• ×

نموذج مستعمرة : النوع قائمة

بث مباشر || قناة القرآن الكريم || Makkah Live

مناخ إفريقيا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
[b]مناخ إفريقيا
العوامل التي تؤثر في مناخ القاره
موقع القارة وشكلها
...
مناخ إفريقية "عرض موجز"
12- 1- العوامل التي تؤثر في مناخ القارة:
أولًا- مواقع القارة وشكلها:
تتميز إفريقية عن غيرها من القارات بأن خط الاستواء يمر في منتصفها تقريبًا، بمعنى أن البعد بين هذا الخط وبين ساحلها الشمالي يكاد يساوي البعد بينه وبين ساحلها الجنوبي، وإذ إن القارة تمتد على وجه التقريب ما بين خطي عرض 35 ْشمالًا و37 ْجنوبًا، وكان من نتائج هذا الموقع أن أصبح معظم القارة داخلًا في نطاق الأقاليم الحارة، كما أصبح ترتيب فصول السنة في قسمها الشمالي مخالفًا له في قسمها الجنوبي، وتعتبر إفريقية في الواقع أشد القارات حرارة، فإذا ما استثنينا الأطراف الشمالية والجنوبية لهذه القارة، وكذلك المناطق الجبلية المرتفعة فيها، ومن أهمها منطقة جبال أطلس وهضبة الحبشة وغيرها نجد أن المعدل السنوي لدرجة الحرارة في معظم أجزائها يزيد على 30 ْمئوية.
ويتأثر مناخ القارة فضلًا عما تقدم بتوزيع الماء واليابس من حولها، فبينما نجد أن كتلة أوراسيا تؤثر تأثيرًا واضحًا على مناخ الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية نجد أن هذا التأثير لا يكاد يظهر في المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء، اللهم إلا في مناطق محدودة في شرق القارة، وفيما عدا ذلك نلاحظ أن القسم الجنوبي تحيط به من الشرق والغرب والجنوب مساحات مائية عظيمة الاتساع تحول دون وصول المؤثرات القارية إلى هذا القسم من أي اتجاه من هذه الاتجاهات الثلاثة، وإن كان هذا لا يمنع بطبيعة الحال من أن تكون بعض الأجزاء الداخلية في هذا القسم ذات مناخ قاري بسبب بعدها النسبي عن البحار، خصوصًا إذا لاحظنا أن هناك مناطق مرتفعة تفصل بين هذه الأجزاء وبين الساحل.
وتعتبر قارة إفريقية ثاني قارة في العالم من حيث الاتساع بعد قارة آسيا، وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثين مليونًا من الكيلومترات المربعة، كما أنها تتميز عن بقية القارات بقلة تعاريج سواحلها قلة ظاهرة بدرجة لا تظهر في أي قارة أخرى وقد كان اتساع القارة بهذا الشكل مع قلة تعاريج سواحلها من أهم العوامل التي جعلت المؤثرات البحرية لا تتوغل فيها إلا لمسافات محدودة جدًّا، خصوصًا في القسم الشمالي منها لأنه أعظم اتساعًا بكثير من قسمها الجنوبي، فإذا أضفنا إلى ذلك صغر مساحة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط بالنسبة للمحيطات عامة أمكننا أن ندرك السبب في أن معظم شمال إفريقية تحتله أعظم صحاري العالم اتساعًا وأشدها جفافًا، أما في الجنوب فإن ضيق القارة وعدم وجود مساحات من اليابس قريبة منها قد أدى إلى صغر المساحة التي يظهر فيها المناخ الصحراوي في هذا القسم بخلاف الحال في الشمال.
ثانيًا- التيارات البحرية:
يتأثر مناخ السواحل الشرقية والسواحل الغربية للقارة ببعض التيارات البحرية التي لا يقتصر أثرها على درجة حرارة هذه السواحل، بل يظهر كذلك في رطوبة الجو وما يتبع هذه الرطوبة من مظاهر التكثف المختلفة، ففي الغرب نجد أن تياري الكناريا في الشمال وبنجويلا في الجنوب قد ساعدا كثيرًا على خفض درجة الحرارة على السواحل التي يمران بها، ويظهر أثر تيار الكناريا على طول الساحل الممتد ما بين بوغاز جبل طارق في الشمال وخط عرض 12ْ شمالًا في فصل الشتاء أو خط عرض 17ْ في فصل الصيف في الجنوب "تبعًا لتزحزح المناطق الحرارية العامة" وأهم الآثار المناخية لهذا التيار البارد هي خفض درجة الحرارة على السواحل التي يمر بها وزيادة احتمال ظهور الضباب كما أن هذا التيار يعتبر عاملًا مهمًّا في قلة الأمطار على نفس السواحل، ويمكننا أن ندرك مبلغ تأثير تيار الكناريا على درجة الحرارة إذا عرفنا أن درجة حرارة الهواء الذي يقع فوقه مباشرة قد تقل كثيرًا عن درجة حرارة الهواء على مسافة قصيرة في الداخل على نفس خط العرض، ويزداد الفرق بصفة خاصة في فصل الصيف نتيجة لاشتداد درجة حرارة اليابس، وتعمل الرياح التجارية الشمالية الشرقية، وهي الرياح السائدة في شمال القارة على خفض درجة حرارة المياه الساحلية بطريقة غير مباشرة، حيث إنها تعمل باستمرار عند خروجها من اليابس على إزاحة الطبقة السطحية من المياه المجاورة للساحل ودفعها بعيدًا عنه فتكشف بذلك الطبقة التي تحتها والتي تكون درجة حرارتها أقل من المياه السطحية، ولهذا فإن معدل درجة حرارة مياه الساحل تظل منخفضة بصفة عامة ولا تزيد في أي شهر من شهور السنة على 18 ْمئوية، بينما يزيد المعدل في كثير من الأجزاء الداخلية في الصحراء على 32 ْفي أشهر الصيف.
ولا يقل أثر تيار بنجويلا على مناخ القسم الجنوبي من الساحل الغربي عن أثر تيار الكناريا في الشمال فهو يعمل كذلك على خفض درجة حرارة السواحل التي يمر بها بصورة واضحة فضلًا عن أنه يساعد على كثرة ظهور الضباب وقلة الأمطار على هذه السواحل، وليس من شك في أن وجود تياري الكناريا وبنجويلا الباردين يعتبر من العوامل المهمة التي ساعدت على امتداد المناخ الصحراوي في شمال
إفريقية وجنوبها نحو الغرب لدرجة أن هذا المناخ يصل إلى ساحل المحيط الأطلسي مباشرة، ويلاحظ أن أثر تيار بنجويلا يظهر على الساحل الغربي لإفريقية الجنوبية ما بين خط الاستواء في الشمال ورأس الرجاء الصالح في الجنوب.
وإلى جانب تياري الكناريا وبنجويلا الباردين يتأثر الساحل الغربي لإفريقية بتيار آخر دافئ يعرف باسم تيار غانة، وهو تيار استوائي يظهر على الساحل الممتد بين النقطتين اللتين ينتهي عندهما أثر التيارين السابقين، أي ما بين خط الاستواء تقريبًا وخط عرض 12 ْشمالًا في الشتاء و17 ْشمالًا أيضًا في الصيف ويزيد معدل درجة حرارة مياه هذه التيار على 26 ْمئوية، ولهذا فإنها تكون عاملًا مساعدًا على رفع درجة الحرارة وزيادة كمية بخار الماء على السواحل التي تمر بها.
