• ×

نموذج مستعمرة : النوع قائمة

بث مباشر || قناة القرآن الكريم || Makkah Live

الجغرافيا النباتية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
[b]الجغرافيا النباتية
العوامل التي تتحكم في نمو النباتات وتوزيعها
مدخل
...
14- الجغرافيا النباتية
14- 1- العوامل التي تتحكم في نمو النباتات وتوزيعها:
ليست الحياة النباتية التي تنمو طبيعيًّا في أي إقليم من الأقاليم إلا نتيجة لتفاعل عدد من العوامل الطبيعية التي تتعلق في جملتها بالأحوال المناخية السائدة، وتعتبر التربة كذلك من أهم العوامل التي تتدخل في حياة النباتات، وإن كان من الثابت أن التربة نفسها تستمد معظم خواصها من الظروف المناخية كما سنبين بعد قليل.

العوامل المناخية
مدخل
...
14- 1- 1- العوامل المناخية:
تعتبر المياه والحرارة والضوء أهم عناصر المناخ التي تؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر في حياة النباتات، وفيما يلي عرض مختصر للدور الذي يقوم به كل منها.
الأمطار وقيمتها الفعلية precipitation Effectiveness:
إن أهمية المياه وضرورتها لقيام أي نوع من أنواع الحياة فوق سطح الأرض معروفة ومسلم بها، والمصدر الأصلي للمياه العذبة هو الأمطار وغيرها من مظاهر التساقط، وكلما توافرت هذه المياه في منطقة من المناطق، كان هذا أدعى إلى ظهور حياة نباتية غنية، ويكفي للدلالة على ذلك أن نقارن بين خريطتين للعالم إحداهما تبين توزيع المعدلات السنوية للمطر، والأخرى تبين توزيع الحياة النباتية الطبيعية، حيث نرى بوضوح أن الأقاليم ذات الأمطار الحرارة وقيمتها الفعلية بالنسبة لحياة النبات TEMPERATURE Efficiency:
ليس من شك في أن الحرارة هي أحد العناصر الرئيسية التي تلزم لقيام أي نوع من أنواع الحياة فوق سطح الأرض، ولكن يلاحظ أن أثرها على تنوع فصائل النباتات يكون أوضح من أثرها على المظهر العام للحياة النباتية.
فالغابات والحشائش توجد في كل المناطق الحرارية تقريبًا ما بين خط الاستواء من جهة والدائرة القطبية من جهة أخرى، إلا أن الفصائل التي تتألف منها الغابات والحشائش في المناطق الحارة تختلف في جملتها عن الفصائل التي تتألف منها الغابات الحشائش في المناطق المعتدلة. والواقع أن العلاقة بين درجة الحرارة وحياة النباتات لا تزال غير محدودة تحديدًا دقيقًا واضحًا، فعلى الرغم من أننا نعرف عمومًا أن ارتفاع درجة الحرارة يساعد على نشاط نمو النباتات، فإنه لا يشترط أن يؤدي كل ارتفاع في درجة الحرارة إلى زيادة سرعة النمو أو يؤدي كل انخفاض فيها إلى بطء هذا النمو، كما لا يشترط أن تكون سرعة النمو بالنسبة لجميع أنواع النباتات أو حتى بالنسبة للنوع الواحد متساوية في درجة الحرارة الواحدة، أو أن تكون أصلح درجة لنمو النبات الواحد واحدة في جميع مراحل نموه، ولهذا فإن درجة الحرارة لا تكفي بمفردها لإعطاء فكرة صحيحة عن الأثر الحقيقي الذي تتركه في مظاهر النمو المختلفة، وقد أوضح لفنسجتون ivingston E. هذه الحقيقة في سنة 1913 وذكر أنه من الواجب على الباحثين أن يحاولوا الوصول إلى طريقة يمكن بواسطتها تقدير القيمة الفعلية لدرجات الحرارة المختلفة بالنسبة لحياة النباتات، ورأى أنه من الممكن تقدير هذه القيمة بطريقتين هما:
1- الطريقة التجريبية، أي بإجراء تجارب معينة على أنواع مختلفة من النباتات لتقدير سرعة نموها في درجات الحرارة المختلفة، ورغم أن إجراء مثل هذه التجارب يعتبر عمومًا من اختصاص الباحثين في علم النبات فإن هذا يجب ألا يحول بين الجغرافيين وبين الاستفادة بنتائجها حتى تكون دراستهم أكثر دقة وواقعية. وهذا في الحقيقة هو أحد الاتجاهات الحديثة في دراسة المناخ.
2- تحديد فصل النمو "Growing season" وتقدير مجموع الوحدات أو الدرجات الحرارية التي تتجمع خلاله فوق أدنى درجة حرارة ملائمة لنمو النبات، وهي الدرجة التي يطلق عليها عادة اسم "صفر النمو Zero point of Growth" ويطلق عليها مجموع الدرجات الحرارية التي تتجمع فوق هذا الصفر اسم "الحرارة المتجمعة Temprarature Accumulated":
أولًا- الطرق التجريبية لتقدير القيمة الفعلية لدرجة الحرارة:
يعتبر القانون الذي وضعه فانهوف1 "van't Hoff" حوالي سنة 1882 من أهم القوانين الكيميائية التي استفاد بها الباحثون في العلاقة بين حياة النبات والبيئة الطبيعية، حتى إنه لا يزال رغم قدمه من الأسس التي يعتمد عليها هؤلاء الباحثون في دراساتهم، وملخص هذا القانون هو أن التفاعلات الكيميائية في النبات يزداد نشاطها كلما ارتفعت درجة الحرارة، ويتبع ذلك زيادة في سرعة نمو النبات بحيث تتضاعف هذه السرعة كلما زاد متوسط درجة الحرارة بمقدار 10 ْمئوية، فإذا فرضنا أن سرعة نمو نبات معين "يكون قد بدأ نموه في درجة حرارة 6 ْمئوية" هي 1 ْمثلًا فإنها تصبح 2 في درجة حرارة 16 ْم و4 درجة 26 ْم وهكذا حتى يصل إلى أقصاها في درجة حرارة معينة هي التي يمكن اعتبارها أصلح درجة لنمو النبات، فإذا ما ارتفعت درجة الحرارة أكثر من ذلك أخذت سرعة النمو في التناقص من جديد، ويمكننا بناء على هذا القانون أن نحسب القيمة الفعلية لأي متوسط يومي لدرجة الحرارة ما يبن درجة 6 ْم وهي الدرجة التي يبدأ عندها النمو "في رأي فانهوف" من جهة، والدرجة التي تصل عندها سرعة هذا النمو إلى أقصاها من جهة أخرى بالمعادلة الآتية:
وذلك على اعتبار أن "ق" هي القيمة الفعلية لدرجة الحرارة و"ح" هي المتوسط اليومي بالدرجات المئوية.
وقد استخدم بعض الباحثين في علم المناخ هذا القانون حديثًا في بعض أبحاثهم، فقد استخدمه ثورنثويت1 "Thornthwaite" مثلًا في سنة 1948 لتقسيم الولايات المتحدة إلى أقاليم حرارية على أساس القيمة الفعلية لدرجة الحرارة، كما استخدمه زتسر2 "zetzer" في سنة 1946 لتقسيم البرازيل إلى أقاليم حرارية على نفس الأساس.
ويلاحظ أن درجة الحرارة التي تبلغ عندها سرعة النمو أقصاها ليست واحدة بالنسبة لجميع النباتات، ولكن معظم التجارب التي أجريت على نباتات المنطقة المعتدلة قد دلت على أن هذه الدرجة تتراوح بين 15 ْو32 ْ، فهي بالنسبة للقمح 31 ْم وبالنسبة للذرة تتراوح بين 29 ْو32 ْ، أما نباتات المنطقة الحارة فيغلب أن يسرع نموها في درجات حرارة أعلى من 32 ْ.
وإننا مع عدم تقليلنا من قيمة هذه التجارب يجب ألا نغالي كثيرًا في الاعتماد على نتائجها التي تعطي في بعض الأحيان صورة غير صحيحة لما يحدث في الطبيعة فعلًا، فالظروف التي تجري فيها مثل هذه التجارب تكون غالبًا ظروفًا صناعية يحدد فيها أثر كل عنصر من العناصر التي تتدخل في حياة النباتات بصورة يندر أن توجد في البيئة الطبيعية، فعندما يراد مثلًا إجراء تجربة ما لمعرفة سرعة نمو أحد النباتات في درجة حرارة معينة فإن هذا النبات يوضع في مكان معين يمكن تثبيت حرارته على الدرجة المطلوبة لعدة أيام أو أسابيع، وهذا يختلف بالطبع عما يتعرض له النبات في الخلاء، حيث يخضع لدرجات حرارة قد تتغير تغيرًا كبيرًا عن ساعة إلى أخرى، ومن يوم إلى آخر، وهذا فضلًا عن أن درجة الحرارة كما هو معروف ليست هي العامل الوحيد الذي يتحكم في نمو النباتات، بل إن هناك عوامل أخرى كثيرة تتدخل في نموه، منها رطوبة الجو وكمية الأمطار ونظام سقوطها وتوزيعها على أشهر وفصول السنة ونوع التربة، ولذلك فإن نتائج التجارب التي تجري في المعامل على نباتات أو أجزاء من نباتات معينة قد لا تفيدنا كثيرًا في دراسة المظاهر المناخية والحياة النباتية وتوزيعها توزيعًا عامًّا على سطح الكرة الأرضية, وإن كنا مع ذلك لا ننكر أهميتها بالنسبة للدراسات التفصيلية التي تدخل غالبًا في اختصاص المهتمين بالدراسات التحليلية للنباتات وعناصر البيئة التي تعيش فيها وهي الدراسات التفصيلية التي تدخل علمي النبات Botany والبيئة Ecology.
ومن المهم أن نشير كذلك إلى أن التجارب القليلة التي أجريت فعلًا لتحديد القيمة الفعلية لدرجات الحرارة المختلفة كانت مقصورة على أنواع قليلة جدًّا من النباتات، ولذلك فقد يكون من الخطإ تطبيق نتائجها على الحياة النباتية بصفة عامة، إذ المعروف أن لكل نبات ظروفه واحتياجاته الخاصة التي قد تختلف اختلافًا كبيرًا عن ظروف واحتياجات غيره من النباتات، بل إن الفصائل المختلفة للنبات الواحد يختلف بعضها عن بعض اختلافًا واضحًا كذلك من هذه الناحية.
ثانيًا: فصل النمو والحرارة المتجمعة:
تعتبر دراسة الحرارة وقيمتها الفعلية على أساس طول فصل النمو ومقدار الوحدات الحرارية التي تتجمع خلاله من أحدث الدراسات التي صادفت قبولًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة من جانب علماء المناخ والنبات، الذين أخذوا يوجهون إليها عناية خاصة في كتاباتهم المختلفة. وتمتاز هذه الطريقة عن الطرق التجريبية التي سبقت الإشارة إليها من عدة نواح أهمها:
أ- أنها أبسط منها بكثير حتى إنه من الممكن تطبيقها بسهولة في الدراسات المناخية العامة والتفصيلية على حد سواء لأن كل ما يلزم لتطبيقها كما سنرى فيما بعد هو المعدلات الشهرية لدرجة الحرارة.
ب- أنها تحاول دراسة العلاقة بين درجة الحرارة والحياة النباتية كما هي موجودة فعلًا في الطبيعة.
ج- أنها تستند إلى المبادئ المتفق عليها بين معظم الباحثين في علمي المناخ والنبات ومن أهمها:
1- أن كل نبات يحتاج لكي يتم نموه ونضجه إلى عدد معين من الوحدات الحرارية التي يجب أن تتجمع في أثناء حياته فوق الحد الأدنى الذي يبدأ عنده هذا النبات في النمو، أي فوق "صفر النمو".
2- أن كل نبات يحتاج إلى عدد معين من الأيام التي يجب ألا ينخفض متوسط درجة حرارتها عن "صفر النمو".
تحديد فصل النمو:
يجب أن نشير هنا إلى أن فصل النمو كما يفهمه طلاب علم المناخ قد يختلف نوعًا ما عنه في نظر الزراع وطلبة علم الزراعة، وهم الذي يتكلمون غالبًا عن فصل النمو على أنه هو الفترة التي ما بين عمليتي البذر والحصاد، وهذه الفترة كما هو معروف تختلف من نبات إلى آخر، فضلًا عن أنها تتأثر بعوامل أخرى غير درجة الحرارة، ففي بعض دول غرب أوروبا مثلًا قد يحدث في بعض السنين أن تؤدي غزارة الأمطار إلى تأخير عمليات البذر والحصاد عن مواعيدها المعتادة عدة أيام أو أسابيع.
أما في علم المناخ فإننا نقصد بفصل النمو تلك الفترة من السنة التي لا ينخفض المتوسط اليومي لدرجة الحرارة في أثنائها عن "صفر النمو" بالنسبة للحياة النباتية بصفة عامة، ويتفق كثير من الباحثين على أن معظم النباتات التي تنمو في المنطقة المعتدلة يبدأ نموها بصفة عامة في أوائل الربيع عندما يرتفع المتوسط اليومي لدرجة الحرارة إلى 6 ْم. وهذا بالطبع حكم عام قد لا ينطبق على كثير من الأنواع والفصائل النباتية، فبعض النباتات تستطيع أن تنمو في درجات حرارة اقل أو أعلى بكثير من هذا الحد، فبينما يبدأ القمح مثلًا نموه عندما ينخفض المعدل اليومي إلى 3 ْم. نجد أن الذرة والقطن لا يبدآن نموهما إلا إذا ارتفع المعدل إلى 13 ْم بالنسبة للأول و17 ْ بالنسبة للثاني.
ويحسب طول فصل النمو عادة بالأيام، فإذا اعتبرنا أن المتوسط اليومي 6 ْم في "صفر النمو" أمكننا أن نقدر طول هذا الفصل في أي مكان بالطريقة المبينة في شكل "108".
