسِ، قَالَ أَهْلُ الْأَخْبَارِ: مَا زَالَ الْفُرْسُ هُمْ الْغَالِبُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الْعَرَبِ، حَتَّى حَدَثَ يَوْمُ ذِي قَارٍ - قُرْبَ الْبَصْرَةِ - فَانْتَصَفَ الْعَرَبُ مِنْ الْفُرْسِ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمُونَ إلَى فَتْحِ فَارِسَ سَخِرَتْ مِنْهُمْ الْفُرْسُ وَاحْتَقَرَتْهُمْ، فَكَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ، أَعْظَمَ يَوْمٍ انْهَزَمَ فِيهِ الْفُرْسُ وَزَالَتْ دَوْلَتُهُمْ.
كَانَتْ الْقَادِسِيَّةُ بِقِيَادَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ سَنَةَ 16 لِلْهِجْرَةِ، فَكَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ وَقَائِعِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ [ص] [ص] أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ: يَوْمَ أَرْمَاثٍ، وَيَوْمَ أَغْوَاثٍ، وَيَوْمَ عَمَاسَ، وَلَيْلَةَ الْهُرَيْرِ، ثُمَّ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَفِيهِ هَزِيمَةُ الْفُرْسِ وَقَتْلُ رُسْتُمَ قَائِدِهِمْ. تَقَعُ الْقَادِسِيَّةُ بَيْنَ النَّجَفِ وَالْحِيرَةِ إلَى الشَّمَالِ الْغَرْبِيِّ مِنْ الْكُوفَةِ، وَإِلَى الْجَنُوبِ مِنْ كَرْبَلَاءَ، وَبَعْدَ هَذَا مُخَطَّطٌ يُبَيِّنُ الْكَثِيرَ مِنْ مَعَالِمِ الْعِرَاقِ التَّأْرِيخِيَّةِ