الكواكب
مدخل
...
2- الكواكب:
أجرام سماوية صخرية معتمة لا تضيء بنفسها، وإنما تستمد نورها من الشمس، وهى كما رأينا تختلف في أحجامها وكثافتها وكتلتها وبعدها عن الشمس.
أ- عطارد:
كوكب عطارد هو أقرب الكواكب إلى الشمس، ويتحرك بسرعة كبيرة في مداره. وهو أصغر الكواكب حجمًا، ويدور حول الشمس في 88 يومًا. وهو يواجه الشمس بجانب واحد، كما يفعل القمر بالنسبة للأرض، وجانبه المواجه للشمس يتعرض للإشعاع الشمسي الشديد، بينما يبقى الجانب الآخر في ظلام دائم. ولا يحيط بعطارد غلاف جوي، ومن ثم تستحيل الحياة عليه.
ب- الزهرة:
يقارب حجمُ كوكب الزهرة حجمَ الأرض، ولكنه في الكثافة وفي الكتلة 4/ 5 كتلة الأرض، وهو يدور حول نفسه ببطء، كما يتم دورته حول الشمس في 44 يومًا، وقد تمكنت سفينة الفضاء مارينز 2 من الاقتراب منه في ديسمبر من عام 1962. فأرسلت إلى الأرض معلومات تفيد بأنه جافٌّ شديد الحرارة في أجزائه المنخفضة نحو 315 ْم، وقارس البرودة في أجزائه المرتفعة المظاهرة للشمس، ويبدو أن الحياة تنعدم فيه.
شكل 4: كوكب المشترى "لاحظ البقعة الحمراء الضخمة من نصفه الجنوبي".
ج- المريخ:
ويشبه المريخ كوكب الأرض في أنه يحتوي على يابس وماء، وفي كليهما تبخر الحرارة المياه، ويشكل التكاثف سحبًا تسوقها الرياح. ويحيط به غلاف غازي قد يلائم نمو نبات وحيوان، وإن كان يحتوي على نسبة مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون. ولكن المريخ يختلف عن الأرض في أنه أصغر منها حجمًا وكتلة، ومن ثم فقوة جاذبيته صغيرة "0.38 من جاذبية الأرض". ولهذا فغلافه الجوي ضئيل ومياهه ليست وفيرة. وعلى الرغم من أن هناك أوجه شبه بين المريخ والأرض في تعاقب فصول السنة الأربعة، إلا أن مداها على المريخ ضعف مداها على الأرض تقريبًا، فسنة المريخ 686.5 يومًا تقريبًا بينما سنة الأرض 365.25 يومًا، ويرجع ذلك إلى أن مدار المريخ حول الشمس أطول وأكثر "بيضاوية" من مدار الأرض.
د- المشترى:
هو أكبر الكواكب، وحجمه قدر حجم الأرض 1300 مرة، وكثافته ربع كثافة الأرض تقريبًا، وكتلته قدر كتلة الأرض 300 مرة، وضعف كتلة الكواكب مجتمعة. ومن ثم تجوز تسميته بحق بالكوكب العملاق. وهو سريع الدوران حول محوره، فيتم دورة كاملة حول نفسه في 9 ساعات و55 دقيقة لكنه بطيء الدوران حول الشمس إذ يتم دورته حولها في 11.9 سنة أرضية، وأهم ما يميزه وجود نطاقات داكنة وأخرى فاتحة تمتد موازية تقريبًا لدائرته الاستوائية. ويبدو أنها تمثل انخفاضات في الغلاف الجوى الكثيف الذي يحيط بالمشترى. وكثيرًا ما تشاهد عليه أشكال بيضية تشبه السحب.
ولكن أهم الظواهر التي أمكن رؤيتها بوضوح تلك البقع الحمراء التى شوهدت لأول مرة في عام 1877 واشتدت حمرتها في العام التالى. ويعتقد أنها -كالنطاقات الداكنة والفاتحة- انخفاضات جوية تتكون بلون أرض الكوكب من أسفلها أو بلون الأبخرة الحمراء العالقة بطبقات غلافه الجوي السفلى.
وكثيرًا ما نشاهد بقعًا بيضية الشكل بيضاء اللون على سطح المشترى، تتحرك بسرعة متفاوتة يظن أنها سحب سيارة. ووجود هذه السحب والأبخرة دليل على أن كوكب المشترى ما زال حارًّا حتى على سطحه. فالإشعاع الشمسي الذي يتلقاه المشترى ضئيل "5 % من الإشعاع الشمسي على الأرض" لا يكفي لتكوين السحب وإحداث التغيرات السريعة التى تعاينها "شكل4".
هـ- زحل:
يدور زحل حول نفسه في 10 ساعات و14 دقيقة، بينما حول الشمس في 29.5 سنة أرضية تقريبًا، وحجمه قدر حجم الأرض 740 مرة لكن كتلته تبلغ 95 مثلًا من كتلة الأرض؛ نظرًا لأن كثافته منخفضة. وهو يشبه المشترى في تلك النطاقات الداكنة والفاتحة على سطحه، لكنها أقل من نطاقات الكوكب العملاق وضوحًا وتغيرًا. ويحيط به غلاف جوي يتكون من غازات الأيدروجين والهليوم والميثان. ويمتص غلافه الجوي جزءًا من الإشعاع الشمسي، ويحيط بالكوكب هالة تتألف من ثلاث حلقات تحتوي على أجسام صغيرة متناثرة وتدور الهالة من حوله، وهو يشبه في طبيعته وتكوينه كوكب المشترى لكن يبدو أنه أكثر منه برودة.