وإذا انتقلنا إلى الساحل الشرقي نلاحظ أن نظام التيارات البحرية يختلف في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف، وذلك لأن التيارات البحرية في القسم الشمالي من المحيط الهندي تتأثر باتجاه هبوب الرياح الموسمية التي تخرج من القارة الآسيوية نحو المحيط في فصل الشتاء والعكس في فصل الصيف، إلا أن هذا التأثير لا يكون واضحًا بالنسبة للتيارات البحرية التي توجد إلى الجنوب من خط الاستواء، فإلى الجنوب من هذا الخط بحوالي 15 ْتقريبًا يتحرك "تيار استوائي" ضخم من الشرق إلى الغرب، وعندما يصطدم هذا التيار بالساحل الشرقي لإفريقية "عند رأس دلجادو Delgado" ينقسم إلى قسمين أحدهما يتجه شمالًا، أما الثاني فيتجه نحو الجنوب، ويستمر هذا القسم الأخير في حركته حتى يصل إلى رأس الرجاء الصالح، وهنا يلتقي بتيار بنجويلا الذي سبق ذكره، وهذا التيار هو الذي يشتهر باسم تيار موزمبيق الحار، وتتراوح درجة حرارة مياهه في فصل الصيف "يناير" ما بين 30 ْمئوية عند نهايته الجنوبية و38 عند بدايته الشمالية، أما في فصل الشتاء "يوليو" فتتراوح درجة حرارة مياه هذا التيار في نفس المكانين بين 17 ْو26 ْ، وبمقارنة هذا التيار بتيار بنجويلا المقابل له على الساحل الغربي نجد أن درجة حرارة مياه التيار الأول تزيد في المتوسط بنحو 6 درجات مئوية عن درجة حرارة مياه التيار الثاني، ويلاحظ أن قسمًا من تيار موزمبيق ينحرف في شمال جزيرة مدغشقر ليمر بالسواحل الشرقية لهذه الجزيرة مما يساعد أيضًا على تدفئتها وعلى زيادة بخار الماء العالق بهوائها، أما القسم الذي يتجه نحو الشمال "من التيار الاستوائي الضخم" فيصل في جولته إلى خط الاستواء ثم يختلف اتجاهه بعد ذلك في القسم الواقع إلى الشمال من هذا الخط على حسب نظام الرياح الموسمية، ففي فصل الصيف تعمل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تتجه نحو آسيا على دفع مياه هذا التيار أمامها نحو الشمال إلى البحر العربي ومن ثم يسير التيار أمام سواحل إيران الجنوبية وسواحل الهند وبورما وغرب الملايو في حركة متفقة في اتجاهها مع حركة عقرب الساعة، وتبلغ سرعة التيار أمام سواحل الصومال شمال خط الاستواء أكثر من 6 كيلو مترات في الساعة وتكون درجة حرارة مياهه في هذه المنطقة مرتفعة حتى إنها تصل عند السطح إلى حوالي 28 ْمئوية أو أكثر، وقد ترتفع إلى 29 ْفي شهري إبريل ومايو، ولكن هناك ملاحظة مهمة يجب ألا نهملها عند الكلام على أثر هذا التيار البحري على مناخ الساحل الشرقي لإفريقية والساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، وهذه الملاحظة هي أن درجة حرارة المياه أمام هذه السواحل تكون عادة أقل من درجة حرارة المياه في داخل المحيط بعيدًا عن الشاطئ طول السنة، ويزداد الفرق بصفة خاصة في مايو وإبريل حيث تكون المياه الساحلية أبرد بنحو ثلاث درجات مئوية من مياه الداخل، ويرجع ذلك إلى أن المياه السطحية للتيار تميل للانحراف بعيدًا عن الساحل خصوصًا عند اشتداد الرياح الموسمية الجنوبية الغربية فيؤدي هذا إلى حدوث حركة انبثاق تؤدي إلى رفع المياه السفلية إلى أعلى في الأجزاء الملاصقة للساحل، وتكون هذه الظاهرة واضحة بصفة خاصة أمام الساحل الإفريقي مباشرة حوالي خط عرض 10 ْعند هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، ومن المرجح أن برودة المياه الساحلية بهذا الشكل تعتبر من العوامل التي تساعد على جفاف إقليم الصومال وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية.
أما في فصل الشتاء فينقلب نظام التيارات البحرية في شمال خط الاستواء، ويبدأ هذا الانقلاب في شهر نوفمبر عندما يبدأ هبوب الرياح الموسمية الشتوية من ناحية آسيا، حيث تؤدي هذه الرياح إلى تحرك المياه على طول الساحل الجنوبي لآسيا في اتجاه مضاد لاتجاه حركة عقرب الساعة، وتستمر هذه المياه في حركتها مع ساحل القرن الإفريقي حتى تصل إلى خط الاستواء ويكون اتجاه حركة تيار الماء أمام هذا الساحل من الشمال الشرقي، وتكون درجة حرارة مياهه أقل من درجة حرارة مياه الأجزاء الداخلية من المحيط بحوالي درجة ونصف درجة مئوية، وترجع هذه البرودة النسبية إلى عاملين هما برودة فصل الشتاء نفسه بالإضافة إلى أن المياه تتحرك نحو خط الاستواء، أي نحو مناطق أشد حرارة من المناطق التي تأتي منها.
ويستمر نظام التيارات بهذا الشكل حتى شهر فبراير، وعلى الرغم من أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية لا تكون عندئذ قد بدأت هبوبها بعد فإن دورة التيارات البحرية تبدأ في الانعكاس في هذا الشهر لتأخذ اتجاهًا متفقًا مع اتجاه حركة عقرب الساعة، وتكون هذه التيارات بطيئة في أول الأمر، ولكن سرعتها تزداد بمجرد بدء هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية.
أما أثر البحر الأحمر على مناخ السواحل الشرقية لإفريقية فمحدود جدًّا بسبب صغر مساحته مع ملاحظة أن هذا الأثر يكون أقل وضوحًا في فصل الصيف منه في فصل الشتاء؛ لأن البحر الأحمر يعتبر من البحار الدافئة طول السنة، ولهذا فإن تأثيره الملطف على درجة حرارة السواحل المطلة عليه يكون محدودًا جدًّا، ويتراوح درجة حرارة سطح الماء lفي القسم الشمالي من هذا البحر ما بين 22ْ في يناير و27ْمئوية في يوليو، أما في القسم الجنوبي منه فتتراوح درجة حرارة المياه السطحية ما بين 28ْ في يناير و32ْ في يوليو، ولكن على الرغم من الارتفاع الشديد لدرجة حرارة مياه هذا البحر في فصل الصيف فإنها تكون على أي حال أقل من درجة حرارة السواحل المجاورة.
