عِصْرٌ بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَسُكُونِ الصَّادِ، وَآخِرَهُ رَاءٌ: جَاءَ فِي النَّصِّ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنْ الْمَدِينَةِ - أَيّ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ - إلَى خَيْبَرَ سَلَكَ عَلَى عِصْرٍ، فَبَنَى لَهُ فِيهَا مَسْجِدًا، ثُمَّ عَلَى الصَّهْبَاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِجَيْشِهِ حَتَّى نَزَلَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الرَّجِيعُ.
قُلْت: فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
1 - عِصْرٌ: نَعْرِفُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَخَيْبَرَ، قَبْلَ الصَّهْبَاءِ، وَلَكِنَّهُ لَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ، عَلَى أَنَّهُ مِنْ الْمُحْتَمَلِ - جِدًّا - أَنْ يَكُونَ فِي وَادِي اللِّحْنِ أَوْ أَلَتْمَة، وَهُمَا وَادٍ وَاحِدٌ، أَعْلَاهُ اللِّحْنُ وَأَسْفَله أَلَتْمَة، يَأْخُذُهُ الطَّرِيقُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَخَيْبَرَ مَسَافَةً طَوِيلَةٌ.
وَأَغْرَبَ يَاقُوتُ حِينَ ذَكَرَ أَنَّهُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالْفُرُعِ! فَالْفُرُعُ جَنُوبَ الْمَدِينَةِ، وَخَيْبَر شَمَالَهَا، وَشَتَّانَ بَيْنَ جَنُوبٍ وَشَمَالٍ.
2 - الصَّهْبَاءُ: جَبَلٌ أَحْمَرُ يُشْرِفُ عَلَى خَيْبَرَ مِنْ الْجَنُوبِ، يُسَمَّى الْيَوْمَ جَبَلَ عَطْوَةَ، أَمَّا الرَّجِيعُ، هُنَا: فَأَرَاهُ مُقْحَمًا أَوْ مُحَرَّفًا.