الصقيع وفصل النمو:
ويجب أن نشير أيضًا إلى أن هناك تحديدًا آخر لفصل النمو يستخدم بصفة خاصة في البلاد التي تهتم بزراعة النباتات الحساسة التي لا تتحمل الصقيع، ومن أشهرها الخضراوات وكثير من أنواع الفواكه والنباتات ذات الزهور فكثيرًا ما يؤدي ظهور صقيع شديد إلى تعطيل نمو هذه النباتات أو هلاكها، وفي مثل هذه البلاد يحدد فصل النمو عادة بالفترة التي لا يحتمل أن يظهر في أثنائها صقيع من هذا النوع، وهذه الفترة تكون غالبًا أقصر من الفترة التي لا يقل المتوسط اليومي لدرجة الحرارة في أثنائها عن 6 ْم1.
والمقصود بالصقيع بمعناه الضيق هو المادة الثلجية البيضاء التي تظهر فوق سطح الأرض وما عليه من أجسام مختلفة بشرط أن تكون هذه المادة قد تكونت نتيجة لانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون نقطة التجمد انخفاضًا فجائيًّا يترتب عليه تحول بخار الماء الموجود في الجو من حالته الغازية إلى الحالة الصلبة شكل "108" طول فصل النمو وعدد أيام الصقيع في لندن الأعمدة السوداء تدل على عدد أيام الصقيع في الشهر، المسافة المحصورة بين نقطتين تقاطع منحنى الحرارة مع خط 43 ْ"6 ْم" هي التي تبين طول فصل النمو
مباشرة، أي دون أن يتكاثف أولًا إلى ماء ثم إلى ثلج بعد ذلك، وهذا الهبوط الفجائي في درجة الحرارة يكون عادة أشد خطرًا على نمو النبات، من هبوطها بشكل تدريجي.
ولكن كلمة صقيع تستخدم في الوقت الحاضر بمعنى أوسع من معناها الأصلي الذي سبقت الإشارة إليه، فهي تطلق الآن على أي انخفاض في حرارة الجو يؤدي إلى هبوطها إلى درجة الصفر المئوي أو إلى ما دونها حتى ولو لم يؤد هذا الانخفاض إلى ظهور المادة الثلجية البيضاء، وتقدر شدة الصقيع عادة على أساس مقدار انخفاض درجة الحرارة عن الصفر، ويلاحظ أن سرعة الرياح تزيد عادة من قسوة البرودة، فدرجة الحرارة 5 ْم مثلًا تكون أشد تأثيرًا وخطرًا على النباتات إذا كانت الرياح شديدة منها إذا كان الهواء ساكنًا، ويتبين هذا من الجدول "41".
ويعتبر الصقيع من أخطر الظاهرات الجوية على حياة النباتات، وخصوصًا جدول "41" الحدود الحرارية التي وضعها مكتب الأرصاد الجوية البريطانية للصقيع1
الأنواع الحساسة منها، مثل الأزهار والفواكه والخضراوات، ولهذا فإن محطات الإذاعة والتلفاز في البلاد التي تتعرض كثيرًا لظهوره تذيع باستمرار إنذارات للزراع في حالة توقع ظهوره في بعض الليالي. وكثيرًا ما يعمد هؤلاء الزراع إلى إيقاد النيران في حدائقهم ومزارعهم لتلافي بعض أخطاره، كما هي الحال في الولايات المتحدة.
وينتشر الصقيع في جميع الأقاليم المعتدلة والباردة من العالم، ولو أن مرات حدوثه تتزايد بصفة عامة كلما اتجهنا ناحية القطبين, وموسم ظهوره هو فصل الشتاء، ولكنه قد يظهر كذلك في فصلي الخريف والربيع, ويلاحظ أن صقيع فصل الشتاء لا يهم الزراع كثيرًا؛ لأنه تأتي في الفصل الذي يتوقف فيه نمو معظم النباتات، وخصوصًا في الأقاليم الباردة، كما أن صقيع فصل الخريف ليست له أهمية كبيرة؛ لأنه يأتي غالبًا بعد أن تكون معظم النباتات قد أتمت نموها، أو تكون على الأقل قد وصلت في نموها إلى مرحلة لا تتأثر فيها بظهور الصقيع. أما صقيع فصل الربيع فهو في الواقع أخطر أعداء الفلاح في العروض المعتدلة لأنه يأتي في الوقت الذي تكون فيه النباتات قد بدأت نموها وتكون الأشجار قد أخذت تخرج براعمها، ويشتد خطر صقيع الربيع بصفة خاصة في السنوات التي يكون شتاؤها دافئًا نسبيًّا؛ لأن جميع النباتات، والأشجار تبدأ نموها وازدهارها في مثل هذه السنوات في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، أي قبل مواعيدها المعتادة فإذا حدث وظهر صقيع شديد بعد ذلك فإنه يؤدي إلى هلاكها مما يسبب خسائر كبيرة للزراع، ففي مصر وغيرها من البلاد العربية مثلًا كثيرًا ما يحدث صقيع شديد في بعض الليالي الربيعية فيؤدي إلى هلاك بعض المحاصيل الحساسة مثل محصول الطماطم، مما يتسبب في نقص المعروض منه في الأسواق وارتفاع أسعاره فجأة ارتفاعًا كبيرًا.
الحرارة المتجمعة Accumulated Temperature:
ويقصد بها مجموع الوحدات أو الدرجات الحرارية التي تتجمع فوق أدنى متوسط يومي للحرارة يمكن أن تنمو فيه النباتات بصفة عامة، وهو في رأي معظم الباحثين ومن بينهم كوبن وأوستن ملر 6 ْم، ويمكن أن تحسب الحرارة المتجمعة ليوم واحد أو لأسبوع أو شهر أو لأي فترة غير ذلك، إلا أن المعتاد هو حسابها لفصل النمو بأكمله، والحرارة المتجمعة لأي يوم هي الفرق بين متوسط درجة حرارته وصفر النمو:"6 ْ" فإذا كان متوسط درجة الحرارة في يوم ما هو 16 ْم فإن الحرارة المتجمعة لهذا اليوم تكون 16 - 6 = 10 ْم والحرارة المتجمعة لأي شهر من الأشهر هي مجموع الدرجات الحرارية المتجمعة في جميع أيام هذا الشهر، وأبسط طريقة لحسابها هي: م = "ح- 6" × عدد أيام الشهر.
وذلك على اعتبار أن "م" هي الحرارة المتجمعة و"ح" هي المتوسط اليومي لدرجة حرارة الشهر, فإذا كان المتوسط اليومي لدرجة حرارة شهر يناير مثلًا هو 10 ْم فإن حرارته المتجمعة تكون "10 - 6" × 31 = 124 ْم.

والحرارة المتجمعة لفصل النمو هي مجموع درجات الحرارة التي تتجمع في جميع الأشهر التي يشملها هذا الفصل، وتقدير الحرارة المتجمعة لفصل النمو له أهمية كبيرة بالنسبة للحياة النباتية بصفة عامة والتوسع الزراعي في الأقاليم الباردة بصفة خاصة لأنه هو الذي يحدد نوع الغلات التي يمكن زراعتها في هذه الأقاليم، وذلك على أساس ما سبق أن ذكرناه من أن كل نبات يحتاج لكي يتم حياته إلى عدد معين من الأيام وإلى عدد معين أيضًا من الوحدات الحرارية، وقد ساعد هذا النوع من الدراسة كثيرًا من الدول الواقعة على حدود المناطق القطبية، كما هي الحال كندا وروسيا، على استغلال كثير من الأراضي الواقعة إلى الشمال من الدائرة القطبية في زراعة بعض المحاصيل التي أهمها القمح.