وبخلاف الحال بالنسبة للبحر الأحمر نلاحظ أن البحر المتوسط له أثر عظيم على مظاهر الجو وأحوال المناخ في معظم شمال إفريقية، ففي فصل الشتاء يساعد الدفء النسبي لمياه هذا البحر على ظهور منطقة من الضغط المنخفض فوقه كما يساعد على تدفئة السواحل المجاورة وعلى زيادة أمطارها؛ إذ إن الرياح التي تمر على هذه المياه تكون عادة محملة بكميات كبيرة من بخار الماء. أما في فصل الصيف فتنعكس الآية ويكون البحر أقل حرارة من اليابس المحيط به، ويساعد ذلك على امتداد الضغط المرتفع الآزوري عليه من ناحية الغرب وتكون الرياح السائدة على شمال إفريقية في هذا الفصل هي الرياح التجارية الشمالية الشرقية، وعلى الرغم من مرور هذه الرياح على مياه البحر المتوسط قبل وصولها إلى السواحل الشمالية فإنها تكون عديمة الأمطار لأنها تنتقل إلى مناطق أشد حرارة بكثير من حرارة البحر المتوسط نفسه، ويعتبر هذا العامل من الأسباب المهمة التي كان لها دخل في وجود الصحراء الكبرى.
ومما يلاحظ أن مياه البحر المتوسط لا تبرد برودة سريعة عقب انتهاء فصل الصيف بل إنها تظل محتفظة في فصل الخريف بكثير من حرارتها، ولهذا فإن درجة حرارتها في هذا الفصل تكون عادة أعلى من فصل الربيع الذي تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع خلاله ببطء شديد.

ثالثا: التضاريس:
تختلف إفريقية عن غيرها من القارات في عدم وجود سلاسل جبلية كبرى بها من نوع الهيمالايا والألب والإنديز والروكي ولذلك فإنه بدلًا من الانتقال المناخي المفاجئ الذي يسببه وجود مثل هذه السلاسل نجد أن الأنواع المناخية المختلفة في القارة الإفريقية يتداخل بعضها في بعض بحيث يكون الانتقال تدريجيًّا من نوع إلى آخر. كما يلاحظ من ناحية أخرى أن المناطق السهلية التي يقل ارتفاعها عن 3000 متر فوق سطح البحر قليلة المساحة أيضًا؛ إذ إن ارتفاع القسم الأكبر من هذه القارة يتراوح بين 300 و1300 متر فوق سطح البحر، وفيما عدا جبال أطلس نلاحظ أن معظم الأقاليم المرتفعة في إفريقية موجودة بشكل نطاق عظيم يشغل معظم جنوب القارة وشرقها. ويمكننا أن نلخص أهم الأقسام التضاريسية في إفريقية فيما يلي:
1- سلاسل جبال أطلس وهضبة الشطوط وهي تفصل فصلًا يكاد يكون تامًّا بين مناخ البحر المتوسط في شمالها والمناخ الصحراوي إلى الجنوب منها، وأعظم هذه السلاسل ارتفاعًا في سلسلة أطلس العظمى في مراكش حيث يصل ارتفاع بعض قممها إلى حوالي 3000 متر أو أكثر.
شكل "94" تضاريس إفريقية.
2- الصحراء الكبرى وهي في جملتها عبارة عن هضبة لا يزيد ارتفاعها على 900 متر إلا في مواضع قليلة حيث تبرز فوقها بعض المرتفعات التي قد يزيد ارتفاعها على 2400 متر، ومن أمثلتها مرتفعات تيبستي والحجار، وإن وجود هذه المرتفعات قد ساعد على وجود مناطق مناخية أقل جفافًا نوعًا ما من مناخ الصحراء التي حولها.
3- مرتفعات شرق القارة ويتكون منها نطاق عظيم يشمل مرتفعات تنزانيا وهضبة البحيرات وهضبة الحبشة وجبال البحر الأحمر.
4- مرتفعات الكاميرون وغانة الجنوبية، وهي تفصل حوض الكونغو عن المحيط الأطلسي.
5- أحواض جنوب القارة وهي عبارة عن مناطق منخفضة نسبيًّا عن المستوى العام للهضبة الجنوبية، ومن أهمها حوض الكونغو وحوض كلهاري، وإن انخفاض هذه الأحواض عما حولها يجعل فرصة وصول الرياح الممطرة إليها ضعيفة بصفة عامة.
6- الهضبة الجنوبية ويزيد ارتفاعها عمومًا على 1200 متر، وتوجد أعلى مناطقها في الشرق، ويتناقص الارتفاع بصفة عامة كلما اتجهنا غربًا.
7- المرتفعات الموجودة في إفريقيا الشمالية، ومن أهمها مرتفعات تيبستي والحجار في الصحراء الكبرى ومرتفعات غانة الغربية التي تشمل هضبة فوتاجالون في أقصى غرب إقليم ساحل غانة ثم مرتفعات كردفان ودرافور في السودان، وكل هذه المرتفعات تكون أكثر أمطارًا من المناطق التي حولها والتي تقل عنها في الارتفاع.
رابعًا- توزيع الضغط الجوي على القارة:
يتأثر مناخ القارة بحركة الشمس الظاهرية نحو الجنوب في نصف السنة الشتوي ونحو الشمال في نصفها الصيفي، ويظهر هذا واضحًا في توزيع الضغط الجوي ونظام هبوب الرياح على أجزائها المختلفة، فبالنظر إلى خريطتي الضغط الجوي والرياح لفصلي الصيف والشتاء الشماليين "كما تمثلهما خريطتا يوليو ويناير" نلاحظ وجود بعض المظاهر العامة التي يمكن إجمالها فيا يلي:
أ- الحالة في فصل الصيف "يوليو":
في هذا الفصل يكون توزيع مناطق الضغط الجوي الكبرى التي تؤثر في مناخ القارة كما يأتي:
1- نطاق من الضغط المنخفض يمتد على الصحراء الكبرى بسبب شدة الحرارة ويصل في امتداده نحو الجنوب حتى يتصل بنطاق الضغط المنخفض الاستوائي الذي يتزحزح شمالًا في هذا الفصل، ويتكون من النطاقين معًا نطاق عظيم يشمل معظم القسم الشمالي من إفريقية ويكون مركزه ممتدًا بين خطي عرض 15ْ و20ْ شمالًا على وجه التقريب.
2- نطاق الضغط المرتفع الآزوري، الذي يتسع نطاقه على المحيط الأطلسي الشمالي في هذا الفصل، ويمتد منه ذراع عظيم على جنوب أوروبا وحوض البحر المتوسط، ومن هذا النطاق تهب الرياح التجارية الشمالية الشرقية نحو مركز الضغط المنخفض الذي سبق ذكره، وهذه الرياح هي التي تكون سائدة على السواحل الجنوبية للبحر المتوسط ومعظم شمال القارة.
3- نطاق الضغط المرتفع وراء مدار الجدي، وهو يتزحزح قليلًا نحو الشمال في هذا الفصل ويكون ممتدًا بدون انقطاع على جنوب القارة وعلى المحيط الهندي من جهة والمحيط الأطلسي الجنوبي من جهة أخرى، وتهب الرياح الشمالية الغربية من هذا النطاق على قسم صغير من الطرف الجنوبي الغربي للقارة أي على إقليم رأس الرجاء الصالح، وتؤدي هذه الرياح بما يصاحبها من منخفضات جوية إلى سقوط الأمطار الشتوية.