شكل5: زحل والهالة من حوله
وتتكون هالة زحل من أربعة أقراص رقيقة يبلغ اتساعها الكلي نحو 60.000 كيلو متر، والحلقتان الخارجيتان مضيئتان، بينما الحلقة الداخلية ضعيفة اللمعان، وهامشها الداخلي لا يبعد عن قرص زحل بأكثر من 16.000 كم.
ويفصل بين الحلقتين الخارجيتين مسافة تقدر بنحو 2600 كم. ويبلغ سمك الحلقات نحو 160 كم، وهى تتألف من أجسام منفصلة لا تحصى عددًا، وهي في واقع الأمر توابع صغيرة تشبه أسراب النيازك، من الممكن أن تتصادم ببعضها منشئة لجو مغبر ملتهب يحيط بها شكل 5.
و أورانوس:
يبلغ حجم أورانوس 64 مثلًا لحجم الأرض، ويدور حول محوره في فترة تقدر بين 10-12 ساعة، لكنه يتم دورته حول الشمس في نحو 48 سنة أرضية. وهو يبدو من خلال المنظار الفلكي كقرص لونه أشبه بخضرة مياه البحر، ويبدو في خضرته نطاقات داكنة نوعًا، ويقال أنه محاط بغلاف جوي يتألف من غازات الميثان والنشادر والهيليوم. وله خمسة أقمار تدور في اتجاه معاكس لدوران الكواكب حول الشمس أي من الشرق إلى الغرب.
ز- نبتون:
كوكب نبتون هو أبعد الكواكب عن الشمس باستثناء بلوتو، وهو لا يتلقى من الإشعاع الشمسي 0.09% مما تتلقاه الأرض منه. وتبلغ كثافته ربع كثافة الأرض، وكتلته قدر كتلة الأرض 17 مرة، وهو مثل أورانوس محاط بغلاف من غاز الميثان والنشادر والهيليوم ويتبعه قمران.
شكل 6: مورهاوس. لاحظ رأسه الشديدة التوهج، وذيله المضيء الممتد في الفضاء.
س- بلوتو:
كوكب صغير وبعيد لدرجة أنه يصعب قياسه بدقة؛ ولذلك فلا يعرف عنه شيء سوى أنه يدور حول الشمس في 247 سنة أرضية ويدور حول نفسه في 6.4 يومًا، ويبدو أنه لا يزيد حجمًا عن المريخ، وله فلك شاذ يدخله في مدار نبتون، بل يجعله أقرب إلى الشمس من نبتون حينما يكون عند نقطة الرأس من مدراه حول الشمس؛ ولهذا وغيره يظنه بعض الفلكيين مجرد تابع هارب من الكوكب نبتون.
3- المذنبات:
وهي جزء من المجموعة الشمسية. وتشاهد من الأرض في هيئة بقع مضيئة تمثل رءوسها، ومنها تمتد ألسنة أو ذيول منيرة في الفضاء. وتتركب المذنبات من غازات أهمها أول أكسيد الكربون ومن حبيبات دقيقة من التراب الكوني الذي يعكس أشعة الشمس. وتشاهد عقدة متصلبة معينة عند رأس المذنب ويبدو أن هذه الرءوس تتكون من مجمعات صخرية وحصوية تتباعد عن بعضها بمسافات صغيرة. وكتلة المذنب صغيرة جدًّا، ولا تزيد عن كتلة كويكب صغير، وهي تقدر بنحو واحد في المليار من كتلة الأرض.
وتدور المذنبات، كالكواكب حول الشمس في مدارات "بيضاوية"، ويتحرك بعضها في مدارات "بيضاوية" مستطيلة نوعًا، ولهذا يمكن رؤيتها موسميًّا من الأرض، أما الغالبية العظمى من المذنبات فيدور في أفلاك مستطيلة جدًّا؛ لهذا فإنها تستغرق من الزمن مئات السنين وأحيانا آلافًا من السنين لتكمل دورتها حول الشمس ومن أشهرها مجموعة "أنك" ومجموعة "مورهاوس" ومجموعة "هالي".
الشهب والنيازك
...
4- الشهب النيازك:
عبارة عن حطام أجسام كونية متحللة تماثل في تركيبها الكواكب من صنف الأرض، ولا تختلف الشهب عن النيازك إلا في الحجم. فالشهب في حجم الحصى، أما النيازك فيصل قطرها بضعة أمتار. وهى تسبح في الفضاء زرافاتٍ ووحدانًا. وحين تقترب من مجال جاذبية الأرض تندفع إليها وتقتحم الغلاف الجوي بسرعة هائلة، ويتولد عن احتكاكها بجو الأرض حرارة شديدة تؤدي إلى اشتعالها واحتراق معظمها وتلاشيه في الجو، بينما يصل بعض موادها إلى الأرض. ومن دراسة هذه المواد تبين أن كل المعادن التى تدخل في تكوينها معروف في الأرض. فهى إما تتركب من معادن ثقيلة كالحديد والنيكل، أو من معادن خفيفة كالتي تدخل في تركيب الصخور الأرضية.