وقد دلت التجارب على أن القمح يحتاج لكي يتم حياته إلى أن تتجمع خلال فصل نموه المعتاد الذي حوالي 215 يومًا، 1090 ْم1 على الأقل، ومع ذلك فقد استنبتت من القمح فصائل يمكن أن تتم حياتها في فترة أقصر من ذلك وبعدد أقل من الدرجات الحرارية المتجمعة، ومن أمثلتها بعض الفصائل التي تزرع في شمال كندا وبعض جهات ألاسكا، وهي تستطيع أن تتم حياتها في يوم واحد أو أقل ولا تحتاج إلا إلى 750 ْم، وليس من شك في أن وفرة ضوء الشمس في هذه العروض العليا في فصل الصيف يعتبر من العوامل التي تساعد على سرعة نمو النباتات وسرعة نضجها؛ لأنه يعوض النقص في درجة الحرارة من جهة وقصر النمو من جهة أخرى2.
ويمكننا أن نلخص العلاقة بين درجة الحرارة وحياة النباتات فيما يلي:
1- أن هناك حدًّا أدنى لدرجة الحرارة التي يمكن أن تنمو فيها النباتات، وهذا الحد الأدنى هو الذي يطلق عليه اسم "صفر النمو" zero point of GROWTH" وهو يختلف من نبات إلى آخر، فبينما تستطيع نباتات الأقاليم الباردة أن تنمو في درجة حرارة أقل من الصفر المئوي نجد أن أغلب نباتات الأقاليم المعتدلة لا تنمو إلا إذا ارتفع المتوسط اليومي لدرجة الحرارة عن 6 ْم، "وهذا هو صفر النمو المتفق عليه بين كثير من الباحثين" أما نباتات الأقاليم الحارة فيلزم لنموها من غير شك درجات حرارة أعلى من ذلك.
2- ولئن كان هناك حد أدنى لدرجة الحرارة التي ينمو فيه النبات، فإن هناك كذلك حدًّا أعلى لها، ويكون هذا الحد أقل بالنسبة لنباتات الأقاليم المعتدلة والباردة منه بالنسبة لنباتات الأقاليم الحارة، فبينما تموت بعض نباتات الأقاليم الباردة إذا زاد المتوسط اليومي لدرجة الحرارة عن 21 ْم، نجد أن أغلب نباتات الأقاليم الحارة لا يؤذيها ارتفاع هذا المتوسط إلى 38 ْم أو أكثر.
3- أن سرعة نمو أي نبات تبلغ أقصاها في درجة حرارة معينة يمكن اعتبارها أصلح درجة لنموه "Optimum Temperature" وهي ليست واحدة بالنسبة لجميع النباتات، بل إنها ليست واحدة بالنسبة للنبات الواحد في مراحل نموه، المختلفة، وهي تقع بطبيعة الحال بين أدنى وأعلى درجتي حرارة يستطيع أن ينمو فيهما النبات، وتكون أعلى بالنسبة لنباتات الأقاليم الحارة منها بالنسبة لنباتات الأقاليم الباردة.
4- أن كل نبات يحتاج لكي يتم حياته ونضجه إلى عدد معين من الوحدات الحرارية التي يجب أن تتجمع في أثناء حياته فوق "صفر النمو" ويطلق على هذه الوحدات اسم الحرارة المتجمعة Accumulated Temperature.
5- في الأقاليم المعتدلة والباردة يقف نمو معظم النباتات في الفصل الذي ينخفض في أثنائه المتوسط اليومي لدرجة الحرارة عن "صفر النمو" ويتزايد طول هذا الفصل، أو بعبارة أخرى يتناقص طوله كلما اقتربنا من القطبين، ولهذا فإن النباتات التي تنمو في الأقاليم الباردة والقطبية تكون عادة من الأنواع التي تستطيع أن تتم حياتها في فترات قصيرة نسيبًّا، ويلاحظ مع ذلك أن كثيرًا من النباتات لا تموت تمامًا بانتهاء فصل النمو بل تموت فقط موتًا ظاهريًّا، ولا تلبث أن تدب فيها مظاهر الحياة من جديد عندما يحل الدفء، كما يلاحظ أن بعض النباتات لا تتأثر تأثرًا ظاهرًا ببرودة فصل الشتاء بل تظل خضراء طول السنة, وتعتبر الأشجار الصنوبرية التي تنمو قرب الدائرة القطبية من أحسن الأمثلة على ذلك.

الضوء:
يعتبر ضوء الشمس بغض النظر عن حرارة الجو من أهم العناصر الضرورية لنمو النبات، وكلما زادت كمية الضوء ساعد ذلك على سرعة النمو، وهذه الحقيقة لها أهمية خاصة في العروض العليا؛ إذ إن طول النهار في فصل الصيف هناك يساعد النباتات على الإسراع في نموها، بحيث تتم حياتها ونضجها في فترة أقصر وبحرارة متجمعة أقل مما يلزم لنموها في العروض الأكثر دفئًا، ومعنى ذلك أن وفرة الضوء تستطيع أن تعوض النباتات عن بعض النقص في الحرارة، فالقمح الربيعي مثلًا يتم نموه ونضجه في شمال السويد في 79 يومًا تقريبًا، بينما يحتاج إلى حوالي 107 أيام في جنوبها، ويرجع ذلك من غير شك إلى تزايد طول النهار في الصيف كلما اتجهنا شمالًا، ويبين الجدول رقم 16 أقصى طول للنهار في العروض المختلفة.
جدول "16" أقصى طول للنهار "في 21 يونيو" في العروض المختلفة
14- 1- 2- التربة:
تمهيد:
تعتبر التربة من غير شك ثروة من أعظم الثروات الطبيعية التي ترتبط بها حياة الإنسان ارتباطًا مباشرًا، فهي الوعاء الذي تجد فيه النباتات الاحتياجات اللازمة لوجودها ونموها وتكاثرها، والذي يحصل منه الإنسان بطريق مباشر أو غير مباشر على كل ما يحتاج إليه من ضروريات غذائه وملبسه ومسكنه.
وليست المصادفة هي التي جعلت سكان العالم يتجمعون منذ بدء انتشارهم على سطح الأرض، وخصوصًا بعد أن بدءوا يعرفون الزراعة، في وديان الأنهار وغيرها من المناطق التي لا تصلح تربتها لإنتاج المحاصيل الغذائية، أو حتى لتقديم ثروة نباتية وحيوانية طبيعية يمكن أن يحصل منها الإنسان على احتياجاته الضرورية باتباع أساليب الجمع والالتقاط والصيد، وترتبط التربة في نشأتها وتركيبها وخصوبتها وغير ذلك من صفاتها العامة بعوامل مختلفة أهمها نوع الصخور التي استمدت منها "Parent Rocks" والعوامل المناخية التي تدخلت في تفتيت هذه الصخور وتحليل موادها ونقلها وتوزيعها على سطح الأرض وعلاقة ذلك بتضاريس هذا السطح وانحدارته وغير ذلك من العوامل التي يترتب عليها خلق أنواع من التربة ذات أشكال وخواص متباينة بحيث أصبح موضوع التربة من الموضوعات العلمية المعقدة التي لا يمكن الإلمام بكل جوانبها في أية دراسة عامة. وسنحاول فيما يلي أن نقدم عرضًا مختصرًا لأهم جوانب الموضوع بالقدر الذي تحتاج إليه دراستنا الجغرافية العامة.
