حَمْرَاءُ الْأَسَدِ بِلَفْظِ مُؤَنَّثِ الْأَحْمَرِ مُضَافَةٌ إلَى الْأَسَدِ. جَاءَ ذِكْرُهَا فِي حَوَادِثِ غِبّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى إلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَهِيَ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ.
قُلْت: وَعُرِفَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ فِي تَأْرِيخِ الدَّعْوَةِ بِاسْمِ غَزْوَةِ حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَأَوْفَاهَا ابْنُ إسْحَاقَ مَادَّتَهَا التَّأْرِيخِيَّةَ.
وَحَمْرَاءُ الْأَسَدِ: جَبَلٌ أَحْمَرُ جَنُوب الْمَدِينَةِ عَلَى (20) كَيْلًا، إذَا خَرَجْت مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ تَؤُمُّ مَكَّةَ رَأَيْت حَمْرَاءَ الْأَسَدِ جَنُوبًا، لَيْسَ بَيْنَك وَبَيْنَهَا مِنْ الْأَعْلَامِ سِوَى «حَمْرَاءِ نَمْلٍ» الْقَرِيبَةِ مِنْ الطَّرِيقِ. وَتَقَعُ حَمْرَاءُ الْأَسَدِ عَلَى الضَّفَّةِ الْيُسْرَى لِعَقِيقِ الْحَسَا، عَلَى الطَّرِيقِ مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى الْفَرْعِ، يَمُرُّ فِي فَيْئِهَا. وَتَحَدَّثْت عَنْهَا بِأَوْفَى مِنْ هَذَا فِي كِتَابِي: «عَلَى طَرِيقِ الْهَجْرِ». وَالْغَرِيبُ أَنِّي رَأَيْت بَعْضَ هُوَاةِ الْبَحْثِ ذَكَرَ أَنَّ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ هِيَ قَرْيَةُ الْحَمْرَاءِ الَّتِي فِي وَادِي الصَّفْرَاءِ! وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ يَجْهَلُونَ.