سَعْدٌ بِفَتْحِ السِّينِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، وَآخِرُهُ دَالٌ: جَاءَ فِي النَّصِّ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ لِبَنِي مِلْكَانَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ صَنَمٌ، يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ: صَخْرَةٌ بِفَلَاةِ مِنْ أَرْضِهِمْ طَوِيلَةٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مِلْكَانَ بِإِبِلِ لَهُ مُؤَبَّلَةٍ لِيَقِفَهَا عَلَيْهِ، الْتِمَاسَ بَرَكَتِهِ، فِيمَا يَزْعُمُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْإِبِلُ نَفَرَتْ مِنْهُ فَذَهَبَتْ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَغَضِبَ الْمِلْكَانِيُّ فَأَخَذَ حَجَرًا فَرَمَاهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَتَيْنَا إلَى سَعْدٍ لِيَجْمَعَ شَمْلَنَا ... فَشَتَّتَنَا سَعْدٌ فَلَا نَحْنُ مِنْ سَعْدِ
قُلْت: يُوجَدُ الْيَوْمَ جَبَلُ سَعْدٍ، وَهُوَ: جَبَلٌ أَسْمَرُ عَالٍ يُشْرِفُ عَلَى عَرَفَةَ مِنْ الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ، وَدِيَارُ بَنِي مِلْكَانَ لَيْسَتْ بَعِيدَةً مِنْ هُنَا، إذْ أَنَّ وَادِيَ مِلْكَانَ يَمُرُّ جَنُوب عَرَفَةَ بِمَسَافَةِ نَيِّفٍ وَعَشْرَةِ أَكْيَالٍ، وَلَمْ أَسْمَعْ فِي دِيَارِ كِنَانَةَ بِسَعْدِ غَيْرِهِ.