وَالْحِجْرُ (حِجْرُ ثَمُودَ) قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ، فِي خَبَرِ مَسِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى تَبُوكَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَرَّ بِالْحِجْرِ نَزَلَهَا، وَاسْتَقَى النَّاسَ مِنْ بِئْرِهَا، فَلَمَّا رَاحُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا، وَتَتَوَضَّئُوا مِنْهُ لِلصَّلَاةِ، وَمَا كَانَ مِنْ عَجِينٍ عَجَنْتُمُوهُ فَاعْلِفُوهُ الْإِبِلَ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا يَخْرُجُنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ إلَّا وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ.
قُلْت: الْحِجْرُ، مَا زَالَ يُعْرَفُ بِاسْمِهِ، وَهُوَ وَادٍ يَأْخُذُ مِيَاهَ جِبَالِ مَدَائِنِ صَالِحٍ (أَرْضُ ثَمُودَ) ثُمَّ يَصُبُّ فِي صَعِيدِ وَادِي الْقُرَى فَيَمُرُّ سَيْلُهُ بِالْعُلَا: الْمَدِينَةُ الْمَعْرُوفَةُ، وَبِالتَّحْدِيدِ، الْحِجْرُ: رَأْسُ وَادِي الْقُرَى، وَأَهْلُهُ الْيَوْمَ قَبِيلَةٌ عَنَزَةَ، وَبِهِ زِرَاعَةٌ حَسَنَةٌ، وَأَهَمُّ مَا هُنَالِكَ عَجَائِبُ آثَارِ ثَمُودَ، وَتَبْعُدُ الْمِنْطَقَةُ الْمُحَرَّمَةُ مِنْ الْحِجْرِ قَرَابَةَ (22) كَيْلًا مِنْ مَدِينَةِ الْعُلَا شَمَالًا، وَالْعُلَا: عَلَى (322) كَيْلًا عَلَى سِكَّةِ الْحَدِيدِ، شَمَالَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَأَصْبَحَ وَادِي الْقُرَى يُسَمَّى وَادِيَ الْعُلَا.