والمقصود بالتربة بمعناها الضيق هو المواد الصخرية المفتتة التي طرأ عليها بعض التغير الكيميائي واختلطت بها نسبة من المواد العضوية والسائلة والغازية فأصبحت ملائمة لنمو نوع أو أكثر من أنواع الحياة النباتية، وعلى هذا الأساس لا يعتبر الصخر المفتت وحده تربة بمعنى الكلمة طالما لم يطرأ عليه تغير كيميائي أو يختلط بنسبة من المواد المذكورة، حيث إنه لا يكون في هذه الحالة صالحًا لنمو النباتات، وتتكون التربة عادة ببطء تحت تأثير عوامل مختلفة أهمها المناخ والنبات وتضاريس سطح الأرض، إن اختلاف هذه العوامل بالإضافة إلى نوع الصخر الأصلية التي تستمد منها المواد الصلبة التي تتكون منها التربة هو الذي يؤدي إلى ظهور الصفات الكثيرة التي تتميز بها بعض أنواع التربة عن بعضها الآخر.

مواد التربة:
تنقسم المواد التي تتكون منها التربة عمومًا إلى قسمين كبيرين: فالقسم الأكبر منها يتكون من مواد غير عضوية "Lnorganlc" أما القسم الآخر فيتكون من مواد أصلها عضوية "organlc" بمعنى أنها مستمدة في الأصل من الكائنات الحية على اختلاف أنواعها ومراتبها،
المواد غير العضوية:
هذه المواد هي التي تكون القسم الأكبر من التربة وهي تنتج من تفكك وتحلل الصخور المختلفة التي تتكون منها قشرة الأرض بفعل التجوية الميكانيكية والكيميائية، والمعروف أن كل هذه الصخور عبارة عن مركبات من معادن مختلفة، كما أن المعادن نفسها ليست في معظمها إلا مركبات غير عناصر كيميائية مختلفة، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن المواد غير العضوية التي تتكون منها التربة هي عمومًا نفس العناصر التي تدخل في تركيب صخور القشرة الأرضية ومعادنها، وقد اكتشف من هذه العناصر أكثر من مائة عنصر ولكن نبين أن 98.5% من تركيب قشرة الأرض يتكون من ثمانية عناصر منها فقط وهي الأكسوجين والسيليكون والألومينيوم "ويتكون من هذه العناصر ثلاثة وحدها حوالي 82% من صخور القشرة الأرضية" ويأتي بعدها بالترتيب الحديد والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم وكلها عناصر ضرورية لحياة النباتات. وهناك عناصر أخرى ضرورية لحياة النباتات أيضًا ولكنها موجودة بنسب صغيرة ومنها النيتروجين والفوسفور والكبريت وهكذا فعندما تتفتت الصخور المختلفة بفعل التجوية فإنها تنتج أنواعًا متباينة من المواد التي يكون بعضها قابلًا للذوبان في الماء مثل كربونات الكالسيوم وبعضها الآخر غير قابل للذوبان مثل الصلصال والغرين والرمال التي تتكون من حبات الكوارتز وقطع الصخور، وهذه المواد غير القابلة للذوبان هي التي تمثل التركيب غير الضروري الرئيسي للتربة.
التركيب الكيميائي للتربة:
إن دراسة التركيب الكيميائي للتربة له علاقة قوية بنوعيتها ومدى صلاحيتها لنمو الأنواع المختلفة من النباتات، وكلما كانت التربة متوازنة في تركيبها الكيميائي كانت أكثر صلاحية للزراعة، وفي حالة عدم توازنها تستخدم عادة أسمدة كيميائية خاصة لتزويدها بالعناصر الناقصة.
ويطلق تعبير عناصر التربة الحرجة soil critical elements على بعض العناصر الضرورية التي تستهلك منها النباتات كميات كبيرة والتي توجد غالبًا بنسب صغيرة في التربة ومنها النيتروجين "الآزوت" والفوسفور والبوتاسيوم، وهي تضاف عادة إلى التربة في صورة أسمدة كيميائية لتعويض ما يطرأ عليها من نقص، وهناك غير ذلك عناصر أخرى لها دخل في توازن التربة مثل المنجنيز والنحاس والزنك، كما أن درجة تركيز الأيدروجين، التي يعبر عنها عادة بالرمز ph تعتبر من العناصر المهمة التي لا بد أن يحسب لها حساب في تقدير صلاحية التربة للزراعة لأنها هي التي تحدد درجة حموضتها أو قلويتها، وتتراوح قيمة الph بين 4 و5 في التربة الحمضية و8 و10 في التربة القلوية.
وتعتبر المواد الجيرية "أو الكلسبة" والمواد الملحية وأكاسيد الحديد والألومينيوم وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم من العناصر التي يمكن أن تعطي للتربة نوعية خاصة إذا كثرت فيها، وعلى هذا الأساس تقسم التربة عمومًا إلى أربعة أنواع كبرى هي: التربة الجيرية، والتربة الملحية، والتربة الحديدية، والتربة المتعادلة. أما التربة الجيرية فيقصد بها التربة التي تسود فيها المواد الجيرية، ويطلق عليها عمومًا تعبير "بيدوكال"1 Pedocal، وهي موجودة على نطاق واسع في مناطق الصخور الجيرية، وخصوصًا في الأقاليم الجافة، وهي تربة قلوية حيث ترتفع فيها درجة التركيز الأيدروجيني إلى 8 أو أكثر، وفيها تجود زراعة أنواع متباينة من المحاصيل إذا توافرت لها المياه.
أما التربة الملحية Halomorphic، فهي التربة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، وخصوصًا أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، وهي موجودة بكثرة في منخفضات الأقاليم الجافة التي تنصرف نحوها مياه الأمطار أو ترتفع فيها بعض المياه الجوفية إلى السطح، ففي هذه الأقاليم يؤدي نشاط التبخير إلى سرعة ارتفاع مياه التربة ومعها الأملاح الذائبة بفعل الخاصية الشعرية، مما يؤدي إلى تركز الأملاح بمرور الوقت على السطح وفي التربة السطحية، كما يكثر وجود هذا النوع من التربة في الأشرطة الساحلية المنخفضة التي تكونت على حساب البحر أو التي تطغى عليها مياهه عند ارتفاعها في حالة المد أو الأمواج العالية.
ومن أشهر السبخات الساحلية والسبخات التي توجد في منخفضات الأقاليم الجافة ومنها منخفضات الواحات.
