رُهَاطٌ عَلَى زِنَةِ فُعَالٍ مِنْ الرَّهْطِ، بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: هُذَيْلُ بْنُ مُدْرِكَةَ بْنِ إلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، اتَّخَذُوا سُوَاعًا، فَكَانَ لَهُمْ بِرُهَاطٍ.
قُلْت: رُهَاطٌ: وَادٍ هُوَ صَدْرُ وَادِي غَرَّانِ، وَوَادِي غَرَّانِ يَمُرُّ شَمَالَ عُسْفَانَ عَلَى 85 كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ شَمَالًا، وَكَانَ مِنْ دِيَارِ هُذَيْلٍ، أَمَّا الْيَوْمَ فَهُوَ مُشْتَرِكٌ بَيْنَ الرَّوْقَةِ مِنْ عُتَيْبَةَ، وَمَعْبَدٍ مِنْ حَرْبٍ، وَيَتَنَاقَلُ الْبَاحِثُونَ حَتَّى الْيَوْمَ نَصًّا مَوْهُومًا يَقُولُ: رُهَاطٌ: مِنْ أَرْضِ يَنْبُعَ.
وَهُوَ وَادٍ كَثِيرُ الْعُيُونِ وَالنَّخْلِ، وَقَدْ تَحَدَّثْت عَنْهَا بِأَوْفَى مِنْ هَذَا فِي الْمُعْجَمِ، يَبْعُدُ رُهَاطٌ مِنْ مَكَّةَ قَرَابَةَ 150 كَيْلًا. وَلَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَعْرِفُ سُوَاعً االْيَوْمَ.
وَأَشُكُّ أَنَا فِي كَوْنِ سُوَاعٍ فِي رُهَاطٍ لِلْأَسْبَابِ التَّالِيَةِ: أَوَّلًا - رُهَاطٌ فِي آخِرِ أَطْرَافِ دِيَارِ هُذَيْلٍ الشَّمَالِيَّةِ، وَمِنْ عَادَةِ النَّاسِ أَنْ يَتَّخِذُوا مَعَابِدَهُمْ فِي أَوَاسِطِ دِيَارِهِمْ. ثَانِيًا - تُوجَدُ الْعُزَّى عَلَى شُهْرَتِهَا وَوَلَعِهِمْ بِهَا فِي وَسَطِ دِيَارِ هُذَيْلٍ تَقْرِيبًا، وَلَيْسَتْ بَعِيدَةً عَنْ رُهَاطٍ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ فِيهَا غِنَاءٌ لِهُذَيْلٍ. ثَالِثًا - رُهَاطٌ حَدِيدُ دِيَارِ سُلَيْمٍ، فَلَوْ كَانَ فِيهِ صَنَمٌ لَاِتَّخَذَهُ بَعْضُ السُّلَمِيِّينَ جِيرَانُهُ. وَلَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا.