فَرْدَةُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَآخِرَهُ تَاءٌ مَرْبُوطَةٌ:
جَاءَ فِي ذِكْرِ إسْلَامِ زَيْدِ الْخَيْرِ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَطَعَ لَهُ فَيْدًا - ذَكَرْنَا هَذَا الْخَيَرَ فِي فَيْدٍ - وَأَرَضِينَ مَعَهُ ; وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَاجِعًا إلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنْ يَنْجُو زَيْدٌ مِنْ حُمَّى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا انْتَهَى مِنْ بَلَدِ نَجْدٍ إلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِهِ، يُقَالُ لَهُ: فَرْدَةُ، أَصَابَتْهُ الْحُمَّى بِهَا فَمَاتَ.
اخْتَلَفَ الْمُتَقَدِّمُونَ حَوْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالُوا: فَرْدَةُ، وَقَالُوا. قَرَدَةُ، بِالْقَافِ، وَخَلَطُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي غَزَاهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ - ذُكِرَ فِي قَرَدَةَ - فَقَالُوا: هُوَ أَيْضًا فَرْدَةُ، بِالْفَاءِ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ قَرَدَةُ، بِالْقَافِ.
وَمِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ هَذَا الِاخْتِلَافِ أَنَّ نَقْطَ الْحُرُوفِ جَاءَ مُتَأَخِّرًا عَنْ قَيْدِ تِلْكَ الْحَوَادِثِ.
وَالرَّاجِحُ أَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ زَيْدُ الْخَيْلِ هُوَ فَرْدَةُ، بِالْفَاءِ، وَاَلَّذِي غَزَاهُ زَيْدُ بِالْقَافِ.
وَمَوْضِعُ فَرْدَةَ هَذِهِ قَبْلَ فَيْدٍ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ بِلَادِ طَيٍّ، وَكَانَتْ بِلَادُ طَيٍّ، مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ تَبْدَأُ بَعْدَ الْحِرَارِ الْمُتَّصِلَةِ بِخَيْبَرِ، وَبَعْدَ صُدُورِ وَادِي الرُّمَّةِ.
وَفِي الْجَنُوبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ فَيْدِ مَاءٍ يُسَمَّى فَرْدَةَ فَلَعَلَّهُ هُوَ.