أما التربة الحديدية2 pedalfer، فيميزها وجود نسبة عالية من أكاسيد الحديد وأكاسيد الألومينيوم بها، وتعطيها أكاسيد الحديد عادة لونًا أحمر طوبيًّا أو مائلًا للاحمرار، وهي غالبًا حمضية، وفيها لا تزيد قيمة الph عن 4.5، وهي عمومًا قليلة الخصوبة بسبب حموضتها ولكن من الممكن معالجتها بإضافة بعض الجير إليها، وهي توجد عادة في الأقاليم الاستوائية، كما تمثلها تربة البودزول في الأقاليم الباردة.

أما التربة المتعادلة فهي التربة المتوسطة بين التربة الجيرية القلوية والتربة الحديدية الحمضية، وفيها تكون درجة التركيز الأيدروجينى ما بين 6 و7.
المواد العضوية:
مصدر هذه المواد هو بقايا ومخلفات الحياة النباتية والحيوانية بمختلف أنواعها ومراتبها، فكل هذه الكائنات مردها النهائي إلى التربة حيث تتفتت وتتحلل فيها بمرور الزمن وتحت الظروف الملائمة إلى أعداد لا حصر لها من الكائنات العضوية الميكروسكوبية، والمواد العضوية المتحللة في التربة هي التي يطلق عليها عادة اسم الدبال أو الهيومص "Humus" وعندما يزداد تحلل الدبال فإنه يتحول إلى أملاح بسيطة وثاني أكسيد كربون وماء وتعتبر المواد العضوية المتحللة من أهم العوامل التي تساعد على تحسين التربة وعلى المحافظة على خصوبتها، ولذلك فإن وجودها ضروري جدًّا في الأراضي الزراعية، والواقع أن التربة لا تكون ذات قيمة حقيقية إلا إذا كانت بها نسبة معقولة من المواد العضوية المتحللة.
وتعتبر البكتريا وغيرها من الكائنات العضوية الميكروسكوبية مثل الطحالب والفطريات والبروتوزوات من المواد العضوية المهمة، التي يساعد وجودها بكثرة في التربة على إحداث التغيرات الكيميائية الضرورية لتحليل المواد العضوية الأخرى وتحويلها إلى دبال "Humus" ثم تحويل الدبال بدوره إلى عناصر أبسط منه يسهل على النباتات أن تستفيد بها.
العوامل التي تتدخل في تكوين التربة:
تتدخل في تكوين التربة عوامل متعددة وعمليات طبيعية وكيميائية معقدة تشترك فيها كل عناصر البيئة الطبيعية والحيوية بدون استثناء، وليس من السهل حصر كل العوامل التي لها دور مهم في التكوين، ولكننا مع ذلك يمكننا أن نحدد أهمها كما يأتي:
1- نوع الصخر الذي تستمد منه التربة
2- المناخ
3- التضاريس
4- المياه
5- الكائنات الحية
أولًا: نوع الصخر:
فالصخور هي مصدر المواد غير العضوية التي تستمد منها المكونات الرئيسية الأولية للتربة، ولكل تربة مصدر صخري أصلي تستمد منه مكوناتها الرئيسية، ويطلق علي هذا المصدر تعبير الصخر الوالد parent Rock ولهذا فلابد للباحث الذي يتعرض لدراسة التربة أن يكون على علم بأنواع الصخور وتركيبها المعدني والعنصري لأن هذا التركيب سيكون هو نفسه تقريبًا تركيب التربة، ونظرًا لأهمية هذا العامل فإن التربات تصنف أحيانًا على أساس أنواع الصخور التي استمدت منها، كأن تكون مثلًا تربة رملية أو جيرية أو طينية وتوصف التربة بأنها محلية إذا كانت مستمدة من الصخر الذي ترتكز عليه مباشرة، ومنقولة إذا كانت مستمدة من صخور منطقة أخرى غير منطقة وجودها، ويكون تركيبها في هذه الحالة مختلفًا عن تركيب الصخر الذي ترتكز عليه.
ولا شك أن تحول الصخر إلى المواد المفتتة التي تتكون منها التربة يحتاج إلى أن يتعرض هذا الصخر لعمليات التجوية المختلفة، سواء في ذلك علميات التجوية الميكانيكية أو الكيميائية، وهي العمليات التي تتدخل فيها عوامل كثيرة أهمها المناخ والمياه والكائنات الحية فإذا ما تفتت الصخر وتحلل بالتجوية وبقيت المواد المفتتة الناتجة في مكانها على سطحه فإن هذا يؤدي إلى تكوين التربة المحلية، أما إذا قامت عوامل التعرية بنقل هذه المواد إلى أماكن أخرى فإن هذا يؤدي إلى نشوء أنواع مختلفة من التربة المنقولة التي تتميز بصفات خاصة على حسب طبيعة عوامل التعرية التي قامت بنقلها وترسيبها، ومن أهمها:
1- التربات الهوائية التي تقوم الرياح بنقلها مثل تربة اللويس والتربات الرملية في الأقاليم الجافة.
2- التربات الفيضية التي تقوم المياه الجارية بنقلها، والتي تتكون منها تربات وديان الأنهار ودلتاواتها، بما في ذلك تربات وديان الأقاليم الجافة التي تجري فيها المياه بصورة متقطعة، وتربات الدلتاوات المروحية التي تتكون في نهايات هذه الوديان، وتربات الأحواض التي تصب فيها.
3- التربات الجليدية وهي التي يقوم الجليد بنقلها وترسيبها عند انصهاره، وهي توجد حول الثلاجات وعلى أطراف المناطق التي زحف عليها الجليد خلال العصور الجليدية في البليستومين.
ثانيًا- المناخ:
وهو العامل الرئيسي الذي يؤثر في المواد الصخرية والمعدنية المستمدة من الصخر الأصلي ولكل عنصر من عناصر المناخ دوره الخاص في هذا المجال ومع ذلك فإن العناصر كلها تعمل مجتمعة وتؤدي بمرور الوقت إلى إضعاف الصلة بين مواد التربة وبين الصخر الأصلي الذي استمدت منه، وكلما طال الزمن اكتسبت التربة صفات جديدة تبعدها عن صفات هذا الصخر، حتى إن النوع الواحد من الصخور قد يعطي أنواعًا مختلفة من التربة إذا ما تعرضت المواد المستمدة منه لظروف مناخية مختلفة، ولهذا فإن علماء التربة يميلون في الوقت الحاضر إلى تصنيف التربات في العالم على أساس النطاقات المناخية التي تكونت فيها، لا على أساس الصخور الأصلية التي استمدت منها، ولا يكاد يوجد أي عنصر مناخي إلا وله دور مهم في تكوين التربة.
فالإشعاع الشمسي له دور مهم في حياة الكائنات الحية التي تعيش في التربة أو تموت وتتحلل فيها، كما أنه يعتبر عاملًا رئيسيًّا في عمليات التبخر منها وفي التفاعلات الكيميائية التي تحدث فيها، كما أن درجة الحرارة تعتبر هي الأخرى عاملًا رئيسيًّا من العوامل التي لها دخل في تكوين التربة على اعتبار أنها عامل مهم من عوامل التجوية الميكانيكية وأن لها تأثيرًا قويًّا على نمو الكائنات الحية وعلى قدرة التربة على استخلاص الأزوت من الهواء وعلى تبخر الماء منها وعلى ترسيب الأملاح عليها، أو على تجفيف سطحها وتفتيته مما يساعد الرياح على إزالة ما يغطيه من أتربة ورمال ناعمة.