وفيما عدا هذا القسم نلاحظ أن الهضبة الجنوبية بأكملها تقريبًا تسودها الرياح التجارية الجنوبية الشرقية التي تهب من نفس نطاق الضغط المرتفع متجهة نحو الضغط المنخفض الاستوائي، وتستمر في هبوبها نحو الشمال حتى بعد خط الاستواء، ولكن بعد عبورها لهذا الخط تواصل هبوبها حتى حوالي خط عرض 20 شمالًا. ويكون اتجاهها عندئذ جنوبيًّا غربيًّا.
ب- الحالة في فصل الشتاء "يناير":
في هذا الفصل تتزحزح مناطق الضغط الجوي بصفة عامة نحو الجنوب تبعًا لحركة الشمس الظاهرية ويطرأ عليها في نفس الوقت كثير من التغيرات سواء على القارة أو على الأقاليم المحيطة بها. ويكون توزيعها مختلفًا من بعض الوجوه عما كان عليه في فصل الصيف بسبب الاختلاف الذي يطرأ على توزيع المناطق الحرارية سواء على القارة نفسها.
أو على المحيطات والقارات الأخرى المحيطة بها، ويمكننا أن نلخص نظام الضغط الجوي على القارة في هذا الفصل كما يلي:
1- الضغط المرتفع الآزوري الذي يمتد في هذا الفصل على شمال إفريقية ويتكون منه نطاق عظيم الاتساع يقع إلى الجنوب من السواحل الشمالية للقارة ويكون مركزه واقعًا في جنوب جبال أطلس.
2- الضغط المنخفض الذي يتكون على البحر المتوسط نتيجة لدفئه بالنسبة لليابس المحيط به، وتهب الرياح الجنوبية الغربية نحو هذا الضغط المنخفض من منطقة الضغط المرتفع التي سبق ذكرها، وهذه الرياح هي التي تكون سائدة على السواحل الشمالية لإفريقية.
وتغزو البحر المتوسط في هذا الفصل كثير من المنخفضات الجوية التي تتحرك على طوله من الغرب إلى الشرق وتكون سببًا في سقوط معظم الأمطار الشتوية التي تصيب الأطراف الشمالية للقارة.
3- نطاق الضغط المنخفض الاستوائي، وهو على الرغم من تزحزحه نحو الجنوب في هذا الفصل فإنه لا ينتقل بأكمله إلى الجنوب من خط الاستواء بل يظل معظمه واقعًا إلى الشمال من هذا الخط بصفة عامة خصوصًا في الغرب حيث نجد أنه يمتد إلى الشمال مباشرة من خط عرض 5ْ شمالًا، والسبب في ذلك يرجع إلى عظم اتساع القارة في الشمال مما يجعل المناطق المدارية الشمالية ذات الحرارة مرتفعة طول السنة حتى في فصل الشتاء، وباستثناء السواحل الشمالية نلاحظ أن معظم القسم الشمالي من إفريقية تسوده الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تهب من نطاق الضغط المرتفع الآزوري الذي سبق ذكره في الشمال نحو نطاق الضغط المنخفض الاستوائي في الجنوب.
4- منطقة الضغط المنخفض التي تتكون في هذا الفصل على جنوب القارة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ويلاحظ أن هذه المنطقة تمتد نحو الشمال حتى تتصل بنطاق الضغط المنخفض الاستوائي، ويتكون من المنطقتين نطاق واحد يقع مركزه حول خط الاستواء ويكون له أثر واضح في اجتذاب الرياح التجارية الشمالية الشرقية من جهة والرياح التجارية الجنوبية الشرقية من نطاق الضغط المرتفع وراء مدار من جهة أخرى.
5- نطاق الضغط المرتفع وراء مدار الجدي، ويلاحظ أن هذا النطاق يكون له في هذا الفصل مركزان منفصلان يقع أحدهما على المحيط الهندي، ويقع الثاني على المحيط الأطلسي، وتفصل بينهما منطقة الضغط المنخفض التي تتكون على جنوب القارة، ومما يلاحظ أن هذا النطاق يتزحزح في هذا الفصل نحو الجنوب بحيث يمتد عمومًا حول خط عرض 35ْ، ولهذا السبب نجد أن كل جنوب القارة يقع في نطاق الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، وتختفي الرياح الغربية التي كانت تهب في الفصل السابق على إقليم رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي الغربي.
ونظرًا لأن الضغط المنخفض الاستوائي في غرب القارة يظل في هذا الفصل واقعًا إلى الشمال من ساحل غانة فإن الرياح التجارية الجنوبية الشرقية تضطر لعبور خط الاستواء بحيث تنحرف وتصير جنوبية غربية كما يحدث في فصل الصيف "يوليو" ولكنها لا تمتد في هبوبها نحو الشمال إلى أبعد من خط عرض 10ْ شمالًا بينما يصل هبوبها في فصل الصيف إلى حوالي خط عرض 20ْ شمالًا.
ومما يلاحظ أيضًا أن وجود الضغط المنخفض على جنوب القارة يؤدي إلى ضعف الرياح التجارية وعدم انتظام هبوبها على الساحل الغربي إلى الجنوب من خط الاستواء، وهذا هو السبب في أن الرياح التي تسود على هذا الساحل في فصل الصيف الجنوبي تكون ما بين الجنوبية والجنوبية الغربية والغربية.

خامسًا: الكتل الهوائية التي تؤثر في مناخ القارة:
لا توجد في الوقت الحاضر بيانات وافية عن أنواع الكتل الهوائية التي تؤثر في مناخ الأقاليم المختلفة للقارة الإفريقية، ولكننا مع ذلك نستطيع أن نكون فكرة عامة عن هذه الكتل على أساس نظام هبوب الرياح وتوزيع درجة الحرارة في الفصول المختلفة، سواء على القارة نفسها أو على اليابس والماء والمحيط بها.
وكما هو المتوقع نلاحظ أن الكتل الهوائية المدارية هي أكثر أنواع الكتل الهوائية تأثيرًا على مناخ القسم الأكبر من القارة بينما يقتصر أثر الكتل الهوائية القطبية على مناطق محدودة في أطرافها الشمالية والجنوبية، ويمكننا أن نذكر باختصار أهم أنواع الهواء التي تؤثر في مناخ إفريقية بصفة عامة كما يأتي:
الهواء المداري, وهو إما يكون مداريًّا بحريًّا "mt" مصدره المحيط الأطلسي الجنوبي من ناحية والمحيط الهندي من ناحية أخرى، أما مداريًّا قاريًّا "ct" ينشأ على القارة نفسها أو يصل إليها من أوروبا وآسيا.
الهواء القطبي وهو إما أن يكون قطبيًّا بحريًّا مصدره المحيط الأطلسي الشمالي أو قطبيًّا قاريًّا مصدره السهول الوسطى والشمالية لأوروبا.
ومما يلاحظ أن كل نوع من الأنواع السابقة قد يوصف بأنه مستقر أو غير مستقر على حسب الاختلاف بين درجة حرارته ودرجة حرارة المناطق التي ينتقل إليها، فالهواء المستقر هو الذي تكون درجة حرارة المنطقة التي يصل إليها أقل من درجة حرارته ويرمز له بالحرف "w" والعكس في حالة الهواء غير المستقر الذي يرمز له بالحرف "k". وعلى هذا الأساس نجد، على سبيل المثال أن هناك نوعين من الهواء المداري البحري أحدهما مستقر "Mtw" والآخر غير مستقر "mtk".
ويمكننا أن نلقي نظرة عامة على توزيع الأنواع المختلفة من الهواء على قارة إفريقية في الشتاء والصيف كما يلي:
أولًا: فصل الشتاء "يناير":
أ- الهواء المداري:
تعتبر الصحراء الكبرى بسبب اتساعها وانسجام سطحها بصفة عامة من أهم مناطق نشأة الكتل الهوائية المدارية القارية في العالم ct، ويتميز هواؤها بأنه شديد الجفاف طول السنة، وبأنه شديد الحرارة في فصل الصيف ومائل للبرودة في فصل الشتاء، وهذا هو الهواء الذي يسيطر في فصل الشتاء على الأحوال الجوية في كل شمال إفريقية تقريبًا حتى قرب خط الاستواء، ولهذا فإن معظم هذا القسم من القارة يسوده في هذا الفصل جو صحو عديم الأمطار خصوصًا في العروض المحصورة بين خطي عرض 15 ْو30 ْشمالًا, أما في المناطق الممتدة على طول البحر المتوسط في الشمال وعلى طول ساحل غانة في الجنوب فإن هذا الهواء يؤدي في كثير من الأحيان إلى ظهور السحب وسقوط بعض الأمطار خصوصًا عندما يلتقي بجبهة باردة حيث إنه يضطر في هذه الحالة للارتفاع فوق هذه الجبهة.
وفي جنوب القارة ينشأ الهواء المداري كذلك في منطقة حوض كلهاري ولكن على نطاق أضيق مما يحدث في الصحراء الكبرى، ويسيطر هذا الهواء بصفة خاصة على جنوب غرب إفريقية، ونظرًا لشدة الحرارة في جنوب القارة في هذا الفصل "الصيف الجنوبي" فإن التيارات الهوائية الصاعدة تكون نشطة في هذا النوع من الهواء ويؤدي ذلك إلى سقوط بعض الأمطار، ولكنها تكون قليلة بسبب قلة بخار الماء الذي يحمله الهواء "المداري القاري".
أما الهواء المداري البحري فيظهر أثره بوضوح في منطقتين مختلفتين من إفريقية وهما:
1- السواحل الشرقية ما بين رأس الرجاء الصالح في الجنوب وخط عرض 5 ْجنوبًا في الشمال فإلى هذه السواحل يصل هواء مداري بحري غير مستقر MTK من المحيط الهندي مع الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، ويكون هذا الهواء محملًا بكميات كبيرة من بخار الماء، ونظرًا لأن جنوب القارة يكون شديد الحرارة في هذا الفصل فإن هذا يساعد على زيادة حالة عدم الاستقرار في الهواء عند انتقاله من البحر إلى اليابس، ويترتب على ذلك سقوط كثير من الأمطار على السواحل وعلى المنحدرات الشرقية للجبال والهضاب المتاخمة لهذه السواحل أو القريبة منها.

ساحل غانة حيث يؤدي الهواء المداري غير المستقر إلى سقوط كميات كبيرة من الأمطار.
ويلاحظ أن السواحل الشرقية لإفريقيا إلى الشمال من خط الاستواء يصلها من آسيا نوع من الهواء المداري القاري ct، إلا أن مرور هذا الهواء على المياه الدافئة للبحر العربي يجعل الطبقات السفلى منه تكتسب بعض صفات الهواء المداري البحري MT، ولهذا فإنه يكون سببًا في سقوط قليل من الأمطار على هذه السواحل، ولكن يلاحظ أن الطبقات العليا من هذا الهواء تظل محتفظة بصفات الهواء المداري القاري، حيث إن مساحة البحر العربي ليست كبيرة بدرجة تكفي لأن تغير صفات الهواء كله في جميع طبقاته.
ب-الهواء القطبي:
نظرًا لأن القارة الإفريقية في معظمها واقعة في العروض الحارة فإن تأثير الهواء القطبي في مناخها يكون أقل بكثير من تأثير الهواء المداري، ولذلك فإن أثر الهواء القطبي يقتصر غالبًا على الأطراف الجنوبية للقارة، ففي فصل الشتاء الشمالي نجد أن مرور المنخفضات الجوية على البحر المتوسط من الغرب إلى الشرق يؤدي إلى وصول تيارات من الهواء القطبي البحري MP في مؤخره هذه الانخفاضات إلى السواحل الشمالية الغربية لإفريقية، حيث يؤدي وصولها إلى سقوط الأمطار على هذه السواحل، وتكثر الأمطار بصفة خاصة على المنحدرات الشمالية والغربية، ومصدر هذا الهواء هو الكتل الهوائية القطبية البحرية التي تتكون على المحيط الأطلسي الشمالي، وقد يصل أثره في بعض الأحيان إلى السواحل الشمالية لجمهورية مصر العربية وليبيا حيث يؤدي إلى سقوط بعض الأمطار.
ولكن يلاحظ أن معظم الهواء القطبي الذي يصل إلى هذه السواحل الأخيرة في الشتاء يكون في الأصل من النوع القاري CP الذي ينشأ على السهول الوسطى والشمالية لأوروبا، ولكن مروره على المياه الدافئة للبحر المتوسط يؤدي إلى رفع درجة الحرارة الطبقة السفلى منه وارتفاع نسبة بخار الماء بها، كما يؤدي إلى ظهور حالة عدم استقرار في هذا الهواء، ولهذا فإنه يكون سببًا في سقوط بعض الأمطار على شمال ليبيا ومصر. وهو يأتي عادة في مؤخرة المنخفضات الجوية التي تغزو البحر المتوسط من ناحية الغرب في فصل الشتاء وكثيرًا ما تصحبه موجات من البرد شديدة القسوة.
ثالثًا- فصل الصيف "يوليو":
الهواء المداري:
تظل الصحراء الكبرى في هذا الفصل أيضًا مركزًا لنشأة الهواء المداري القاري CT، الذي يكون شديد الحرارة والجفاف، وعلى الرغم من أن اشتداد الحرارة في الصحراء يؤدي إلى عدم استقرار هذا الهواء إلا أن صغر كمية الرطوبة العالقة به لا تسمح إلا بسقوط كميات قليلة جدًّا من الأمطار. ويصل إلى السواحل الشمالية للقارة في هذا الفصل من ناحية البحر المتوسط نوع معدل من الهواء المداري القاري مصدره الأجزاء الجنوبية من أوروبا، ورغم أن هذا الهواء يمر فوق مياه البحر المتوسط فإنه يظل محتفظًا في معظم قطاعاته بالصفات القارية، إلا في أجزائه السفلى التي تزداد فيها نسبة بخار الماء, ولكن هذه الزيادة لا تظهر في الطبقات العليا منه؛ لأن البحر المتوسط يكون عندئذ مركزًا لضغط مرتفع يميل فيه الهواء للهبوط إلى أسفل، ولذلك فإن هذا الهواء يكون رغم الرطوبة التي يحملها في أجزائه السفلى، مصحوبًا بجو صحو عديم السحب بسبب جفاف الطبقات العليا منه، وإذا ما انتقلنا إلى جنوب القارة نلاحظ أن الهواء المداري القاري الذي يظهر هنا في هذا الفصل "الشتاء الجنوبي" يكون أميل للبرودة كما يكون أكثر استقرارًا من الهواء المداري القاري الذي رأيناه في الشمال.
أما الهواء المداري البحري فيكون في فصل الصيف سائدًا في النطاق المحصور بين خطي عرض 5 ْو15 ْشمال خط الاستواء، وهو يأتي من المحيط الأطلسي من الرياح الجنوبية الغربية التي يتسع نطاق هبوبها في هذا الفصل بسبب تزحزح نطاق الضغط المنخفض الاستوائي نحو الشمال. ونظرًا لاشتداد حرارة اليابس فإن الهواء الذي ينتقل إليه يصبح في حالة عدم استقرار ويكون سببًا في سقوط أمطار غزيرة خصوصًا على ساحل غانة ومنحدرات الجبال المواجهة لهبوب الرياح الجنوبية الغربية، كما هي الحال على المنحدرات الجنوبية لمرتفعات غانة الغربية "فوتاجالون" والمنحدرات الغربية لجبال الكاميرون.
يلاحظ أن الهواء المداري البحري يظهر كذلك في هذا الفصل "الشتاء الجنوبي" على القسم الشرقي من جنوب القارة ما بين خط الاستواء وخط عرض 30 ْجنوبًا تقريبًا، ولكن نظرًا لبرودة اليابس فإن هذا الهواء يكون أقرب إلى الاستقرار، ويكون بالتالي قليل الأمطار. كما يسود هذا الهواء أيضًا على السواحل الشمالية الغربية للقارة وعلى سواحلها الغربية في القسم الواقع إلى الجنوب من خط الاستواء، إلا أن هذا الهواء يكون كذلك من النوع المستقر الذي لا يساعد على سقوط أمطار كثيرة.
الهواء القطبي:
كما هي الحال في فصل الشتاء يلاحظ أن أثر الهواء القطبي في مناخ القارة في فصل الصيف يقتصر على مناطق محدودة جدًّا منها، ففي أقصى الجنوب يظهر نوع معدل من الهواء القطبي القاري البحري الدافئ الذي يساعد على سقوط الأمطار، وتحمله إلى جنوب القارة الرياح الجنوبية الغربية بعد مرورها على مسطحات مائية واسعة، وهذا الهواء هو الذي يسبب الأمطار الشتوية في إقليم رأس الرجاء الصالح وفي ناتال.

الأقسام المناخية لإفريقيا
مدخل
...
12- 2- الأقسام المناخية لإفريقيا:
لا تزال القارة الإفريقية محتاجة إلى مزيد من محطات الأرصاد الجوية اللازمة لجمع البيانات المختلفة التي تساعد على دراسة الأحوال المناخية فيها دراسة أكثر تفصيلًا من الدراسة الحالية، حيث إننا ما زلنا نجد في هذه القارة مساحات واسعة خالية من مثل هذه المحطات، ومع ذلك فإننا نستطيع بناء على ما لدينا من بيانات أن نقسم القارة إلى عدد من الأقاليم المناخية، وقد سبق أن أوضحنا كيف أن الموقع الفلكي لإفريقيا قد أخرجها تمامًا من نطاق الأقاليم الباردة والمعتدلة الباردة، ومعنى هذا بعبارة أخرى أن القارة تدخل كلها في نطاق المناخ الحار والمناخ المعتدل الدافئ، ويمكننا أن نحدد المناطق التي تدخل في كل نطاق من هذين النطاقين كما يلي:
أولًا- المناخ الحار وينقسم إلى خمسة أقسام كما يأتي:
أ- المناخ الاستوائي ويشمل حوض الكونغو وساحل غانة وقسمًا من الساحل الشرقي إلى الجنوب مباشرة من خط الاستواء.
ب- المناخ المداري القاري، ويشمل نطاقًا عظيمًا يحيط بالإقليم الاستوائي من ناحيتي الشمال والجنوب، كما يحيط به من ناحية الشرق حيث يشمل هضبة البحيرات الاستوائية.
ج- المناخ المداري البحري، ويشمل معظم الساحل الشرقي للقارة إلى الجنوب من خط الاستواء، كما يشمل الساحل الشرقي لجزيرة مدغشقر.
د- المناخ المداري الموسمي، ويشمل هضبة الحبشة.
هـ- مناخ الصحاري الحارة، ويشمل الصحراء الكبرى وصحراء كلهاري وصحراء ناميبيا الساحلية
ثانيًا: المناخ المعتدل الدافئ، وينقسم إلى قسمين كما يأتي:
مناخ البحر المتوسط الذي يتمثل بصفة خاصة على طول السواحل الشمالية للقارة خصوصًا في الشمال الغربي وكذلك في منطقة رأس الرجاء الصالح.
ب- مناخ ناتال، وهو يمثل المناخ المعتدل الدافئ في شرق القارات.

الأقاليم الحارة
المناخ الاستوائي
...
12- 2- 1- الأقاليم الحارة:
أ- المناخ الاستوائي:
حوض الكونغو:
يتكون القسم الأوسط من هذا الحوض من سهل منبسط يمتد حول نهر الكونغو نفسه وحول الأجزاء الوسطى والدنيا من روافده، ويبلغ ارتفاع هذا السهل حوالي 300 متر فوق مستوى سطح البحر، وتنمو به غابات كثيفة دائمة الخضرة تتخللها في مواضع متفرقة مناطق صغيرة يقوم فيها الوطنيون ببعض الزراعة المتنقلة، وتحيط بهذا القسم من جميع الجهات أراض مرتفعة يزيد ارتفاعها بصفة خاصة من ناحية الشرق حيث تمتد الحافة الغربية للفرع الغربي من الوادي الانكساري العظيم، ويتراوح ارتفاعها ما بين 2000 و3000 متر، وأعلى نقطة فيها هي جبال روونزوري التي يبلغ ارتفاعها حوالي 5120 مترًا، ويتدرج الارتفاع كذلك كلما اتجهنا جنوبًا حتى إنه يتراوح في معظم النصف الجنوبي من الحوض ما بين 500 و1000 متر وقد يصل في بعض الأماكن إلى أكثر من 1200متر، كما هي الحال حول مدينة إليزابيث فيل في الجنوب الشرق، والمظهر النباتي السائد في القسم الجنوبي المرتفع نسبيًّا من الحوض هو السفانا الكثيفة التي تتغطى بها في بعض المناطق مساحات شاسعة وغير منقطعة.
ويقطع خط الاستواء القسم الشمالي من الحوض حيث يمر بشلالات إستانلي، وهذا القسم هو الذي يمثل المناخ الاستوائي الحقيقي، وهو يمتد من شمال الحوض حتى خط عرض 5 ْجنوبًا ولكن نظرًا لأن الارتفاع عن سطح البحر لا يقل عن 300 متر فإن المناخ الاستوائي السائد هنا يكون أقل حرارة نوعًا ما من المناخ الاستوائي الذي يظهر في المستويات القريبة من سطح البحر، وحيثما يزيد الارتفاع عن ذلك يختفي المناخ الاستوائي الحقيقي وتحل محله أنواع معدلة من المناخ المداري، وقد تظهر بعض أنواع المناخ البارد على القمم المرتفعة التي توجد على الحافة الشرقية للحوض.
ومن الطبيعي أن يكون الهواء الذي يسود في حوض الكونغو هو الهواء المداري خصوصًا الهواء المداري البحري الذي يصل إليه من المحيط الأطلسي الجنوبي في الغرب ومن المحيط الهندي في الشرق، أما الهواء المداري القاري فعلى الرغم من أنه يصل كذلك إلى حوض الكونغو من المناطق الواقعة إلى الشمال منه إلا أن ذلك مقصور على بعض أشهر فصل الشتاء "يناير"K حيث يصل بعض هذا الهواء إلى القسم الشمالي والأوسط من الحوض، وفي نفس هذا الفصل يتأثر مناخ القسم الجنوبي الغربي من حوض الكونغو بتيارات مماثلة تصل إليه من المحيط الهندي، وهذا الهواء المداري الرطب، سواء منه ما يصل من المحيط الأطلسي أو ما يصل من المحيط الهندي، وهو المصدر الذي يغذي الأمطار التي تسقط على حوض الكونغو في هذا الفصل "الشتاء الشمالي".
أما في فصل الصيف فيختفي الهواء المداري القاري من حوض الكونغو تمامًا، ويحل محله الهواء المداري البحري خصوصًا الهواء الذي يأتي من المحيط الأطلسي وذلك لأن اشتداد عمق الضغط المنخفض الذي يتكون على الصحراء الكبرى في هذا الفصل يساعد على اجتذاب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب من ناحية هذا المحيط وعلى زيادة سرعتها نسبيًّا، والهواء الرطب الذي تحمله هذه الرياح هو المصدر الذي تأتي منه الأمطار التي تسقط في الفترة من إبريل إلى أكتوبر "الصيف الشمالي".
ويلاحظ عمومًا أن الرياح السائدة على حوض الكونغو أغلبها رياح خفيفة كما أن فترات سكون الهواء كثيرة جدًّا، ومع كل هذا فإن الإقليم يتعرض في فصلي الربيع والخريف، وهما فصلا تعامد الشمس على خط الاستواء لظهور عواصف شديدة تشتهر باسم الترنادو، وهي من نفس نوع عواصف الترنادو "شكل 99" النباتات الطبيعية في إفريقية.
التي تظهر على ساحل غانة، ويشتد هبوب الرياح عند ظهورها، وقد تصل سرعتها إلى 75 كيلو مترًا في الساعة أو أكثر، وهي تظهر غالبا بعد منتصف النهار أي في أشد الساعات حرارة، وهي تتحرك بعد نشأتها عمومًا من الشرق إلى الغرب.
وإذا نظرنا إلى إحصاءات المطر نجد أن حوض الكونغو على الرغم من وقوعه حول خط الاستواء فإنه أقل مطرًا من حوض الأمزون المقابل له في أمريكا الجنوبية، وذلك لأن معظم الرطوبة التي يحملها هواء المحيط الهندي تسقط أمطارها على الحافات الشرقية للهضاب التي تقف في طريقها قبل وصولها إلى حوض الكونغو، ويبلغ معدل الأمطار التي تسقط على معظم أجزاء الحوض حوالي 135 سنتيمترًا في السنة مقابل 175 إلى 200 سنتيمتر في حوض الأمزون، وهي مع ذلك تكفي لأن تجعل نهر الكونغو يأتي في المرتبة الثانية من بين أنهار العالم بعد بهر الأمزون من حيث كمية المياه التي تحملها1. ولقد كان من نتائج موقع حوض الكونغو حول خط الاستواء أن أصبح موسم زيادة الأمطار في القسم الشمالي منه مختلفًا عن موسم زيادتها في قسمه الجنوبي، وقد ترتب على هذه الظاهرة أن أصبح لهذا النهر موسمان للفيضان، أحدهما في شهر مايو "في القسم الشمالي" والثاني في شهر ديسمبر "في القسم الجنوبي" ولهذا فإن مستوى المياه فيه لا يهبط في أي شهر من الشهور إلى درجة تعوق الملاحة.
أ- درجة الحرارة "بالدرجات المئوية"2:
ب- الأمطار "بالسنتيمترات":
ساحل غانة:
على الرغم من أن المناخ السائد على هذا الساحل ينتمي في جملته إلى النوع الاستوائي، فإن له طابعًا موسميًّا خاصًّا، حيث إن الساحل يتعرض طول السنة لهبوب الرياح الجنوبية الغربية التي كانت في الأصل تجارية جنوبية شرقية ثم انحرفت بعد عبورها لخط الاستواء، وهي ظاهرة مستمرة طول السنة بسبب اتساع القارة الإفريقية اتساعًا واضحًا إلى الشمال مباشرة من ساحل غانة، فقد ترتب على هذا الاتساع أن أصبح القسم الجنوبي من الصحراء الكبرى والأراضي الواقعة إلى الشمال من ساحل غانة مرتفعة الحرارة، حتى في فصل الشتاء بالنسبة للمحيط الأطلسي، وكانت نتيجة ذلك أن ظل مركز الضغط المنخفض واقعًا طول السنة إلى الشمال من ساحل غانة، ولو أنه يتزحزح شمالًا في يوليو حتى يقع بين خطي عرض 10 ْو15 ْشمالًا، ثم يعود فيتزحزح جنوبًا في يناير حتى يقع على امتداد الساحل نفسه، وليس من شك في أن هبوب الرياح الجنوبية الغربية على ساحل غانة طول السنة قد زاد من قسوة الأحوال المناخية على هذا الساحل الذي اجتمعت فيه الحرارة الشديدة مع الرطوبة المرتفعة، حتى إنه كان يشتهر لهذا السبب باسم "مقبرة الرجل الأبيض" ولا يكاد الأثر الملطف الذي تأتي به الرياح التجارية الشمالية الشرقية الجافة يصل إلى الساحل إلا في فترات قليلة عندما تهب رياح الهارمتان المعروفة، وينطبق هذا عمومًا على كل النطاق الواقع إلى الجنوب من خط عرض مدينة فري تاون في سيراليون، أما إلى الشمال من هذا الخط فإن أثر الرياح التجارية الشمالية الشرقية في تلطيف المناخ يكون واضحًا نسبيًّا.
وتسقط الأمطار على ساحل غانة طول السنة بسبب التيارات الصاعدة من ناحية وهبوب الرياح الجنوبية الغربية من ناحية أخرى، إلا أن كمية المطر تختلف من مكان إلى آخر على طول الساحل على حسب الظروف المحلية فبينما يصل المعدل السنوي في فري تاوي إلى 438 سنتيمترًا، وفي كوناكري إلى 175 سنتيمترًا، بسبب وجود مرتفعات فوتا جالون قرب الساحل، كما يصل إلى 900 سنتيمتر على المنحدارت الغربية لجبال الكاميرون التي يصل ارتفاعها جدول رقم "36"
معدلات الحرارة والمطر في بعض بلاد ساحل غانة
أ- الحرارة "بالدرجات المئوية":
ب- معدلات المطر "بالسنتيمترات":
إلى حوالي 4000 متر فوق سطح البحر فإنه ينخفض إلى الشرق من رأس النقط الثلاثة Cape THREE POINTS في جنوب غانة إلى أقل من 90 سنتيمترًا، بل إلى أقل من 65 سنتيمترًا في بعض المواضع، كما هي الحال في أكرا التي يبلغ معدلها 60 سنتيمترًا، وفي كريستيان بورج ومعدلها 53 سنتيمترًا وفي كويتا ومعدلها 54 سنتيمترًا، ولكن يلاحظ أن هذا النقص في كمية المطر مقصور على شريط ساحلي ضيق ثم لا تلبث الأمطار أن تزيد عن ذلك بزيادة واضحة في المناطق التي تلي ذلك من الداخل ففي بلدة أبوري ABURI التي تقع إلى الشمال من أكرا بنحو 45 كيلو مترًا يرتفع المعدل إلى 145 سنتيمترًا، وفي خوماسي التي تبعد في الداخل أكثر من ذلك بنحو 150 كيلو مترًا يصل المعدل إلى 145 سنتيمترًا، وليس هناك في الوقت الحاضر تفسير واضح لنقص الأمطار بهذا الشكل في الشريط الساحلي المذكور، ومع ذلك فمن الممكن أن نرجعه إلى عاملين هما:
1- أن اتجاه الساحل يجعل الرياح الجنوبية الغربية تهب موازية له تقريبًا.
2- أن تيار غانة يعمل عند تحركه نحو الغرب على إزاحة الطبقة السطحية.
الدافئة من المياه الساحلية فيكشف بذلك المياه الباردة نسبيًّا، وهذا يقلل من كمية بخار الماء التي تستطيع الرياح الجنوبية الغربية أن تحملها معًا.
ب- المناخ المداري القاري:
يوجد هذا المناخ في قلب القارة الإفريقية إلى الشمال وإلى الجنوب مباشرة من المناخ الاستوائي، وهو يضم نطاق السودان في الشمال وقسمًا كبيرًا من هضبة إفريقية الجنوبية في الجنوب، ويحدث الانتقال بين هذا المناخ وبين المناخ الاستوائي من جهة، وبينه وبين المناخ الصحراوي من جهة أخرى تدريجيًّا بصفة عامة.
والمناخ المداري القاري هو الذي يشتهر باسم مناخ السفانا، وأهم ما يميزه هو وجود فصل ممطر في الصيف وفصل جاف في الشتاء، ويتزايد طول هذا الفصل الأخير كلما ابتعدنا عن خط الاستواء حتى نصل إلى المناخ الصحراوي، والأمطار التي تسقط في هذا الإقليم لا تختلف في نوعها عن أمطار المناخ الاستوائي، فهي تسقط بسبب التيارات الصاعدة التي تصاحب الضغط المنخفض الاستوائي، وهو الضغط الذي يتزحزح نحو الشمال في فصل الصيف ونحو الجنوب في فصل الشتاء وهذه الزحزحة هي المسئولة عن التوزيع الفصلي للأمطار في مناخ السفانا، ولكن يلاحظ أن كمية المطر تختلف من مكان إلى آخر على حسب نظام التضاريس أولًا، وعلى حسب البعد عن خط الاستواء ثانيًا.
ويبين الجدول رقم "37" معدلات درجة الحرارة والأمطار في بعض المحطات التي تقع في الإقليم المداري القاري وهي: داكار وكانو والخرطوم ولواندا "أنجولا".
جدول رقم "37"
معدلات الحرارة والأمطار في بعض محطات المناخ المداري القاري في إفريقية
أ- درجة الحرارة "بالدرجات المئوية":
ب- الأمطار "بالسنتيمترات":
ج- المناخ المداري البحري:
يتمثل هذا المناخ في المناطق الساحلية الشرقية في كينيا وتنجانيقا وموزمبيق وهو يختلف عن المناخ المداري القاري في أن أمطاره تسقط طول السنة، وأنها لا تسقط بسبب التيارات الهوائية الصاعدة وحدها؛ إذ إن الرياح التجارية الجنوبية الشرقية المحملة بالرطوبة تهب على هذه السواحل من المحيط الهندي طول السنة وتسبب سقوط أغلب الأمطار، ولكن يلاحظ إلى جانب ذلك أن نسبة كبيرة من الأمطار التي تسقط صيفًا على القسم الشمالي من هذه السواحل سببها هو نشاط التيارات الهوائية الصاعدة التي تنشط عندما يتزحزح نطاق الضغط المنخفض الاستوائي جنوبًا في فصل الصيف "الجنوبي".
أما درجة الحرارة فمرتفعة طول السنة، ولا تختلف كثيرًا عن درجة الحرارة في النطاق الاستوائي من حيث ارتفاعها وعدم وجود فرق كبير بين حرارة الصيف والشتاء، وهذا يختلف عما نلاحظه في المناخ المداري القاري، والحياة النباتية في هذا المناخ تتكون في جملتها من غابات كثيفة لا تختلف كثيرًا عن الغابات الاستوائية المطيرة المناخ المداري الصحراوي:
يتمثل هذا المناخ في الصحراء الكبرى التي تشغل معظم شمال القارة ما بين مناطق السفانا في الجنوب وساحل البحر المتوسط في الشمال، كما يتمثل في جنوب القارة حيث توجد صحراء كلهاري وصحراء ناميبيا الساحلية، وأهم ما يميزه هو ارتفاع درجة الحرارة بصفة عامة خصوصًا في أثناء النهار في فصل الصيف حيث تصل أحيانًا إلى 49 ْمئوية أو أكثر، والمدى اليومي والفصلي لدرجة الحرارة أعظم في هذا المناخ منه في أي نوع مناخي آخر، أما الأمطار فهي معدومة أو نادرة إلا في بعض الأماكن القليلة التي يرتفع فيها سطح الأرض، كما هي الحال في منطقة هضبة الهوجار، ففي هذه المناطق تسقط بعض الأمطار التي تساعد على ظهور عدد من الواحات والرياح السائدة على الصحراء الكبرى في معظم أيام السنة هي الرياح التجارية الشمالية الشرقية، وهي شديدة الجفاف لمرورها على مساحات واسعة من اليابس ولهبوبها نحو مناطق أشد حرارة بصفة عامة من المناطق التي تهب منها، ومع ذلك فإن هذه الرياح تسقط بعض الأمطار، إذا صادفت أرضًا مرتفعة، كما يحدث على هضبة الهوجار وتيبستي، ويلاحظ أن السواحل الغربية للصحراء الكبرى أقل حرارة من بقية الصحراء لأنها تتأثر بتيار الكناريا البارد، كما يكثر ال

بواسطة : admin
 0  2  10.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:18 مساءً السبت 21 ديسمبر 2024.