خَيْمَتَا أُمِّ مَعْبَدٍ مُثَنَّى خَيْمَةٍ مُضَافٍ إلَى أُمِّ مَعْبَدٍ: جَاءَتْ فِيمَا نُسِبَ إلَى رَجُلٍ مِنْ الْجِنِّ، حَيْثُ قَالَ:
جَزَى اللَّهُ رَبَّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ
رَفِيقَيْنِ حَلَّا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد
هُمَا نَزَلَا بِالْبَرِّ ثُمَّ تَرَوَّحَا
فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّد
يُذْكَرُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَفِيقَهُ أَبَا بَكْرٍ نَزَلَا عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ مِنْ بَنِي كَعْبٍ، أَثْنَاءَ هِجْرَتِهِ إلَى الْمَدِينَةِ. وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ أَرْضٌ بِاسْمِ «خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدٍ» بِطَرَفِ وَادِي قَدِيدٍ مِنْ الشَّمَالِ إذَا فَاضَ فِي السَّاحِلِ، تُشْرِفُ عَلَيْهَا مِنْ الشَّمَالِ ثَنِيَّةُ الْمُشَلَّلِ عَلَى صَوْتِ الْمُنَادِي. وَهُوَ نَفْسُ الْمَكَانِ الَّذِي حَدَّدَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ عَلَى طَرِيقِ الْحَاجِّ، وَلَا تَكَادُ تُعْرَفُ تِلْكَ الْأَرْضُ إلَّا بِاسْمِ «أُمِّ مَعْبَدٍ».
وَقَلَّمَا يُقَالُ خَيْمَةُ أُمِّ مَعْبَدٍ، وَهِيَ بِلَادٌ تُزْرَعُ عَثَرِيًّا لِأُنَاسِ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ حَرْبٍ، وَهِيَ مَهْبِطُ ثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ مِنْ الْجَنُوب، وَالطَّرِيقِ الْمُعَبَّدَةِ ثُمَّ غَرْبِيِّهَا عَلَى نَدْوَةٍ.
وَقَدْ وَرَدَتْ نُصُوصٌ تُشِيرُ إلَى أَنَّ مَوْضِعَ خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدٍ كَانَ قَرِيبًا مِنْ الثَّنِيَّةِ، هَذِهِ النُّصُوصُ مِنْ الْقَرْنِ الْأَوَّلِ. وَأَرَى أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ ظَلَّ يَتَوَارَثُهُ النَّاسُ فَيَرْوِيهِ الْأَحْفَادُ عَنْ الْأَجْدَادِ.