وتعتبر درجة حرارة التربة من العناصر التي يمكن قياسها بواسطة ترمومترات خاصة، والمعتاد هو أن تكون درجة حرارة التربة السطحية مرتبطة بدرجة حرارة الهواء الملاصق لها، وأن هذا الارتباط يتناقص كلما تعمقنا فيها، ولهذا فكثيرًا ما يكون هناك فرق كبير بين درجة حرارة التربة السطحية ودرجة حرارة التربة السفلية. ففي الأقاليم الصحراوية الحارة مثلًا قد ترتفع درجة حرارة سطح الرمال أحيانًا في وسط النهار في فصل الصيف إلى 70ْ مئوية أو أكثر ولكنها تتناقص تدريجيًّا كلما تعمقنا بعيدًا عن السطح حتى إن المياه الجوفية التي قد توجد على عمق بضعة أمتار تكون باردة، أما في فصل الشتاء فقد يحدث العكس فتكون درجة حرارة السطح أقل من درجة حرارة التربة السفلية التي تظل محتفظة بحرارتها، ومعنى هذا بعبارة أخرى أن درجة حرارة التربة السفلية لا يطرأ عليها تغير كبير من وقت إلى آخر بينما تتغير درجة حرارة التربة السطحية كلما تغيرت درجة حرارة الجو، ومن الظاهرات المعروفة أن التربة السفلية في كثير من المناطق الباردة والقطبية متجمدة باستمرار منذ العصور الجليدية أو قبلها وتعرف هذه الظاهرة باسم perma frost أي ظاهرة التجمد الدائم للتربة, ويمتد هذا التجمد لعمق كبير قد يصل إلى 400 متر أو أكثر، ومع هذا فإن التربة السطحية في نفس هذه المناطق تنصهر خلال فصل الصيف وتنمو بها الحشائش القطبية بل ويمكن استخدامها للزراعة، إلا أن مثل هذه التربة تكون رديئة الصرف؛ لأن المياه التي تتجمع على سطحها لا تستطيع التسرب إلى طبقاتها السفلى المتجمدة، وتعتبر الأمطار كذلك من أهم العناصر المناخية التي لها دخل مباشر وغير مباشر في تكوين التربة، وهي كغيرها من العناصر لا تقوم بعملها منفردة بل إنها جميعًا تعمل متضافرة، فالأمطار الكثيرة التي تسقط طول السنة أو في معظم الأشهر على المناطق السهلية تؤدي إلى تبلل التربة باستمرار، بل وإلى تراكم المياه فوقها مما يؤدي إلى ذوبان ما بها من أملاح قابلة للذوبان وإلى تصفية هذه الأملاح بالتسرب نحو التربة السفلية حيث تتجمع غالبًا في طبقة ملحية تتماسك بمرور الوقت حتى تتصلب وتتكون منها طبقة غير نفاذة تحول دون انصراف مياه التربة إلى أسفل مما يؤدي إلى رداءة صرفها وتدهورها.
ويطلق على عملية ذوبان أملاح التربة وتسربها إلى أسفل اسم عملية التصفية leaching وهي تساهم في تكوين أنواع متباينة من التربة على حسب كثرة الأمطار وتوزيعها الفصلي ودرجة حرارة الأقاليم التي توجد فيها، ففي الأقاليم الباردة المطيرة تؤدي هذه العملية مع قلة التبخر إلى تراكم البقايا النباتية بكثرة وتكدسها على السطح وعدم تحللها تحللًا كافيًا، فينتج عن ذلك نوع من التربة النباتية الحمضية يعرف باسم تربة البودزول، أما في الأقاليم الحارة المطيرة مثل الأقاليم الاستوائية فإن عملية التصفية لا تزيل أكاسيد الحديد الحمراء من التربة بسبب عدم قابليتها للذوبان فينتج عن هذا تكون نوع من التربة الحمراء يشتهر باسم تربة اللاتيريت Laterite أي التربة الطوبية لأنها تشبه الطوب الأحمر.
وعلى العكس من كثرة الأمطار فإن قلتها في الأقاليم الجافة تؤدي إلى جفاف التربة وإلى ارتفاع مياهها إلى السطح بتأثير الخاصة الشعرية حيث تتبخر تاركة ما بها من أملاح على السطح أو تحته مباشرة، وبتكرار هذه العملية تزداد ملوحة التربة السطحية وتتكون فوقها قشرة ملحية، وبهذه الطريقة تتكون المسطحات المالحة والسبخات المنتشرة في منخفضات كثير من الأقاليم الجافة.
وبالإضافة إلى تأثير المطر على نوعية التربة، فإن له تأثيرًا آخر بوصفه عاملًا من عوامل التعرية، حيث إن سقوطه بغزارة على جوانب المنحدرات، وخصوصًا المنحدرات الخالية من الغطاء النباتي، يؤدي غالبًا إلى جرف التربة وإزالتها باستمرار.
وتعتبر الرياح كذلك من العناصر المناخية التي لها دخل في تكوين التربة، وذلك باعتبار كونها عاملًا من عوامل التعرية، فهي تقوم بتذرية التربة الناعمة في المناطق الجافة مما يؤدي إلى كشف القاعدة الصخرية التي ترتكز عليها أو الطبقة الحصوية التي تتخلف على السطح بعد أن تزيل الرياح الحبات الصغيرة التي كانت مختلطة بها، وبهذه الطريقة تكونت مناطق الحمادة الصخرية ومناطق الرق الحصوية التي تعتبر من أهم الأشكال السطحية في الأقاليم الصحراوية.
كما تقوم الرياح من ناحية أخرى ببناء التربة في المناطق التي ترسب فيها ما تنقله من رمال أو أتربة، فالمعروف مثلًا أنها هي المسئولة عن تكوين بعض أنواع التربة المشهورة في العالم وأهمها تربة اللويس التي توجد في مناطق واسعة وبسمك كبير في كثير من المناطق مثل شمال الصين ووسط أمريكا الشمالية.
ثالثًا- التضاريس:
تتدخل التضاريس في تكوين التربة بطرق مختلفة بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، فمن آثارها المباشرة أنها تساعد على انجراف التربة وتحول دون تراكمها على المنحدرات الشديدة والقائمة، بينما تساعد على ترسيبها وتراكمها في السهول والأحواض المنخفضة، وفيما بين هاتين النهايتين يتدرج تأثير التضاريس على تكوين التربة وعلى تطورها.
ويعتبر انجراف التربة بالذات من أخطر المعوقات الزراعية في الأقاليم الجبلية، ولذلك فقد اهتم الزراع بمقاومته والتغلب عليه منذ العهود الحضارية القديمة، ومن أشهر طرق مقاومته وأقدمها طريقة بناء المدرجات على المنحدرات وهي طريقة منتشرة في مناطق كثيرة من العالم مثل اليمن والجزائر وإندونيسيا وغيرها من بلاد جنوب شرقي آسيا، وهناك طريقة أخرى تستخدم غالبًا في أوروبا وأمريكا، وبمقتضاها تترك أشرطة من الأعشاب الطبيعية على الأطراف السفلية للحقول الواقعة على المنحدرات حتى تعوق انجراف التربة كما تفعل سدود المدرجات، وكلما كان الانحدار شديدًا كلما احتاج الأمر إلى زيادة عرض الأشرطة وزيادة كثافة نباتاتها, ومن المتبع كذلك أن تبنى سدود منخفضة بعرض الوديان التي تنحدر فيها المياه لتتجمع أمامها التربة فتتكون بذلك أحواض رسوبية صغيرة يمكن زراعتها بعد توقف جريان المياه.
وبالإضافة إلى الطرق السابقة التي تستخدم بقصد استخدام المنحدرات للزراعة، فمن الممكن كذلك حماية تربة المنحدرات الجبلية بتشجيرها أو المحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي الذي يكسوها.
رابعًا- المياه:
تعتبر المياه المختلطة بحبيبات التربة من أهم العوامل التي تتدخل في عمليات التحلل الطبيعية والكيميائية التي تحدث للكائنات العضوية التي توجد في التربة، وكلما كانت التربة جيدة الصرف ساعد ذلك على تطورها ونضوجها بشكل متعادل، أما إن كانت رديئة الصرف ظلت مبللة باستمرار فإن ذلك يؤدي إلى تكوين أنواع خاصة من التربة لا تصلح غالبًا للزراعة إلا بعد تجفيفها وإصلاحها، وكثيرًا ما يحدث هذا في الأراضي المنخفضة في المناطق المطيرة وفي المناطق التي ترتكز فيها التربة السطحية على طبقة صماء قريبة من السطح.
ويوجد الماء في التربة بأشكال وصور متعددة من أهمها:
1- الماء الممتص Absorbed water وهو الماء الذي تجتذبه جزيئات التربة فيتجمع حولها، ولكنها لا تحول دون انفصاله عنها عندما تحتاج إليه جذور النباتات ولهذا فإنه يسمى أحيانًا بالماء المتيسر.
2- الماء الملتصق أو الهيجروسكوبيWATER HYGROSCOPIC وهو الماء الذي يلتصق التصاقًا شديدًا جدًّا بحبات التربة بشكل أغشية رقيقة جدًّا لا يمكن فصلها إلا بالتبخر عندما ترتفع درجة حرارة التربة إلى مائة درجة أو أكثر، ولهذا السبب فإن هذا الماء يسمى أحيانًا بالماء غير المتيسر حيث إن النباتات لا يمكنها أن تستفيد به.
3- الماء الشعري Capillary "or film" water وهو الماء الذي يستطيع أن يرتفع في مسام التربة بتأثير الخاصة الشعرية بسبب ضعف التصاقه بحبات التربة مما يسمح له بالارتفاع بين مسامها، ويمكن للنباتات أن تستفيد به.
4- الماء الحر "الماء الفائض" FREE OR GRAVITATIONAL WATER وهو الماء الزائد عن قدرة الجذب الشعري، وهو يتحرك بقوة الجاذبية الأرضية وهو ماء غير مرغوب فيها لأن زيادته تؤدي إلى رداءة الصرف وسوء تهوية التربة واختناق جذور النباتات، كما أن التخلص منه عن طريق المصارف قد يؤدي إلى فقدان التربة لبعض الأملاح المفيدة للنباتات، ويظهر تأثير هذا الماء بوضوح في المناطق الرطبة حيث يقوم بعمليتي الغسل والترسيب، وهذا الماء هو الذي تتكون منه الطبقة المائية الجوفية حيثما يصادف طبقة صماء تحول دون تسربه إلى أسفل.
خامسًا- الكائنات الحية:
أن العلاقة بين التربة والكائنات الحية علاقة متبادلة بمعنى أن كلًّا منهما يعتمد على الآخر، حتى إن موضوع التربة يدرس غالبًا ضمن موضوع الجغرافيا الحيوية.
ويتوقف الدور الذي تؤديه الكائنات الحية في تكوين التربة على نوع هذه الكائنات، فالدور الذي تؤديه الكائنات المجهرية والحشرات مثل الديدان يختلف اختلافًا تامًّا عن الدور الذي تؤديه الدواب بمختلف أنواعها بما فيها الإنسان والحيوانات المفترسة أو الذي تؤديه الطيور والزواحف وغيرها.
ويعتبر الغطاء النباتي بالذات أهم العوامل الحيوية التي تتدخل في تكوين التربة؛ لأنه تؤثر فيها ويتدخل في تكوينها بطرق عديدة منها:
1- أنه يقلل من الإشعاع الشمسي الواصل إليها فيقلل من درجة حرارتها في أثناء النهار، ويحفظ حرارتها في أثناء الليل فيقلل من المدى الحراري اليومي لها.

2- أنه يساعد على ضياع مياهها عن طريق النتح ولو أنه يقلل من ناحية أخرى من التبخر المباشر لمياهها.
3- أن جذور النباتات تعمل على تفكيك التربة وزيادة نفاذيتها وتهويتها.
4- أن النباتات تستخدم أشعة الشمس في عمليات التمثيل الكلوروفيلي، وتحول بعض عناصر الهواء بطريقة كيميائية إلى عناصر جديدة تنتقل من النبات إلى التربة ومنها بعض المركبات النباتية المهمة مثل الجلوكوز والنشويات والسليلوز وبعض السكريات، وتختلط هذه المركبات بالتربة نتيجة لتراكم بقايا النباتات عليها واختلاطها بها.
5- أنها تساهم في نقل المواد المعدنية رأسيًّا في التربة؛ لأنها تمتص الأملاح والمواد المعدنية بواسطة الجذور من أعماق متباينة وتتركها على السطح مع البقايا النباتية.
6- تساهم بعض الأشكال النباتية في تكوين أنواع معينة من التربة مثل تربة التشرنوزيم التي تتكون عادة في مناطق الإستبس وتربة البودزول الحمضية في مناطق الغابات الرطبة ذات الصرف الرديء.
7- أن الغطاء النباتي يحمي التربة من الانجراف على جوانب المنحدرات.
8- أن كثرة الكائنات الحية الدقيقة، مثل الطحالب في التربة تساعد على تحلل المادة العضوية وتحويلها إلى دبال وإلى عناصر غذائية مختلفة يستفيد بها النبات.
وتوجد من هذه الكائنات أنواع متباينة في صفاتها ومناطق تكاثرها وآثارها ومن أهمها:
أ- الطحالب الأرضية التي تعيش عند سطح التربة والتي تكثر بها مادة الكلوروفيل، وتساعد على تثبيت بعض الأزوت في التربة عندما تكون مبللة ومعرضة للشمس.
ب- الفطريات وهي تتميز عن الطحالب بخلوها من الكلوروفيل وبعدم مقدرتها على تثبيت أزوت الهواء.

ج- البكتريا وهي من أكثر الكائنات الدقيق

بواسطة : admin
 0  0  4.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:49 مساءً السبت 21 ديسمبر 2024.