الْأُخْدُودُ وَهُوَ حُفْرَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فَالْأَرْضُ كَالْخَنْدَقِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: فَمَلَكُوهُ - يَعْنِي ذَا نَوَّاس ٍ - وَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ حِمْيَرُ وَقَبَائِلُ الْيَمَنِ، فَكَانَ آخِرُ مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَهُوَ صَاحِبُ الْأُخْدُودِ.
وَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّصَّ الْوَحِيدَ الَّذِي ذَكَرَ الْأُخْدُودَ، وَلَكِنَّنَا كَمَا قَدَّمْنَا لَسْنَا مَعْنِيِّينَ بِاسْتِقْصَاءِ النُّصُوصِ إنَّمَا تَحْدِيدُ الْمَعَالِمِ الْوَارِدَةِ فِي السِّيرَةِ، وَقَدْ سُمِّيَتْ مَدِينَةُ نَجْرَانَ - آنَذَاكَ - الرَّئِيسِيَّةُ «مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ» وَهِيَ الْيَوْمَ آثَارٌ ذَاتُ مَبَانٍ مُنْكَرَةٍ، وَخُيِّلَ إلَيَّ أَنَّنِي وَجَدْت الْأُخْدُودَ فِي الْمَدِينَةِ، بَلْ وَجَدْت الرَّمَادَ فِيهِ، وَوَصَفْت ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِي «بَيْنَ مَكَّةَ وَحَضْرَمَوْتَ». وَلَيْسَ فِي نَجْرَانَ مَنْ يَجْهَلُ مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ، وَقَدْ أُقِيمَتْ بِجِوَارِهَا مَدْرَسَةٌ سُمِّيَتْ مَدْرَسَةَ الْأُخْدُودِ. وَقَدْ ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ.