سَنْدَادُ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تُكْسَرُ: ذُكِرَ فِي الْخَوَرْنَقِ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، بَرِّيَّةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ الْغَرْبِيِّ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يَشْمَلُ الْحِيرَةَ وَالنَّجَفَ، وَكِلَاهُمَا قَدْ تَقَدَّمَ.
قَالَ يَاقُوتُ: سَنْدَادُ مَنَازِلُ إيَادٍ، نَزَلَتْهَا لَمَّا قَارَبَتْ الرِّيفَ بَعْدَ لَصَافِ وَشَرْجٍ وَنَاظِرَةَ، وَهُوَ أَسْفَلُ سَوَادِ الْكُوفَةِ وَرَاءَ نَجْرَانِ الْكُوفَةِ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَكَانَتْ إيَادٌ تَنْزِلُ سِنْدَادَ، وَسِنْدَادُ: نَهَرٌ بَيْنَ الْحِيرَةِ إلَى الْأُبُلَّةِ، وَكَانَ عَلَيْهِ قَصْرٌ تَحُجُّ الْعَرَبُ إلَيْهِ. أَيْ (ذُو الْكَعْبَاتِ).
«مُعْجَمُ الْبُلْدَانِ، سَنْدَادُ».
وَتَحَدَّثْنَا عَنْ الْحِيرَةِ فِيمَا سَبَقَ وَكَيْ تَعْرِفَ مَوْقِعَ سِنْدَادَ لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ مَوْقِعِ الْأُبُلَّةِ الْوَارِدَةِ فِي تَحْدِيدِهِ، فَهِيَ بَلْدَةٌ كَانَتْ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ مِمَّا يَلِي الْبَصْرَةَ، فِي زَاوِيَةِ الْخَلِيجِ الَّذِي يَدْخُلُ إلَى مَدِينَةِ الْبَصْرَةِ، أَيْ إنَّ الْبَصْرَةَ احْتَلَّتْ مَوْضِعَ الْأُبُلَّةِ كَمَا احْتَلَّتْ النَّجَفَ مَوْضِعَ الْحِيرَةِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: جَنَّاتُ الدُّنْيَا ثَلَاثٌ: غُوطَةُ دِمَشْقَ. وَنَهْرُ بَلْخٍ، وَنَهَرُ الْأُبُلَّةِ.
وَحُشُوشُ الدُّنْيَا خَمْسَةٌ: الْأُبُلَّةُ، وَسِيرَافُ، وَعُمَانُ، وَأَرْدَبِيلُ، وَهِيتُ. وَيُقْصَدُ بِالْحُشُوشِ: غَابَاتِ النَّخْلِ.