أَوْطَاسٌ كَأَنَّهُ جَمْعُ وَطَسٍ: جَاءَ فِي ذِكْرِ يَوْمِ حُنَيْنٍ، قَالَ: سَأَلَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: بِأَيِّ وَادٍ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: بِأَوْطَاسٍ، قَالَ: نِعْمَ مَجَالُ الْخَيْلِ = إِ لَا حَزْنٍ. ضَرِسٍ وَلَا سَهْلٍ دَهْسٍ.
قُلْت: وَقَوْلُ دُرَيْدٍ هَذَا حَدَا بِبَعْضِ الْبَاحِثِينَ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ أَوْطَاسًا مِنْ حُنَيْنٍ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، بَلْ هُوَ بَعِيدٌ عَنْهُ، فَأَوْطَاسٌ سَهْلٌ يَقَعُ عَلَى طَرِيقِ حَاجِّ الْعِرَاقِ إذَا أَقْبَلَ مِنْ نَجْدٍ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ الْحَرَّةَ، فَالْحَاجُّ، حَاجُّ الْبَصْرَةِ - إذَا تَسَهَّلَ مِنْ كَشْبٍ مَرَّ بِطَرَفِ وَجْرَةَ الشَّمَالِيِّ، ثُمَّ فِي غَمْرَةَ، وَبِهَا بِرْكَةٌ تُنْسَبُ إلَى زُبَيْدَةَ، ثُمَّ يَجْزَعُ وَادِي الْعَقِيقَ - وَلَيْسَ هَذَا بِعَقِيقِ الْمَدِينَةِ - ثُمَّ يَسِيرُ فِي أَوْطَاسٍ سَاعَةً، فَهِيَ ضَفَّةُ الْعَقِيقِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يَصْعَدُ الْحَرَّةَ فَيَرِدُ الضَّرِيبَةَ الْمِيقَاتَ، فَهِيَ شَمَالَ شَرْقِيِّ مَكَّةَ، وَشَمَالَ بَلْدَةِ عُشَيْرَةَ، وَتَبْعُدُ عَنْ مَكَّةَ قَرَابَةَ (190) كَيْلًا عَلَى طَرِيقٍ مُتَعَرِّجَةٍ،وَكَانَ حَاجُّ الْعِرَاقِ يَخْرُجُ مِن مَكَّةَ عَلَى طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ هِيَ طَرِيقُ الْمُنَقَّى، فَإِذَا وَصَلَ إلَى أَوْطَاسٍ افْتَرَقَ، فَذَهَبَ الْبَصْرِيُّ يَمِينًا، وَالْكُوفِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ يَسَارًا.