الْخَابُورُ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي دِجْلَةَ، وَهُوَ مِنْ الْأَنْهَارِ الَّتِي تَصُبُّ فِي الْفُرَاتِ فِي وَسَطِ الْجَزِيرَةِ الْفُرَاتِيَّةِ، وَعَلَيْهِ مُدُنٌ سُورِيَّةٌ وَقُرًى، مِنْ أَهَمِّهَا مَدِينَةُ الْحِسْكَةِ، وَهُنَاكَ خَابُورُ آخَرُ ذَكَرَهُ الْمَسْعُودِيُّ فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ أَرْمِينِيَّةَ وَيَصُبُّ فِي دِجْلَةَ فِي أَرْضِ الْمَوْصِلِ.
وَلَمْ يَكُنْ الْمَسْعُودِيُّ وَاهِمًا فَذَاكَ يُعْرَفُ بِالْخَابُورِ الصَّغِيرِ، وَهُوَ غَيْرُ هَذَا. فَاَلَّذِي يَصُبُّ فِي دِجْلَةَ وَفِي أَرْضِ الْمَوْصِلِ وَمُنْشِغه مِنْ أَرْمِينِيَّةَ هُوَ نَهْرُ «الزَّابِّ الْكَبِيرِ». أَمَّا الْخَابُورُ الْكَبِيرُ فَقَدْ وَصَفَهُ يَاقُوتُ بِصُورَتِهِ الْيَوْمَ فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ «رَأْسِ عَيْنٍ» هِيَ رَأْسُهُ الْيَوْمَ، وَيَصُبُّ فِي الْفُرَاتِ. وَهَكَذَا فَإِنَّ الْخَابُورَ هَذَا يَتَعَلَّقُ رَأْسُهُ الْيَوْمَ فِي رَأْسِ عَيْنٍ أَوْ قُرْبَهَا، وَهِيَ بَلْدَةٌ سُورِيَّةٌ عَلَى الْحُدُودِ مَعَ تُرْكِيَّةٍ، ثُمَّ يَصُبُّ فِي الْفُرَاتِ كَمَا قَدَّمْنَا، وَهُوَ أَكْبَرُ رَوَافِدِهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَعَلَيْهِ حَيَاةُ وَسَطِ الْجَزِيرَةِ.